أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أبـادي: إسرائيـل عاجـزة عـن الحـرب

الإثنين 04 تموز , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,443 زائر

أبـادي: إسرائيـل عاجـزة عـن الحـرب
يجيب ابادي عن الاسئلة كافة، وان كان يصر على الاحتفاظ بمسافة عن مجريات السياسة اللبنانية الداخلية، وخاصة القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية، الذي يعلّق عليه بالتأكيد على دعمه للعدالة رافضاً تسييسها.. هو الذي لم ينقطع يوماً عن الخصم في لبنان قبل الصديق، واولويته «معاداة الكيان الاسرائيلي»، ومن ثم مقاربة حاجات اللبنانيين، معيشياً واقتصادياً، في ظل انتظار مستمر لاطلاق مسار الاتفاقيات التي وقعت مع لبنان، مستبعداً أي حرب اسرائيلية على لبنان.
لعلّ الاساس الذي ينطلق منه أبادي في مقاربته للواقع الحالي في المنطقة، يتمثل في قوة إيران وموقعها. ويشير الى ان موارد بلاده في تعزز مستمر، اقتصاديا وسياسيا ما يكفل لها حماية سيادتها ومواجهة سياسة العقوبات الغربية عليها عبر «الاكتفاء الذاتي في معظم المجالات، مدنية كانت او تكنولوجية او نووية او عسكرية»، وهو اذ يشير الى «مناورة الرسول الاعظم» يكشف «اننا استطعنا التوصل مؤخراً الى اطلاق صواريخ من الامكنة التي لا يمكن للجانب الآخر معرفة مكانها». ويقول «بتنا نصنع طائرات مدنية وحربية وسفنا حربية وغواصات». ويشير الى ان قوة بلاده تكمن في صناعتها المدنية ايضاً «كصناعة السيارات مثلا حيث بتنا نصنع مليوناً ونصف مليون سيارة في السنة يستوردها 16 بلداً في العالم اضافة الى الباصات التي تنافس الباصات الاوروبية»، ويتحدث عن «بركة العقوبات علينا اذ بتنا على صعيد النفط والغاز نحتل المرتبة الثانية عالمياً وفي مجال التكنولوجيا والطاقة النووية المرتبة الأولى اقليمياً ووصلنا الى مستوى الـ 20 المئة على صعيد تخصيب اليورانيوم كما على الصعيد الزراعي كالقمح مثلاً».
من هذه المقاربة ينطلق أبادي الى رفض اية نظرة اميركية «فوقية» لبلاده او لاي بلد في العالم، وهو يرفض مقولة «الخشية من هيمنة ايرانية او تهديد للمنطقة او للخليج الفارسي»، بالاشارة الى «الاموال الاميركية والاسرائيلية الكبيرة التي تضخ في سبيل التخويف من مشروع ايران «الفارسي» او «الصفوي» او ولاية الفقيه، وذلك «بهدف بث الفرقة واثارة الفتنة المذهبية في المنطقة»، لكن أبادي، في الوقت نفسه، يطرح اسئلة مقابلة لطروحات الدول التي تعتبر ايران تهديدا: لماذا لم تتحسن العلاقات مع الجوار بعد انتصار الثورة على الشاه الذي كان يتصرف كشرطي المنطقة؟ لماذا يتجاهلون اننا لم نعتد على احد منذ الثورة، بل كنا ضحية الاعتداء والارهاب؟ لماذا يتجاهل هؤلاء الدستور الايراني؟ لماذا نتحمل كل تلك الضغوط والمشاكل، أليس بسبب التزامنا بالقضية الفلسطينية؟ هم الذين يريدون الهيمنة، اما نحن فليقدموا الدلائل او حتى القرائن!
أين الثورة في سوريا؟
تدعم ايران «المطالب المحقة للشعوب اينما كانت»، وترفض «بالكيل بمكيالين» ازاء ما يحدث في البحرين «حيث كانوا يريدون جرنا الى حرب فيها» بعد ادخال القوات الخليجية اليها، مشيراً الى ان واشنطن تريد الالتفاف على الثورات في المنطقة «وهم لذلك في مأزق حقيقي ويريدون نقل الازمة الى مكان آخر لكي تعتبر ايران هي العدو بدلاً عن إسرائيل». كنا واعين لهذه المؤامرة، يقول أبادي، ونحن نسعى باستمرار لطمأنة الجميع.
«ثمة مطالب محقة بالاصلاحات في سوريا كما في دول كثيرة في العالم كأميركا وفرنسا، وقد بدأ الرئيس بشار الاسد بها قبل تلك المطالبات» ويسأل ابادي: أين هي الثورة في سوريا؟ نحن نرى مجموعات مسلحة مصطنعة تسعى للتخريب، لذا الوضع هناك مختلف ذلك ان دور سوريا مستهدف لانها تدعم المقاومة وتتحالف مع ايران، ونحن ندعم الثورات الشعبية التي تكون بمواجهة المشروع الاميركي الاسرائيلي. وهو يرى ان مثل هذه الثورات تستلهم الثورة في ايران.
يقول أبادي إن اي ثورة لكي تنجح يجب ان يتحقق لها هدفان، «أولهما ذهني، أي معارضة الشارع سياسياً للمسؤولين، وثانيهما عينيّ، أي حقيقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي»، ويعتبر ان كلا الشرطين غير متوافرين للاحداث في سوريا، كما ان ما يجري في الميدان يختلف، وان اللجوء الى السلاح يمنع اية ثورة في العالم.
ويؤكد السفير الايراني ان «المشروع الاسرائيلي والاميركي يسعى لمصادرة الحركات الشعبية لكون اسرائيل اكثر الخاسرين لما يحصل الذي يعد إنجازاً كبيراً لمشروع المقاومة، وهي المرة الاولى التي تسبق بها الشعوب القيادات والنخب والمثقفين».
إسرائيل تخشى الحرب
يدفع الموقع المتين لايران في المنطقة بأبادي الى استبعاد شبه قاطع لقيام إسرائيل بأي عدوان على لبنان او إيران، وهو يعبر بسخرية عن الحال الذي بلغته اسرائيل اليوم، التي، إثر حربيها الفاشلتين على لبنان وغزة، تقتصر في مناوراتها العسكرية على الجانب الدفاعي، وقد باتت الحرب اليوم أكثر استبعاداً، «اذ ان ثمة عوامل عديدة تدفعنا الى استبعاد شن عدوان» إسرائيلي، فالمقاومة تعزز جهوزيتها والعدو لم يستكمل تحضيراته وهو لن يجد أية جدوى من ورائه والعدو يفكر بالهرب بدلاً من الحرب، لكن هذا لا يعني ضرورة استعداد الجميع لرد أي عدوان». وكما في لبنان، يبدو احتمال العدوان الاميركي على ايران من الماضي، بالنسبة الى أبادي.
نرفض التسييس.. نريد الحوار
بديبلوماسيته الدقيقة، يقارب أبادي الموضوع اللبناني، هو يعلّق على القرار الاتهامي بالتشديد على رفض التسييس وتأييد قيام عدالة دولية غير مسيّسة. وتبدو دعوة الاطراف اللبنانيين الى «التفاهم والحوار والتضامن» بغاية الاهمية، وهو يؤكد في هذا الاطار على اهمية «العملية الديموقراطية بين اللبنانيين». ويضيف: يهمنا الا يعارض أي كان في لبنان بأن إسرائيل هي العدو برغم اية اختلافات قد تنشأ حول اسلوب المقاومة.
الأمر الثاني الذي تريده إيران من لبنان يتمثل في «التركيز على الهموم وآلام الشعب»، ويقول: وقعنا مع لبنان 26 اتفاقية انمائية واعمارية وتجارية وصحية وثقافية وغيرها وعلينا ان نبدأ بها هذه السنة لكي يلمس اللبنانيون ان تغييراً حصل.
ويختم أبادي، في ذكرى اختطاف الدبلوماسيين الايرانيين، بالتأكيد على متابعة قضيتهم من دون كلل، مع التشديد على ان هؤلاء لا يزالون على قيد الحياة.

Script executed in 0.17485690116882