وكان ميقاتي قام بجولة جنوبية هي الأولى له بعد توليه رئاسة الحكومة، حيث تفقد وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود اللبنانية كما زار مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. ورافقه وزير الدفاع الوطني فايز غصن، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء عدنان مرعي. واعتبر ان ثلاث ارادات واجهت اسرائيل في حرب تموز وهي ارادة شعب قرر الصمود وارادة جيش قرر المواجهة برغم امكاناته الضعيفة، وإرادة مقاومين قرروا الدفاع عن ارضهم وعائلاتهم وبيوتهم فوجّهوا سلاحهم ضد العدو وغلبوه. وهذه الارادات الثلاث هي ارادة واحدة تعمل برعاية الدولة اللبنانية، وقد حققت مجتمعة «النصر الذي سنحتفل بذكراه في منتصف آب المقبل».
واعتبر «أن الاستقرار في جنوب لبنان هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط التي لن يعود اليها الامن والامان الا من خلال سلام عادل ودائم وشامل». كما شدد على «ان الحكومة التي أكدت التزامها تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ستواصل مطالبة الامم المتحدة بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية الدائمة لسيادة لبنان، وتطبيق القرار تطبيقاً كاملاً والانتقال من مرحلة وقف الاعمال العدائية الى وقف دائم لاطلاق النار».
وفي تفاصيل الجولة، انتقل ميقاتي والوفد الى الجنوب على متن طوافة للجيش اللبناني حطت في ثكنة مرجعيون. وألقى قهوجي كلمة قال فيها: إنها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس حكومة بزيارة الجيش اللبناني في الجنوب. وشكر رئيس الحكومة ووزير الدفاع على مبادرتهما المميزة، مشيراً الى أن الجيش يعمل في سبيل كل لبنان وهو ذراع الدولة ويلتزم تنفيذ قرارات السلطة السياسية بصرف النظر عن تبدل الأوضاع والظروف.
اما ميقاتي فقال: أردت أن تكون زيارتي الاولى بعد نيل الحكومة الثقة الى الجنوب من ضمن سلسلة زيارات الى المناطق اللبنانية. وهي تتزامن مع حدثين متلازمين وهما حرب تموز وقرب التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب. واعتبر انتشار الجيش وصولاً حتى الحدود نصراً، مضيفاً ان النصر الثاني هو توسيع انتشار القوات الدولية وتبديل مهامها بموجب القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الامن الدولي ليوفر الشراكة الدولية في حماية سيادة لبنان على ارضه، بالتعاون مع الجيش. وقال: صحيح ان الفرحة لم تكتمل بعد بسبب استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، لكن استطيع التأكيد أن الحكومة عازمة على العمل لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لهذه الاراضي اللبنانية ووقف الممارسات العدوانية، بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.
بعد ذلك قام ميقاتي والوفد المرافق بجولة ميدانية على مراكز الجيش اللبناني المتقدمة في بوابة فاطمة والنبي عويضة ومنطقة كفركلا وعند حاجز الجيش في العديسة استوقف الأهالي ميقاتي مرحبين يتقدمهم نائب المنطقة علي فياض. كما زار ميقاتي محطة ضخ المياه في الوزاني.
بعدها انتقل ميقاتي والوفد بمروحية عسكرية الى المقر العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في بلدة الناقورة، حيث كان في استقبالهم القائد العام لـ«اليونيفيل» اللواء ألبرتو أسارتا كويباس، والممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز.
وقال اسارتا إن وجود ميقاتي بعد وقت قصير من توليه منصب رئاسة الحكومة، يشكل في حد ذاته شهادة دعم قوية، مضيفاً إن ميقاتي «هو أول رئيس حكومة لبناني يزور المقر».
من جهته، قال ميقاتي «إن المظلة الدولية التي يوفرها انتشار القوات الدولية في الجنوب تعكس اهتمام المجتمع الدولي بلبنان وامنه واستقراره، ومثل هذه المظلة يفترض ان تحمي لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة براً وبحراً وجواً. الا ان الممارسات العدائية التي تقوم بها اسرائيل ضد لبنان تجعل عمل القوات الدولية عرضة للتعثر من حين الى آخر، والشواهد على ذلك كثيرة».
كما أكد على «أن لبنان الذي يحترم القرارات الدولية، يتطلع الى استمرار التعاون مع الدول المشاركة في القوات الدولية». كما شكر ميقاتي في ختام جولته دولة الإمارات العربية المتحدة لدورها في نزع الالغام التي خلفها العدوان الاسرائيلي على لبنان.
من جهة أخرى، اعتبر ميقاتي خلال تقديمه واجب العزاء في بلدة سير ـ الضنية («السفير») بوفاة عادل نجل النائب الأسبق الراحل احمد آغا الفاضل، ان السلاح يجب أن يكون بيد الدولة، و«هذا أمر بحاجة إلى وقت، فنحن ما زلنا في بداية عملنا في الحكومة، والسؤال لماذا لم يقوموا بنزع هذا السلاح عندما كانوا ممسكين بزمام السلطة».
واستقبل ميقاتي في أول زيارة له غير معلنة الى الضنية منذ تشكيل الحكومة، بحفاوة كبيرة من قبل رؤساء البلديات وفعاليات المنطقة وأبنائها.