وكان الأهالي غير مصدقين ما حصل، إلى أن تجلت الصورة واضحة أمامهم بوصول جثامين الضحايا محملة بالنعوش السبعة، لتوارى في الثرى، في عرمتى التي طالما أحبوها وأحبهتم واشتاقوا إليها في كل موسم الصيف وأيام العطل والمناسبات، ليقضوا بين أهلهم وأقاربهم وأصدقائهم أحلى الأوقات وأمتعها، بعدما اضطروا لمغادرتها والسكن في بيروت، بحكم عمل رب العائلة، كمعظم العرمتاويين، فكان أن احتضنهم ترابها إلى الأبد.
لم تعرف عرمتى في تاريخها الماضي والحاضر مثيلاً للمجزرة التي تنافي عادات وتقاليد أبنائها الهادئين الطيبين بحسب الأهالي، لذلك كان الذهول والوجوم يخيم على الوجوه المكفهرة جراء هول الكارثة، التي لا ذنب لضحاياها سوى وجودهم جميعاً في المنزل ساعة حصولها، مما سهل قتلهم بدم بارد. ومما زاد من حزن الأهالي، هو عدم معرفة أسباب الجريمة، تاركين إماطة اللثام عنها للأجهزة القضائية والأمنية لكشف الحقيقة وإعلانها على الملأ، لعلها تواسي رب العائلة وتخفف حجم المأساة في نفسه.
إلى عرمتى وصلت نعوش الضحايا السبعة من بيروت في سبع سيارات إسعاف تابعة لـ «كشافة الرسالة الإسلامية» قرابة الثانية عشرة ظهراً، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب، المدير العام لـ«مجلس الجنوب» المهندس هاشم حيدر، وحشد من الشخصيات والفعاليات.
رجال ونسوة البلدة خرجوا عن بكرة أبيهم لاستقبالهم على المدخل الشرقي في موجة من البكاء والعويل، ونثر الأرز والورود والزغاريد في محطات توزعت على طول الشارع الرئيسي. «رشولن الورد لولاد خيي علي، لأنن بيستاهلوا وبحبوا الورد»، تندبهم عمتهم، وتقول: «كيف بدي عيش من بعدكن يا حبايبي»، «كنت ناطرة تقبروني بدل ما إمشي بجنازتكن»، وتضيف: «شو هالقهرة يا عمتي، ما في واحد بيسمعلكن حس لا ببيروت ولا بعرمتى، يا أوادم يا مربايين». وعند وصول النعوش إلى المقبرة صرخت عمة أخرى: «مبروكة هالجبانة عليكن يا عمتي اللي دشنتوها بقاماتكم الحلوي»، وعندما حاول الرجال منعها من الاقتراب من الجبانة اعترضتهم قائلة: «خليني شوفن ما حدا خصو معي، ولنو نظرة أخيرة»، ثم نادت زوجة أخيها: «شو هالموتة يا مرت خيي، كنتي شايفة ولادك ومش مصدقة وحاميتن برموش عيونك، ويا خيي يا علي إنتي عارف شو مربي، وكل الأوصاف الحلوة علمتا لولادك، ألله معكن يا حبايب قلبي».
عند وصول الجثامين إلى النادي الحسيني سجيت أمام الحشد فترة من الوقت، بينما ألقى إمام البلدة الشيخ محمد الحاج كلمة أوضح فيها أن التحقيق في الجريمة لم يتوصل إلى أي نتيجة، ولم تثبت تهمة القتل على أي فرد من أفراد العائلة، وكل ما قيل ويقال في وسائل الإعلام هو من باب التكهنات. وقد وعد المعنيون بالكشف عن نتائج التحقيق في خلال ثلاثة أيام. ونقل عن مصادر التحقيق أن «عملية القتل تمت بواسطة بندقية من نوع بومباكشن»، مشيراً إلى أن «الوالد كان يمكن أن يكون من بين الضحايا لو قدر له الصعود إلى المنزل قبيل حصول الجريمة».
ولم تخلُ لحظات دخول الجثامين إلى النادي الحسيني من الهرج والمرج، حيث أغمي على العديد من النسوة، فيما تعرض الإعلاميون لمضايقات شتى ومنعوا من التصوير من قبل عدد من أقارب الضحايا، على خلفية ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أن الابن هو القاتل، ولم تنفع محاولات الإعلاميين إقناعهم بالسماح لهم بالقيام بواجباتهم، مما اضطرهم لالتقاط صورهم بعيداً عن أنظارهم. وبعد الصلاة على الجثامين في باحة النادي الحسيني حمل المشيعون النعوش على أكتافهم إلى المقبرة الجديدة في عرمتى، التي دشنت بجثامينهم، وأطلق عليها إسم «مقبرة السبعة» نسبة للضحايا السبع، فيما عزفت فرقة من موسيقى «كشافة الرسالة الإسلامية» لحن الموتى لأرواحهم.
لم تعرف عرمتى في تاريخها الماضي والحاضر مثيلاً للمجزرة التي تنافي عادات وتقاليد أبنائها الهادئين الطيبين بحسب الأهالي، لذلك كان الذهول والوجوم يخيم على الوجوه المكفهرة جراء هول الكارثة، التي لا ذنب لضحاياها سوى وجودهم جميعاً في المنزل ساعة حصولها، مما سهل قتلهم بدم بارد. ومما زاد من حزن الأهالي، هو عدم معرفة أسباب الجريمة، تاركين إماطة اللثام عنها للأجهزة القضائية والأمنية لكشف الحقيقة وإعلانها على الملأ، لعلها تواسي رب العائلة وتخفف حجم المأساة في نفسه.
إلى عرمتى وصلت نعوش الضحايا السبعة من بيروت في سبع سيارات إسعاف تابعة لـ «كشافة الرسالة الإسلامية» قرابة الثانية عشرة ظهراً، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب، المدير العام لـ«مجلس الجنوب» المهندس هاشم حيدر، وحشد من الشخصيات والفعاليات.
رجال ونسوة البلدة خرجوا عن بكرة أبيهم لاستقبالهم على المدخل الشرقي في موجة من البكاء والعويل، ونثر الأرز والورود والزغاريد في محطات توزعت على طول الشارع الرئيسي. «رشولن الورد لولاد خيي علي، لأنن بيستاهلوا وبحبوا الورد»، تندبهم عمتهم، وتقول: «كيف بدي عيش من بعدكن يا حبايبي»، «كنت ناطرة تقبروني بدل ما إمشي بجنازتكن»، وتضيف: «شو هالقهرة يا عمتي، ما في واحد بيسمعلكن حس لا ببيروت ولا بعرمتى، يا أوادم يا مربايين». وعند وصول النعوش إلى المقبرة صرخت عمة أخرى: «مبروكة هالجبانة عليكن يا عمتي اللي دشنتوها بقاماتكم الحلوي»، وعندما حاول الرجال منعها من الاقتراب من الجبانة اعترضتهم قائلة: «خليني شوفن ما حدا خصو معي، ولنو نظرة أخيرة»، ثم نادت زوجة أخيها: «شو هالموتة يا مرت خيي، كنتي شايفة ولادك ومش مصدقة وحاميتن برموش عيونك، ويا خيي يا علي إنتي عارف شو مربي، وكل الأوصاف الحلوة علمتا لولادك، ألله معكن يا حبايب قلبي».
عند وصول الجثامين إلى النادي الحسيني سجيت أمام الحشد فترة من الوقت، بينما ألقى إمام البلدة الشيخ محمد الحاج كلمة أوضح فيها أن التحقيق في الجريمة لم يتوصل إلى أي نتيجة، ولم تثبت تهمة القتل على أي فرد من أفراد العائلة، وكل ما قيل ويقال في وسائل الإعلام هو من باب التكهنات. وقد وعد المعنيون بالكشف عن نتائج التحقيق في خلال ثلاثة أيام. ونقل عن مصادر التحقيق أن «عملية القتل تمت بواسطة بندقية من نوع بومباكشن»، مشيراً إلى أن «الوالد كان يمكن أن يكون من بين الضحايا لو قدر له الصعود إلى المنزل قبيل حصول الجريمة».
ولم تخلُ لحظات دخول الجثامين إلى النادي الحسيني من الهرج والمرج، حيث أغمي على العديد من النسوة، فيما تعرض الإعلاميون لمضايقات شتى ومنعوا من التصوير من قبل عدد من أقارب الضحايا، على خلفية ما تردد في بعض وسائل الإعلام من أن الابن هو القاتل، ولم تنفع محاولات الإعلاميين إقناعهم بالسماح لهم بالقيام بواجباتهم، مما اضطرهم لالتقاط صورهم بعيداً عن أنظارهم. وبعد الصلاة على الجثامين في باحة النادي الحسيني حمل المشيعون النعوش على أكتافهم إلى المقبرة الجديدة في عرمتى، التي دشنت بجثامينهم، وأطلق عليها إسم «مقبرة السبعة» نسبة للضحايا السبع، فيما عزفت فرقة من موسيقى «كشافة الرسالة الإسلامية» لحن الموتى لأرواحهم.