وشهدت الطريق الدولية تجمعا لأكثر من 250 شاحنة على جوانب الطرق، عمد سائقوها إلى ركنها، والاستراحة تحت ظل الأشجار، وسط حال استغراب وامتعاض من التدابير والإجراءات التفتيشية التي تقوم بها الأمانة السورية، خصوصا أن تلك التداببير جاءت من دون سابق إنذار، وبالرغم من الاجتماعات المتتالية التي تعقد بين الجانبين اللبناني والسوري والتي كان آخرها منذ عشرة أيام، حيث تم الاتفاق على تسهيل عبور الشاحنات والحرص على عدم التسبب بزحمة. وجرى لتلك الغاية الاتفاق على تمديد فترات العمل من الساعة الرابعة فجراً حتى الساعة الخامسة عصراً، لكن ما لبثت الأمور أن تبدلت بعد توتر الأجواء السياسية نتيجة بعض التصريحات المنتقدة لكلام السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، إضافة إلى ضبط القوى الأمنية منذ أيام لسيارة محملة بالسلاح وكانت في طريقها إلى الحدود اللبنانية ـ السورية.
ولفت السائقون إلى أنهم «على هذه الحال منذ يوم الجمعة الفائت»، لكنهم لم يظنوا «أن الموضوع سيعقد إلى هذه الدرجة»، مؤكدين «أن التشديد مرتبط بالأحداث الأمنية في سوريا حيث تعمد الأمانة السورية إلى تفريغ الشاحنات من حمولتها من ثم إعادتها». وأشار السائق م. ح. المتوجه إلى الأردن، إلى البطء الشديد في تمريرالشاحنات، مؤكداً «وجود أكثر من 60 شاحنة تنتظر في قاعات الجمارك السورية، الأمر الذي يؤخرنا عن الوصول في الوقت المحدد ويكلفنا أموالاً طائلة».
وتشير مصادر حدودية جمركية في العبودية، لـ «السفير»، إلى «أننا تفاجأنا بمشكلة تكدّس الشاحنات على الحدود بين البلدين، حيث تم إدخال 23 شاحنة فقط يوم الجمعة، أما نهار السبت الفائت فقد تم إدخال 57 شاحنة إلى داخل الأراضي السورية، بينما دخل من سوريا إلى لبنان 113 شاحنة، مع التشديد في إجراءات التفتيش، ويوم الأحد جرى إدخال 77 شاحنة إلى سوريا ودخل إلى لبنان 88 شاحنة، مع وجود 61 شاحنة في قاعات الانتظار الجمركية، أي ممن خضعوا للكشف من الجانب اللبناني، وينتظرون الدور في الجمارك السورية». وتؤكد المصادر على أن «المشكلة مرتبطة فقط بإدخال الشاحنات، أما بالنسبة للسيارات السيّاحية، والزوار، فتعبر من دون أي عقبات»، لافتة إلى أن «الأزمة في طريق الحلحلة، كما أنه لم يتم إبلاغنا بالأسباب وراء تلك الاجراءات، ونحن بانتظار اجتماع المجلس الأعلى اللبناني السوري للتباحث في أسباب تلك الإجراءات».