وتبلغ سرعة الضوء ثلاثمئة كيلومتر في الثانية.
ومن أبرز تبعات التجربة الجديدة أنها ستسمح بإعادة تفسير الأسس الفيزيائية لحركة الكون، كمثل «الانفجار العظيم ـ big bang».
وتركّزت تجربة «أوبرا» على إرسال النيوترينات لمسافة سبعمئة وثلاثين كيلومترا تحت الأرض بين مختبر في سويسرا وآخر في جنوبي إيطاليا.
وأكّد المتحدّث باسم «أوبرا»، أنطونيو إيريديتاتو، أنّ النيوترينات، التي تنتج عادة من التفاعلات النووية كالتي تحدث في الشمس، والتي يطلق عليها أحيانا اسم «الجزيئيات الشبحيّة»، تثير دهشة العلماء بخصائصها الغريبة والمثيرة للجدل.
وقد أكّد عالم الفيزياء والاختصاصي في نظرية النسبيّة تيبوت دامور، في حديث لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسيّة، أن تلك النتيجة تشكّل «اكتشافا هاما في علوم الفيزياء، تعيد النظر بالأسس الفيزيائيّة التي وضعها العالم آينشتاين وبالنظريات التي تفسّر حركة الكون».
وعلى امتداد مئة وستة أعوام، عمل الباحثون الفيزيائيون على التأكّد من النظريّة النسبيّة لآينشتاين، من دون أن يتوصلوا في التجارب السابقة إلى أي نتائج تدحض ما يفيد بأنّ سرعة الضوء هي السرعة الأقصى التي يمكن أن تسافر فيها المادة.
إلا أنه خلال الأشهر الستة الماضية، عمل فيزيائيون مستقلون على التأكّد من نتائج تجربة «أوبرا» التي أجراها مركز «سيرن»، ولم يتمكنوا من تسجيل حصول أي أخطاء في معطياتها أو أرقامها. وقد أكّد إيريديتاتو بدوره، أن أصحاب التجربة «واثقون بما قاموا به وبما حصلوا عليه».
في المقابل، شدّد المتحدّث باسم المركز الأوروبي «سيرن» جايمس جيليز، على أنه «يجب البحث عن نتائج إضافيّة في تجارب مستقلّة للتأكّد بشكل حاسم مما توصلنا إليه، فمن الممكن أن تحصل أشياء غريبة في العلم وإن كان العلماء حذرين ودقيقين. ومن المتوقّع أن يجري باحثون من الولايات المتحدة تجارب أخرى على النيوترينات.
ويشدد أحد أبرز الباحثين في مركز «سيرن» جون إليس على أن نتائج «أوبرا» لا تعني بالضرورة أن العالم آينشتاين «كان على خطأ في جميع ما وضعه في نظرية النسبيّة. فعلى سبيل المثال، وعلى الرغم من أن بعض نظرية نيوتن في الجاذبية قد دحدت، إلا أن تطبيقها ما زال قائما في الكثير من الحالات، في حين يتمّ تعديلها في حالات أخرى».
وفي السياق ذاته، نشرت مجلة « نايتشر» العلمي، الخميس الفائت، نتائج بحث علمي أجراه مركز «علم الكون» في كوبنهاغن، أثبت أن نظرية النسبيّة العامة لآينشتاين يمكن تطبيقها على الأرض وفي أرجاء بعيدة في الكون. وتوضّح نظرية النسبيّة العامة لآينشتاين كيفيّة تأثّر الضوء بالكتلة. ومن خلال تحليل الضوء الآتي من بعض المجرّات، حصل الفيزيائون الفلكيون على مؤشرات تؤكّد صحّة تطبيق النظرية النسبيّة على الأرض وفي الكون.