أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بري يدعو من «الجمعية الإسلامية» لتشكيل مجلس أعلى للتربية.. وينتقد تذويب الحراك الشبابي

الخميس 29 أيلول , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,612 زائر

بري يدعو من «الجمعية الإسلامية» لتشكيل مجلس أعلى للتربية.. وينتقد تذويب الحراك الشبابي

وخصص بري كلمته خلال حفل تكريم طلاب «الجمعية الإسلامية للتخصص والتوجيه»، لسوق العمل، معتبراً أن «المعضلة الأصعب أمام الشباب، هي في إيجاد فرصة في سوق العمل». وأتبع ذلك بتساؤل يحمله كل من حصد شهادة من جامعات الخارج، «هل تكفي الشهادة لدخول باب الحياة من ثقب الإبرة؟». ومردّ تساؤل بري أن لا فرص واسعة للشباب في القطاع الخاص، من هنا أعاد التذكير بما سبق وطالب به مراراً لجهة إعادة تشكيل المجلس الأعلى للتربية، بغية التنسيق بين حاجات سوق العمل والتخرج. وانتقد محاولة تذويب كل حراك نقابي ومطلبي وشبابي في التوترات الطائفية والمذهبية والسياسية. 

صحيح أن السياسة قد غابت عن كلمة الرئيس بري، إلا أنه لم يترك المناسبة تمرّ من دون التنويه بزيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الجنوب، وكذلك زيارة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وقال: «يجب أن تكون هذه الزيارات لضمان سيادتنا، ولردع الأطماع الإسرائيلية وحماية الموقع الاستراتجي الذي يمثله الجنوب». وفي إشارة إلى الأزمة المالية التي تعصف بالدول الأوروبية من دون أن يسميها، ونأي لبنان عن الأزمة، عبّر عن «بعض الرضا حول الاستقرار النقدي القائم». 

حضر حفل تكريم الطلاب الفائزين بمنح الجمعية للدراسات الجامعية والعليا في لبنان والخارج للعام 2011/2012، وعددهم 68 طالباً وطالبة، وزير الصحة علي حسن خليل والنواب أيوب حميد، وعلي بزي، وقاسم هاشم، وعبد اللطيف الزين، ونوار الساحلي، وعاصم قانصو، ومروان فارس، وياسين جابر، والوزير السابق محمد جواد خليفة، وحشد من المدراء العامين والشخصيات السياسية والعسكرية، ورجال الدين، وأساتذة جامعيين، وأهالي الطلاب. 

بداية، أكد رئيس الجمعية جميل إبراهيم على تمسكها في إعطاء منحها على قاعدة الأكثر تفوقاً والأشد حاجة، من دون تمييز بين منطقة وأخرى أو طائفة وطائفة. ولفت إلى أن الجمعية طوّرت نهجها في تحديد سياسة منحها، باعتماد لجنة من أهل العلم والاختصاص والخبرة. وأشار إلى أنه تخرج حتى تاريخه من الجامعات المرموقة في عدد من الدول الأوروبية خمسة وأربعون طالباً من طلاب الدكتوراه بمنح من الجمعية. 

وأعرب عن سروره من أن أربعين طالباً من حملة منح الجمعية حصلوا، بالنظر إلى تفوقهم على منح من الجامعات التي التحقوا بها مما أدى إلى استغنائهم عن منحة الجمعية بعد مضي سنة أو سنتين على استفادتهم منها. وذكر أن عدد طلاب الجمعية الذين يتابعون حالياً دراساتهم العليا في جامعات أوروبا الغربية يبلغ 57 طالباً من أصلهم 16 منحوا هذا العام. 

واستوقف إبراهيم ظاهرة تزايد طلبات الإناث على الذكور، للاستفادة من منح الجمعية، وارتفاع نسبة المستفيدات من تلك المنح الى حدود الستين في المئة، معتبرا أن ذلك يدلّ على أن تطورا مهما في بيئتنا قد حصل. 

وذكر بري بتفسير حلم الجمعية، الذي بدأ مع طموح «العالم رمال رمال» إلى منحه منحة دراسية عليا، لافتاً إلى أنه لحلم رمال حسنة كبيرة جداً هي تأسيس «الجمعية الإسلامية للتخصص والتوجيه العلمي»، ليتجاوز عدد المنح التعليمية للدراسات العليا المقدمة من الجمعية منذ العام 1969 وحتى العام 2011 الألفين وخمسمئة منحة، وفق معايير التفوق في اختصاصات العلوم التطبيقية وأيضا الحاجة. 

وعاد إلى حيث اختلقت المشكلة اليوم من الحلم بمنحة دراسية إلى حلم بإيجاد فرصة عمل، لافتاً إلى أننا وأمام المعضلة الوطنية الأصعب المتمثلة بإيجاد فرص عمل لشباب لبنان المتخرج من أربع وأربعين جامعة ومعهدا للتعليم العالي فقط في لبنان وفقط في القطاع العام، الذي لا زال لا يولد سوى وظائف قليلة، ولا يتجرأ فيه القيمون على ملء الشواغر في الإدارة وفق شروط الانتقاء، وبالمقابل فإنه لا فرص واسعة في القطاع الخاص، لأن مطلبنا بتشكيل مجلس أعلى للتربية ينسق بين ناتج التعليم العالي وحاجات سوق العمل لم يتحقق حتى الآن. 

وأبدى بري أسفه «لأننا لم ننتبه الى ان فرصة لبنان هي الاستثمار على شبابه الذي يحمل شهادات عليا على امتداد المساحة البشرية الجغرافية للعالمين الإسلامي والعربي، واللذين يحتاجان الى علم وخبرة وكفاءة الشباب اللبناني وشخصيته العبقرية». وقال بري: «نترك أسئلتنا حول مستقبل أبنائنا تدور كسبحة في الأصابع وتتصاعد الأسئلة، إذا ما افتتح فرع للجامعة اللبنانية هنا او هناك، هل سيضم كل الاختصاصات؟ هل سيكون لكل السنوات؟. وطبعا تبقى الأجوبة معلقة في الفراغ، فإذا ما غادر أبناؤنا الريف إلى المدينة، تبدأ الواسطة من اجل السكن الجامعي وهكذا الى آخر العمر». وأجاب بري عن شكواه وهو المسؤول قائلاً: «هل تصفق يد واحدة». وأضاف: «إنه كلما تأخر لبنان في العبور من السلطة إلى الدولة، والعبور من المسؤولية الطائفية والمذهبية والفئوية والجهوية عن احتكار التربية إلى مسؤولية الدولة، زاد الاغتراب وكلما زاد التباعد فيما بيننا والفرقة والانقسام، مما يؤدي إلى التوتر وتراجع الأعمال والاستثمـارات، وأساساً تراجع عملية التربية وبقائها دون تحديث المناهج ومواكبتها للعصر وعالم الأجيال». وختم مشددا على ضرورة تركيز الأولويات على دعم أماني الشعب الفلسطيني بعد معركة الاعتراف وما آلت اليه وما ستؤول إليه. 

بعد ذلك سلم بري المنح للطلاب الفائزين.

Script executed in 0.1853768825531