وكانت البلدية قد أوضحت ملابسات إزالة المجسم، مبررة الأمر بأنه عائد لوجود المجسم مع صورة كبيرة للرئيس الشهيد رفيق الحريري منقلبة على الأرض. ونفت أن يكون الأمر كيدياً أو لأسباب سياسية، ووضعته في خانة تنفيذ قرار وزارة الداخلية والبلديات ولا يرتبط بمسألة إقامة نصب تذكاري كبير للشهيد الحريري في المكان نفسه، كما كانت اللجنة قد ساقت في بيانها الأول. لكن اللجنة شنت مجدداً هجوماً على البلدية، ورئيسها مصطفى عقل عبر بيان أصدرته أمس، ردّت فيه على توضيح بلدية المنية. واتهمت فيه عمال البلدية بـ«القيام بقص القاعدة الحديدية للنصب عن سابق إصرار وتصميم».
وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن «الادعاءات الباطلة لرئيس بلدية المنية لا أساس لها من الصحة، لجهة أنّ النصب كان واقعاً على الأرض، فعمد عمال البلدية إلى إزالته، وأنه تاكيداً للحقيقة نوضح أن بلدية المنية قامت بقص القاعدة الحديدية للنصب عن سابق إصرار وتصميم وجرفها، بتوجيهات مباشرة من رئيس بلدية المنية المدعوم من قوى سياسية في 14 آذار». ورأت اللجنة أن «الاعتداء حصل بشكل مباشر، وأنه وضع منذ أسبوع قرب مكان النصب لافتة كتب عليها، أنه سيتم في المكان إنشاء نصب تذكاري وساحة باسم الرئيس رفيق الحريري».
وتلقت اللجنة عددا من الاتصالات المستنكرة. وأصدرت «جمعية محترف أنور خانجي للثقافة والفنون» بياناً أمس، استنكرت فيه «الاعتداء الغاشم على النصب التذكاري لعميد الأسرى اللبنانيين والعرب يحيى سكاف في المنية، والذي لا ينم عن حس وطني أو قومي أو عروبي»، مطالبة الأجهزة الأمنية بـ«وضع حدّ لأعمال مشينة كهذه بحق من جاهد بنفسه وماله وعرضه من أجل نصرة لبنان وتحرير أراضيه».
يذكر أنه جرى منذ فترة رفع لافتة على الساحة المذكورة، كتب عليها أنه سيتم «قريبا إنشاء وبناء ساحة الشهيد رفيق الحريري»، إلا أن مصادر البلدية أوضحت أنه «لم يتم إعطاء رخصة لبناء تلك الساحة حتى الآن. وأن الأمر بحاجة إلى موافقة محافظة الشمال ووزارة الداخلية والبلديات، والقرار لا يعود إلى البلدية وحدها في ذلك».