وفيما كان نجاح البرنامج يعود الى «توليفة» موفقة بين أعضاء فريقه، الذي يضم: شربل إسكندر وميلاد رزق وباتريسيا داغر ورودريغ غصن، بإدارة المخرج ايلي فغالي، فإن تشرذما ما أصاب الفريق المتآلف تسبب في انتقال إسكندر ورزق مؤخرا الى قناة «ال بي سي»، عبر برنامجها «محلو».
وإذا كان «إربت تنحل» يستمر «باللي بقيوا» عبر قناة «الجديد»، (مع انضمام طارق تميم وجورج خوري وتاتيانا مرعب)، ويحاول «محلو» أن يجد «محله» على خارطة البرامج الكوميدية، فإن الأكيد أن الروح الجماعية التي صنعت بريق الفريق الرباعي قد تلاشت، وأخذت معها نكهة خاصة يصعب تعويضها، برغم الموهبة الفردية التي يتمتع بها كل عضو في الفريق على حدة. وذلك من دون إغفال دور الكاتبين نبيل وحسين عبد الساتر اللذين شكلا قوة دفع للبرنامج مع انضمامهما اليه في العام 2006.
وعلمت «السفير» أن خلافا وقع بين اسكندر ورزق من جهة، والمخرج فغالي من جهة أخرى، جعل «اربت تنحل» ينحل، فيما يصعب حل العقدة، في ظل دعوى قانونية رفعها فغالي بحق زميليه لخروجهما من البرنامج الى قناة «ال بي سي» من دون إنذار.
«السفير» تحدثت الى كل من الفنان شربل اسكندر والمخرج ايلي فغالي، فيؤكد الأول أن مغادرة البرنامج جاء ردة فعل على تصرفات فغالي، فيما يعتبر فغالي أن اسكندر ورزق تصرفا من منطلق حاقد على البرنامج، وانسحبا بطريقة غير قانونية، وبما يخالف نص العقد الموقع معهما حتى العام 2003. وأن ثمة بندا جزائيا يفرض عليهما دفع مبلغ مالي».
ويعتبر فغالي أن هدفهما هو أن يفرط «إربت تنحل». لذا حاولا أن يأخذا معهما الكاتبين عبد الساتر والممثلين، ويدفعوا لهم مبالغ طائلة».
وردا على سؤال يقول إن «قيمة المبلغ لا تتجاوز 15 الف دولار، وهي قيمة رمزية لأنني كنت أظن أنني أعمل في جو عائلي».
ويعتبر أن خروجهما لم يؤثر على نسبة المشاهدة للبرنامج، بحسب إحصاءات شركة «ستات إيبسوس» الأخيرة، فإذا كان أربعة أشخاص يطلون عبر الشاشة، فإن وراءهم فريقا يضم 15 شخصاً، وغياب اثنين لن «يفرِط» الفريق. لكن طريقة انسحابهما غير أخلاقية وبلا سابق إنذار».
نقول له إن غبنا معنويا وماديا لحق بالزميلين، فيجيب فغالي: «معنويا، كنت أعطيهما أكثر مما يستأهلان. لقد كانا مغمورين قبل «إربت تنحل». وإذا كانا مغبونين، فكيف يتحملان غبنا لثماني سنوات؟ أما مادياً، فضميري مرتاح. فالبرنامج وفر لهما رواتب ثابتة، في وقت كان هناك فنانون بلا عمل. انتقلا الى «ال بي سي» وبعد أسبوعين خرج برنامجهما «محله» الى الهواء، ما يدل على أنهما كانا يحضران سلفا للأمر. لقد جاءني عرض من «ال بي سي»، ولم أقبل لأنني متعاقد من «الجديد»، فلفت الأمر أنظارهما باتجاه «ال بي سي».
نقول له إن الخلاف مع اسكندر ورزق انطلق من خلاف آخر بينه وبين الكاتب نبيل عبد الساتر، فيرد بقوله: «كل عمل معرض للمشاكل. وأنا مخرج ومعرض للتوتر والضغط. اتهماني بمحاولة قتل عبد الساتر، الذي قصد المستشفى إثر خلاف بيننا شتمته فيه! أساسا عبد الساتر ما زال معي في الفريق، فإذا كان لديهما مشكلة معي، فلماذا يتذرعان بغيرهما؟»
ويلفت فغالي الى أن عقدا كان وقعه مع «الجديد»، وآخر مع مسرح الكومودور حيث يقدم الفريق مسرحية اسبوعية. ولو رفع عليّ أحدهما دعوى، «لخرب بيتي». ويقول: «على أي حال التغيير كان لصالح البرنامج.. ولا تكرهوا شيئا لعله خير لكم».
من جهته، يؤكد الفنان شربل اسكندر أن «العلاقة مع فغالي أصبحت متوترة مؤخراً، وأن موقفه إزاء خلاف بين نبيل عبد الساتر وفغالي، دفع الأول الى معاداتي، علما أننا عدنا وطلبنا من عبد الساتر العودة الى عمله، أي إنه لا نية لدينا في أذية فغالي». ويشير الى «أن المخرج كان ينوي إخراجنا من الفريق، بدليل أنه كان مؤخرا يخضع ممثلين جدد «لكاستينغ»، ويقلل من وتيرة أدوارنا على الشاشة. ومع ذلك نقول الله يسامحه».
وينفي اسكندر ما يقال حول خضوعه ورزق لإغراءات مالية من قبل جهات سياسية، تسببت بانتقالهما الى «ال بي سي»، بدليل أن «محلو» يحمل الخط السياسي ذاته «لإربت تنحل»، بل إن الهامش الانتقادي فيه مضاعف. وهو ما يتيح لنا الحفاظ على جمهورنا، باعتبارنا لم نغير قناعاتنا».
ويوضح أن زميله رزق كان عُرض عليه الانتقال الى «ال بي سي» سابقاً، فرد بأن العرض يجب أن يطرح على مخرج «اربت تنحل». وعندما نقله بدوره الى فغالي، أجاب الأخير: «أنا وقعت عقدا مع «الجديد». ثم أضاف: «أنقل برنامجي الى «ال بي سي» اذا بياخدوا مني 200 ساعة درامية..»
وفي ما خص الدعوى القانونية، يشير الى أنه وزميله يحتكمان الى القانون. ويجزم قائلا: «كنا نوقع على الاتفاقات مع المخرج بشكل أعمى ومن دون قراءة نصوصها، ما يدل على أنه ليس لدينا نوايا خبيثة».
ويبدي اسكندر تفاءلا بشأن «محلو» الذي يعرض في التاسعة والنصف مساء السبت، عبر «ال بي سي»، معتبرا انه يركن الى نفَس مختلف، وطريقة جديدة في التصوير والإخراج، بإدارة المخرج موريس رزق.