واختتمت المشاريع بمهرجان خاص للأطفال بعنوان «كرمس أحلامنا»، شمل ألعاباً ترفيهية وتثقيفية، وعروضاً فنية وبهلوانية استمرت من الثانية ظهراً وحتى السابعة مساء.
وحضر الأطفال قبل الموعد، يرتدون حلل العيد، وقبضاتهم الصغيرة تطبق على قطع نقود حجرية لاستعمالها في بعض الألعاب التي حلّت ضيفة لمدة ساعات في شوارعهم.
وجاء الاحتفال بالمشاريع في إطار مساعٍ تهدف إلى تأمين بيئة أفضل للأطفال، عبر التركيز على تجنيبهم الخطر الناجم عن أسلاك الكهرباء التي تعانق بعضها البعض في الأزقة حيث يلهون ويعيشون. فنجح المشاركون في المشروع في الحدّ من نسبة الإصابات الناتجة عن الاحتكاك بأسلاك الكهرباء، وتنظيف المخيّم.
وكان الشباب المشاركون في المشروع، من أبناء المخيم، قد خضعوا لتدريب مكثف لمدة سنة بهدف تعزيز مهاراتهم، وتوزعوا على مجموعات موحّدة ومسؤولة تعنى بشؤون المخيم الاجتماعية.
واختار الشباب ثلاث مبادرات نبعت من مشاكلهم وهمومهم اليومية. فحملت المبادرة الأولى عنوان «خلينا نشوف السما»، وهدفت إلى الحدّ من نسبة الإصابات والوفيات الناتجة عن عدم تنظيم أسلاك الكهرباء في شارع مستشفى حيفا تحديداً، عن طريق نشر التوعية بين الناس حول ما يتعين القيام به.
أما المبادرة الثانية، فحملت عنوان «سو كلين» (أي «نظيف جداً»)، وسعت مجموعات العمل فيها إلى إزالة النفايات في منطقة جورة التراشحة في حملة تنظيف امتدت على فترة شهرين، بمشاركة أهالي المنطقة والمؤسسات العاملة فيها.
واليوم، تمّ تثبيت عدد كبير من مستوعبات النفايات في زوايا المنطقة، لتأمين بديل للسكان عن رمي النفايات كيفما اتفق.
وفي المبادرة الثالثة، التي تحمل عنوان «بدّك الأمل... ارسمه»، رسم الناشطون على جدران المخيم، التي أصبحت تتزيّن برسومات وشخصيات كرتونية، بدلا من الصور التي لا تتوجه إلى الأطفال.
وعن المبادرات الثلاث، شرحت منسقة المشروع في «أحلامنا» إيمان حسين أنها «ساعدت المشاركين فيها على التعرف إلى حاجات المخيّم، والوعي لكيفية الاستجابة لها، كما عزّزت لديهم روح التطوع، وزرعت فيهم التفاؤل لجهة تحسين أوضاعهم».
بدورها، لفتت مديرة برامج اللاجئين « في «الرؤيا العالمية» دنيا باسيل إلى أن «المشروع يتيح للشباب فرصة إحداث التغيير ضمن مجتمعاتهم المحلية، عبر تطبيق مشاريع تنمية مجتمعية، فيصوغون مقترحاتها بأنفسهم ويخططون لأنشطتها وينفذونها».
أضافت «نقوم بتنفيذ مشروع «شباب يدعمون شباباً» بالتماشي مع استراتيجيّة المؤسسة الهادفة إلى أن تحظى المؤسسات المحلية بالقدرات التقنية والإدارية والتنظيمية من أجل تنفيذ برامج نوعية للأطفال والشباب.» وأكدّت على أن «الهدف قد تحقق اليوم، حيث أن شباب مركز أحلامنا» قد أصبحوا مجموعات موحّدة ومسؤولة تُعنى بشؤون المخيم الاجتماعية التي تؤثر على حياتهم اليومية. فقد شاركوا في إيجاد حلول ومشاريع تساهم في تـــعزيز مجتمعهم والحدّ من الأسباب الــتي تعوق تنميته».
يذكر أن «الرؤية العالمية» قد باشرت عملها في لبنان في مجالات الإغاثة والتنمية والمناصرة منذ 1975 وبدأت المؤسسة عملها مع اللاجئين الفلسطينيين منذ العام 1997. كما تنظر مؤسسة الرؤية العــالمية إلى فرص لدعم مجموعات لاجئة أخرى انتقلت إلى لبنان.