وقال بن أليعزر، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن أن إسرائيل عرضت على مبارك منحه اللجوء السياسي. وبحسب بن أليعزر فإنه شخصيا، وبالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عرضا على الرئيس مبارك قبل بضعة شهور منحه اللجوء السياسي في إسرائيل.
وقال بن أليعزر، إن الرئيس المخلوع «رفض العرض لأنه وطني»، مشيراً إلى أنه بعد إطاحة مبارك وتعاظم موجة الاحتجاجات ضده «التقيت به في شرم الشيخ، وقلت له إن المسافة قصيرة جدا من إيلات، وأنا أعلم أنه مريض وربما هذه فرصة جيدة لتلقي العلاج».
وأضاف بن أليعزر «إنني على ثقة بأن الحكومة الإسرائيلية كانت سترحب به، لكنه رفض لأنه وطني، وقال لي لقد حاربت يا فؤاد (اسم ولادة بن أليعزر في العراق) لقد حاربت هنا طوال ستين عاما، وكدت أقتل على هذه الأرض وعليها أموت».
وتابع بن أليعزر إن «هذا الرجل، الذي قاد العالم العربي وخلق الاستقرار، وكان ملتزما بالسلام، وقد حارب من دون هوادة للمحافظة على الشرق الأوسط، يقاد اليوم كآخر المجرمين إلى قفص الاتهام».
وأشار بن أليعزر الذي لعبت صداقته مع مبارك دورا في تسهيل إبرام اتفاقيات الغاز مع إسرائيل، وهي بين قضايا الفساد التي يحاكم عليها الرئيس المخلوع، إن «هذه محاكمة صورية». وكشف بن أليعزر عن حقيقة أنه كان على اتصال يومي في كل مساء مع الرئيس مبارك خلال فترة الاحتجاجات إلى أن غادر القاهرة. وأشار إلى «ان مبارك لم يقرأ وجهة رياح الثورة».
ومعروف أن بن أليعزر أقام علاقة شخصية مميزة مع مبارك، بالرغم من وجود دعاوى مقامة ضد الوزير الإسرائيلي الأسبق أمام القضاء المصري في أعقاب ما نشر في إسرائيل حول دوره في إعدام الجنود المصريين في حرب العام 1967.
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نأى بنفسه عن تصريحات بن أليعزر، إذ أشار إلى ان «رئيس الوزراء لم يعرض على الرئيس المصري حسني مبارك أي شكل من أشكال اللجوء إلى إسرائيل.»
من جهته، قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» آفي ديختر إن «وضع مبارك داخل القفص وهو مريض يعكس أن النظام الحالي في مصر ينتهج سلوك الأنظمة غير الديموقراطية. واعتبر أن «إهانة مبارك تعطي ضوء أحمر للزعماء العرب حول علاقاتهم مع الولايات المتحدة التي لم تستنكر هذا التصرف»، مشيراً إلى أن واشنطن «متورطة في إهانة مبارك الذي ظل حليفا لها طيلة حكمه لمصر».
وأعرب عضو الكنيست إسرائيل حسون (حزب كديما) عن أمله في أن يتمكن فريق الدفاع من إثبات براءة مبارك، مبــدياً «حزناً شديداً» لرؤيته مبارك في هذا الشكل «المهين».
وكان السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر ايلي شاكيد، قال للإذاعة الإسرائيلية إن «ما يحدث في مصر في هذه اللحظة لا يعبّر عن الشعب المصري»، موضحاً: «لقد اعتادوا على مسامحة القادة على أخطائهم... ومنذ الثورة وحتى الآن، أظهر الشعب المصري الرأفة بشأن أخطاء السياسيين... أما ما يحدث حالياً فهو انتقام وتعذيب».
وتابعت الصحف الإسرائيلية محاكمة مبارك عن كثب. وتحت عنوان «محاكمة التاريخ»، اعتبرت صحيفة «معاريف» أن «حلم مبارك في أن يعود إلى القاهرة بعد ستة أشهر من طرده من قصره لم يكن على هذا النحو، فتحت حراسة مشددة وبشكل تلفّه السرّية، نقل مبارك من شرم الشيخ إلى قفص الاتهام»، مشيرة إلى أن المحاكمة «حدث تاريخي يعصف بمصر كلها».
وأشار عوديت غرانوت في «معاريف» إلى أن مبارك «ألقي فريسة للجماهير من خلال هذه المحاكمة»، لافتاً إلى أن مصير مبارك سيكون «الموت الحتمي» سواء أدين أو برّئ
أما آفي يسسخروف فكتب في صحيفة «هآرتس» إن المحاكمة «محاولة أخرى من الحكومة المصرية والمجلس العسكري لتهدئة الشعب»، مشيراً إلى ان «تخوف الحكم الحالي فــي مصــر هو أنه من دون تقديم جواب لمطالب الجماهير التي تقصد ميدان التحرير فإن الغضب قد يوجه إليه».
تجدر الإشارة إلى أن عددا من المعلقين الإسرائيليين أشاروا مرارا إلى وجوب أن ترد إسرائيل الجميل لحسني مبارك وتحـــاول إنقاذه من وضعه المهين وتكريمه في إسرائيل. ومن المهم معـــرفة أن مثل هذا المنطق في إسرائيل يعود لاعتبارات الأمن القومي، وذلك لضمان استمرار وجود أنماط زعامات كحسني مبارك في الساحة العربية يمكنها أن تثق بإسناد إسرائيل لها في لحظة الشدة الشخصية.