وأصبح جنوب السودان أحدث دولة في العالم بعد انفصاله بمقتضى اتفاق سلام وقع في العام 2005 وأنهى حربا أهلية استمرت عقودا، لكن الطرفين لم يتفقا بعد على كيفية إدارة قطاع النفط وتقسيم الدين العام وموضوعات أخرى. ويوجد حوالى 2 مليار جنيه سوداني متداولة في الجنوب.
وقال محافظ البنك المركزي لجنوب السودان اليغا مالوك، في جوبا، «لقد صدر وأطلقناه. جاء الرئيس (سالفا كير) وغير بعض النقود. يتم تداوله حاليا»، مضيفا أن العملة الجديدة تستخدم بالفعل في شوارع جوبا.
ويتم تبديل جنيه جنوب السودان بجنيه سوداني واحد. وقال مالوك إن الأمر سيستغرق بين شهر وثلاثة أشهر لتحل العملة الجديدة محل الجنيهات السودانية المتداولة حاليا.
وازداد الوضع تعقيدا مع إعلان السودان أنه سيصدر أيضا عملة جديدة في ما وصفه محافظ البنك المركزي السوداني محمد خير بأنه إجراء احترازي لحماية اقتصاد السودان. وتعثرت المفاوضات حاليا حول ما إذا كانت الخرطوم ستعيد شراء الجنيهات السودانية المتداولة في الجنوب، والتي ستصبح بلا قيمة بعد الانفصال.
وأشار مالوك إلى أن جوبا لا تعرف ماذا يجب أن تفعل بالعملة القديمة إذا رفضت الخرطوم استعادتها، مضيفا «سنحاول التوصل إلى حل» حول الموضوع.
إلى ذلك، قال وزير الإعلام السوداني كمال عبيد، في مقابلة مع صحيفة «الشبيبة» العمانية نشرت أمس، أن الخرطوم «ستمضي قدما في تحقيق سياسات حسن الجوار للحفاظ على الأمن والاستقرار ليعود السودان سلة لغذاء العالم». وأضاف «إن حكومة الإنقاذ قدمت نموذجا للتعايش السلمي والانصهار بين الشعوب الأفريقية». وأضاف أن «السودان لن يعود للنزاعات والخلافات بعد 9 تموز، ولن نسبح في النهر مرتين، وأن السودان سيكون أرضا للفرص والاستثمار».
ورأى عبيد أن «اندلاع الثورات في المنطقة العربية كان نتيجة حتمية لحالات الكبت والصراع السلطوي الذي سيطر على الأوضاع في تلك الدول، فضلا عن الفساد الذي نهش في الأجهزة الحكومية المختلفة». ورأى أن «التيار الإسلامي لا يتعارض مع بناء دولة مدنية، لاسيما أنه أصبح تيارا صاعدا» في العالم العربي.
