أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

هل استولى المجلس العسكري على الثورة المصرية أخيراً؟

الأربعاء 12 تشرين الأول , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,454 زائر

هل استولى المجلس العسكري على الثورة المصرية أخيراً؟

مصر ما بعد الثورة تسجّل وحشية توازي، إن لم تتخطّ، تلك التي سادت في عهد مبارك، حتى أن الرقابة على الصحافيين والمدونين والمطبوعات ما زالت مستمرة. وعلـــيه، يبدو أن مصادرة العمل الصحافي أصبحت سمة مميّزة في مرحلة ما بعد مبارك. 

الأسوأ من ذلك، لا شيء يوحي بأن المجلس العسكري سيتنازل عن سلطته لرئيس مدني منتخب في الوقت القريب، على الرغم مما يشاع من بيانات تعاكس هذا التخوف. وهو تخوّف عزّزه ما يوحي بأنه إدمان سلطة تملّك المشير حسين طنطاوي الذي شوهد مؤخراً وهو يتجوّل في شوارع القاهرة بلباس مدني، وفي نيّته تسويق نفسه على أنه أكثر من مجرّد زعيم عسكري لمرحلة انتقاليّة. لكن بدلاً من أن يكسب محبة الناس، سرعان ما تحوّل طنطاوي إلى مادة دسمة للسخرية على «الفيسبوك» و«تويتر»، على الرغم من صعود بعض الأصوات المؤيدة للمجلس العسكري والتي طالبت بترشيح طنطاوي لرئاسة الجمهورية. 

يعيد المشهد السابق إلى الذهن الحلقة المفرغة نفسها المتمثلة في الاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري منذ العام 1952. الثورة، إذاً، تواجه خطر الاستيلاء عليها، إن لم تكن قد حوصرت بهذا الخطر فعلاً. 

الذين أولوا الجيش ثقتهم في وقت من الأوقات قد يندمون على ذلك الآن.. قد يندمـــون على ما خرج من حناجرهـــم من شعارات حول أن «الجيش والشـــعب يد واحدة». حتى ان الإسلاميين، أولئك الذين اعتقدوا ان الجيــش سوف يدعمهم في تحقيق برنامجهم، يشهدون الآن على ما اتضح أنه وهم. كل من دعم الجيـــش بات يدرك أن عناصــره لم يكونـــوا أكثر من بيادق ضد الليبراليين واليساريين في البلاد. باختـــصار، المجلس، الذي وعد بتسليم السلطة بعد ستة أشهر، حنـــث بوعده، ولا خيار أمام جميع القــوى السياسية، حتى المتنافسة منها، سوى التكاتف ضد المجلس العسكري.

وعليه، يصبح سؤال المرحلة الذي يجدر طرحه في مصر راهناً: ما الذي سيفعله المجلس العسكري أكثر من ذلك كي يقنع المصريين بأنه يحاول احتكار السلطة؟ 

عندما وصل مبارك إلى سدّة الحكم قال الشيء نفسه، عن أنه سيتولى الحكم لفترة رئاسيّة واحدة. لكن كما نعلم جميعاً، حنث بوعده هو الآخر. مبارك وأولاده يُحاكمون، منذ فترة، بتهمة ضلوعهم بقتل مدنيـــين..وكما يبدو يسير طنطــاوي على خطاهم.. فبـــين مجـــزرة الأقباط الأخيرة والمحــاكمات العسكريّة لمدنيين واعتقــال مدونين وإجراء كشوفات العذرية لفتيات مصريات، يعيد السؤال المذكور أعــلاه طرح نفسه مجدداً: ما الذي سيفعله المجلس العسكري أكثر من ذلك كي يُقنع المصريين بأنه يحاول احتكار السلطة؟ 

Script executed in 0.2015528678894