ما ان يطل المرء على باحة المسجد العمري في وسط بيروت، حتى يلتبس عليه المشهد، فيخيل اليه للوهلة الاولى أن «حزب التحرير» ألغى الاعتصام داخل المسجد. لا وجود لرايات سوداء او لاشخاص ملتحين او لنساء يلبسن عباءات سوداء يغطين وجوههن. بل وجود لعشرات الشبان، يرفعون صور الرئيس بشار الاسد ويهتفون باسمه.
الساحة أمام المسجد تحولت الى ثكنة عسكرية منذ قرابة الثانية عشرة ظهرا، من جيش وقوى امن داخلي ومخبرين بثياب مدنية ينتمون لأجهزة أمنية مختلفة، إضافة الى بعض الفضوليين الذين توقفوا مستفسرين عما يحصل. الدخول الى المسجد كان ممنوعا على الإعلاميين، بناء على قرار من «دار الفتوى»، بحسب احد ضباط قوى الأمن الداخلي. هتافات عناصر «حزب التحرير» الذين فاقوا ال100 معتصم بقليل وبينهم نساء، وهي تندد بالنظام السوري وتدعو الى نصرة «أهل الشام»، دلت ان ثمة اعتصاما، وبالتالي بددت السؤال عن مكانه.
على بعد أمتار من المسجد، شبان جلهم من العمال السوريين المؤيدين للنظام السوري، أرادوا التعبير عن غضبهم من الاعتصام، في محاولة للإيحاء بوجود شارع آخر، برغم أن عدد عناصر الجيش الواقفين أمامهم كحاجز لمنعهم من الاقتراب من المسجد، كان يتخطى بأضعاف عدد هؤلاء الشبان. في المقابل، سد باب المسجد بعناصر من قوى الأمن وفرقة من مكافحة الشغب، مدعومين من الجيش أيضا.
فجأة، يقترب احد المعارضين للاعتصام والذي تبين فيما بعد انه من المنظمين الرئيسيين للتجمع المضاد، ليخاطب بغضب احد الضباط، مهددا بعدم السماح بخروج المعتصمين الى الشارع «وإلا سيحصل اصطدام».
الطرفان التزما تعليمات القوى الأمنية، فلا المؤيدون للنظام تقدموا شبرا نحو المسجد، ولا المعتصمون داخله تخطوا عتبته أيضا. شعارات الطرفين كانت سيدة الموقف. ابى شباب التجمع المضاد للاعتصام المغادرة إلا بعد انتهاء الاعتصام، فأفرغ «التحريريون» ما في جعبتهم من شعارات لا سيما «من درعا لبيروت الشعب المسلم لا يموت»، واخذت طلائعهم تخرج تباعا من المسجد، بعد أن نجحوا بإيصال رسالتهم الى «اللبنانيين أولا واهل الشام ثانيا»، كما صرح عضو المكتب الإعلامي للحزب عبد اللطيف الداعوق، الذي قال «ان النظام الرسمي اللبناني منقسم بين متواطئ ومتخاذل وهذه خيانة عظمى». وشبه «نظام الرئيس (بشار) الاسد، بنظام (معمر) القذافي»، والاحداث في سوريا «بواقعة الجمل في ميدان التحرير بمصر، والمجازر الدموية باليمن».
وقال ان «حزب التحرير» نظم تحركات في لبنان واندونيسيا والاردن وتركيا وبريطانيا «نصرة لأهل الشام».
ونفى «مشاركة أي حزب لبناني بشكل رسمي، بالرغم من توجيه دعوات لعدد منهم»، منددا «بالتواطؤ اللبناني المتمثل بإغلاق الحدود ومنع وصول النازحين الى لبنان»، معتبرا ان «النظام السوري يستخدم المقاومة في لبنان كورقة للضغط على إسرائيل، وليس في سبيل تحرير فلسطين».
واعتبر أن موقف «حزب الله» من الأحداث السورية «خطير»، موضحا ان الشعوب ثابتة لا تتغير، فيما الأنظمة الى زوال، سائلا «كيف يقف الحزب مع النظام ويترك الشعب؟» مضيفا «الشعوب هي التي تحتضن المقاومة».
ويفرق الداعوق بين موقف «حزب الله» من سوريا ومسألة السلاح، مؤكدا ان «حزب التحرير» ضد إسقاط سلاح المقاومة، مشددا على انه «لا يجوز التخلي عنه ويحرم إسقاطه، لأنه يستعمل لقتال العدو الإسرائيلي»، مؤكدا أنهم يتحاورون مع «حزب الله» «من ناحية الاخوة فقط». وقال ان السلطات الامنية هددت كل من يحاول الخروج بالتظاهرة من المسجد بالاعتقال، وتركت «شرذمة من شبيحة النظام السوري يتظاهرون في الشارع مساندة لنظامهم».
وتخلل الاعتصام كلمة للمحامي عمر حمود والشيخ عدنان مزيان.
الساحة أمام المسجد تحولت الى ثكنة عسكرية منذ قرابة الثانية عشرة ظهرا، من جيش وقوى امن داخلي ومخبرين بثياب مدنية ينتمون لأجهزة أمنية مختلفة، إضافة الى بعض الفضوليين الذين توقفوا مستفسرين عما يحصل. الدخول الى المسجد كان ممنوعا على الإعلاميين، بناء على قرار من «دار الفتوى»، بحسب احد ضباط قوى الأمن الداخلي. هتافات عناصر «حزب التحرير» الذين فاقوا ال100 معتصم بقليل وبينهم نساء، وهي تندد بالنظام السوري وتدعو الى نصرة «أهل الشام»، دلت ان ثمة اعتصاما، وبالتالي بددت السؤال عن مكانه.
على بعد أمتار من المسجد، شبان جلهم من العمال السوريين المؤيدين للنظام السوري، أرادوا التعبير عن غضبهم من الاعتصام، في محاولة للإيحاء بوجود شارع آخر، برغم أن عدد عناصر الجيش الواقفين أمامهم كحاجز لمنعهم من الاقتراب من المسجد، كان يتخطى بأضعاف عدد هؤلاء الشبان. في المقابل، سد باب المسجد بعناصر من قوى الأمن وفرقة من مكافحة الشغب، مدعومين من الجيش أيضا.
فجأة، يقترب احد المعارضين للاعتصام والذي تبين فيما بعد انه من المنظمين الرئيسيين للتجمع المضاد، ليخاطب بغضب احد الضباط، مهددا بعدم السماح بخروج المعتصمين الى الشارع «وإلا سيحصل اصطدام».
الطرفان التزما تعليمات القوى الأمنية، فلا المؤيدون للنظام تقدموا شبرا نحو المسجد، ولا المعتصمون داخله تخطوا عتبته أيضا. شعارات الطرفين كانت سيدة الموقف. ابى شباب التجمع المضاد للاعتصام المغادرة إلا بعد انتهاء الاعتصام، فأفرغ «التحريريون» ما في جعبتهم من شعارات لا سيما «من درعا لبيروت الشعب المسلم لا يموت»، واخذت طلائعهم تخرج تباعا من المسجد، بعد أن نجحوا بإيصال رسالتهم الى «اللبنانيين أولا واهل الشام ثانيا»، كما صرح عضو المكتب الإعلامي للحزب عبد اللطيف الداعوق، الذي قال «ان النظام الرسمي اللبناني منقسم بين متواطئ ومتخاذل وهذه خيانة عظمى». وشبه «نظام الرئيس (بشار) الاسد، بنظام (معمر) القذافي»، والاحداث في سوريا «بواقعة الجمل في ميدان التحرير بمصر، والمجازر الدموية باليمن».
وقال ان «حزب التحرير» نظم تحركات في لبنان واندونيسيا والاردن وتركيا وبريطانيا «نصرة لأهل الشام».
ونفى «مشاركة أي حزب لبناني بشكل رسمي، بالرغم من توجيه دعوات لعدد منهم»، منددا «بالتواطؤ اللبناني المتمثل بإغلاق الحدود ومنع وصول النازحين الى لبنان»، معتبرا ان «النظام السوري يستخدم المقاومة في لبنان كورقة للضغط على إسرائيل، وليس في سبيل تحرير فلسطين».
واعتبر أن موقف «حزب الله» من الأحداث السورية «خطير»، موضحا ان الشعوب ثابتة لا تتغير، فيما الأنظمة الى زوال، سائلا «كيف يقف الحزب مع النظام ويترك الشعب؟» مضيفا «الشعوب هي التي تحتضن المقاومة».
ويفرق الداعوق بين موقف «حزب الله» من سوريا ومسألة السلاح، مؤكدا ان «حزب التحرير» ضد إسقاط سلاح المقاومة، مشددا على انه «لا يجوز التخلي عنه ويحرم إسقاطه، لأنه يستعمل لقتال العدو الإسرائيلي»، مؤكدا أنهم يتحاورون مع «حزب الله» «من ناحية الاخوة فقط». وقال ان السلطات الامنية هددت كل من يحاول الخروج بالتظاهرة من المسجد بالاعتقال، وتركت «شرذمة من شبيحة النظام السوري يتظاهرون في الشارع مساندة لنظامهم».
وتخلل الاعتصام كلمة للمحامي عمر حمود والشيخ عدنان مزيان.