وفي العاشر من شهر تشرين الأوّل من كل عام، تحتفل «منظّمة الصحة العالميّة» باليوم العالمي للصحّة النفسيّة، التي تتيح «للفرد تكريس قدراته الخاصة، والعمل بفعاليّة، والمشاركة في المجتمع والتي تتحكّم بها عوامل اجتماعيّة ونفسيّة وبيولوجيّة عدّة»، بحسب المنظمة.
«خلّي نفسك تتنفّس»
ولمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسيّة، نظّمت «الهيئة الصحيّة الإسلاميّة» أمس الأول، يوماً تثقيفيّاً وترفيهيّاً شعاره «خلّي نفسك تتنفّس»، بالتعاون مع «كشافة المهدي» والهيئات النسائيّة في «حزب الله»، هدف إلى تسليط الضوء على أهميّة الصحة النفسيّة، وتقديم الإستشارات النفسيّة للأشخاص الذين يتعرضون لضغوط إجتماعيّة أو نفسيّة، أو يعانون من عوارض الإكتئاب أو القلق.
وبحسب المسؤولة الإعلاميّة في «الهيئة» زينب قصير، سعى النشاط التثقيفي إلى «توضيح مفهوم الصحّة النفسيّة عند الأفراد، فالشخص الذي يعاني من اضطراب نفسي هو شخص عادي، غير مجنون، تجب مساعدته على تخطّي الأزمة التي يمرّ بها».
وشرحت قصير أنّ «الهيئة اختارت نشاطات غير تقليديّة لمقاربة الصحة النفسيّة، كالرسم والرياضة والموسيقى لتشجيع الأشخاص على التعبير عن مكنوناتهم النفسيّة، عبر تلك الوسائل، والإبتعاد بالتالي عن التدخين وشرب النرجيلة، أو اللجوء إلى الممارسات العنيفة كالضرب أو الصراخ».
ضغط الأهل على الإناث أشد
خلال مشاركتها في اليوم التثقيفي، لاحظت الإختصاصية النفسيّة عايدة رمضان أنّ «غالبية الأهالي الذين تقدّموا إلى إستشارة نفسيّة أظهروا شكوى من العدوانيّة التي يمارسها أولادهم، ومن الغيرة التي تتحكّم بين الإخوة والأخوات».
واعتبرت بتول حمود (سبعة عشر عاماً) أنّ «الإناث هنّ أكثر عرضة من الذكور لمشاكل نفسيّة نسبة إلى الضغوطات التي يمارسها الأهل عليهن». كما ذكرت أم علي أنها «تلجأ إلى الدعاء وقراءة القرآن لمواجهة ما يساورها من مشاعر القلق أو الضغط النفسي». وروى حسين خليل (عشرة أعوام) أنه يلجأ إلى لعب كرة القدم في كلّ مرة يشعر بالضيق أو بالحزن.
ومن خلال خبرته في المركز، لفت علي عطيّة إلى «أهميّة اتباع أسلوب يريح المريض ويلبّي حاجاته النفسيّة، بعيداً عن بعض العبارات التي يستخدمها ذوو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسيّة أو أسرية مثل «بلا هبل» و«ما بك شي»، وجميع تلك العبارات تؤذي الشخص وتضرّ به».
وأكّدت مساعدة مدير «برنامج الصحة النفسيّة» في «الهيئة» ريما بدران أن «الهيئة ستتابع حالات الأفراد الذين تقدّموا لإستشارة نفسيّة من خلال خدمات مراكز الصحة النفسيّة والعقليّة. وتضمّ تلك المراكز متخصصين في التحليل النفسي والطبّ النفسي ومعالجة الإضطرابات السلوكيّة والنفسيّة عند الأطفال، ومعالجي نطق، ومتخصصّين في الاختبارات الشخصيّة والعقليّة وإختبارات الذكاء. وتنتشر تلك المراكز في مناطق بئر العبد وصور وجويا وبعلبك، وتؤمن متابعة الحالات المرضيّة النفسيّة ومشاكل العلاقات الزوجيّة والأسريّة بأسعار زهيدة».