أكّد ما يسمى بـ مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو "أنّ رئيس حزب القوات البنانية سمير جعجع كان صادقا في كلامه ومنزّها، ما يطمئن المسيحيّين الى عدم الخوف. وقد استعرض رئيس القوات ما جرى في لبنان خلال العصر الذهبي، أي عصر الوصاية، فإذا كان النظام السوريّ حامي المسيحيّين في المنطقة فسيعود لبنان 30 سنة الى الوراء. فهذا النظام قبع عندنا 30 سنة ونحن أدرى الناس بكيفيّة تصرّفه على الارض. ولا يمكن لأحد القول إطلاقا إنّ المسيحيّين كانوا في حمايته حتى يقال إذا تغيّر هذا النظام سيتهدّدهم الخطر".
وقال لصحيفة "الجمهورية" ردا على سؤال عمّا اذا كان خطاب جعجع طمأن السنّة: "إنّه خطاب عقلانيّ ومتّزن، والرجل اصبح فعلا "حكيم" ينطق بالحكمة بالنسبة الى القضايا الحسّاسة في الوطن، وهو لا يتاجر ولا يتغيّر، والمبادىء التي كان عليها هي نفسها، لكن على أساس فهم جديد لها. فلبنان اليوم هو غير لبنان الذي كان في الماضي في ايّام الحرب. ففي 14 آذار بالذات يجتمع المسلمون والمسيحيّون والدروز وجميع الفئات من دون ايّ حساسيّات على الاطلاق. لا يشعر المسيحيّ انّه مضطهد او مُهان، ولا يشعر المسلم انّه مضطهد او مُهان لولا القلق الذي يتسبّب به الوجود المسلّح في لبنان".
ونوّه الجوزو بدعوة جعجع "حزب الله" الى تسليم سلاحه، قائلاً: "أضيف إلى كلامه أن يكون هذا السلاح برعاية الجيش، وأن تكون المقاومة تابعة للجيش، وهو من يشرف عليها. فإذا كانت تحرص على قوّة لبنان كما تقول، فلتكن في خدمة الدولة ولا سلاح خارج الدولة، أو دولة داخل الدولة، لأنّ ذلك يخلق الفتن المذهبيّة". ونبّه انّه "اذا بقي السلاح في يد الحزب ستضطرّ الفئات الاخرى للتسلّح، وهذا ما لا نريد ان نصل اليه، ولا نريد العودة الى الحرب الاهليّة".
وأجاب ردا على سؤال: "ما دمنا في خطر كما يقول البعض، وخصوصا العماد ميشال عون الذي حذّر المسيحيّين من انّه اذا تغيّر النظام في سوريا فمن الطبيعي ان يتسلّحوا لدرء هذا الخطر. لكن ماذا ستكون عليه النتائج؟ هل سيدمّر الوطن مجدّدا؟ فهذه المرّة لن يسأل علينا احد من العرب او من غيرهم، لأنّ العرب الذين وقفوا الى جانبنا ودعمونا في بنائه بعدما انتهت الحرب كما دعمونا في بناء جنوب لبنان مجدّدا في الـ 2006، لن يسألوا عنّا هذه المرّة لأنّنا شتمناهم واتّهمناهم بالخيانة بدل أن نقول لهم شكراً".
وطالب الجوزو رئيسي الجمهورية والحكومة بالالتزام الكامل بتمويل المحكمة وليس بالكلام بل ترجمته الى أفعال، "فهناك قرار رسميّ بتمويلها، سواء قالوا عنها إنّها مسيّسة أم غير مسيّسة، فهل القتل كان "مشروعا خيريّا"؟ القتل كان مسيّسا. فمَن قتل الزعماء والشخصيات والرجالات في لبنان، وفي مقدّمهم الرئيس رفيق الحريري؟ ومَن حاول اغتيال الوزيرين الياس المُر ومروان حمادة والإعلاميّة مي شدياق؟ هل هكذا تكون حماية المسيحيّين"؟
ودعا الجوزو "رئيسي الجمهورية والحكومة الى الالتزام الكامل ليس بالكلام بل بترجمته الى افعال، ليس فقط بالمحكمة، إنّما بكلّ قرارات الامم المتّحدة، فنحن دولة صغيرة تحتاج لمجلس الأمن، والقوات الدولية تقوم بمهامّها مشكورة في الجنوب، لذلك لا يجوز أبدا تنفيذ قرارات ومخالفة قرارات اخرى. لا محكمة في لبنان تستطيع القيام بدور المحكمة الدوليّة".