زار المدير العام الأسبق للأمن العام اللواء جميل السيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية بعد ظهر أمس. وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها السيد إلى السرايا الحكومية منذ نيسان 2005، عندما استقبله ميقاتي ليعلن تقديم استقالته من المديرية العامة للامن العام.
من جهة اخرى، وتعليقاً على تصريحات النائب وليد جنبلاط في مقابلته الأخيرة مع قناة «المنار»، أصدر السيد البيان الآتي: «أطلق جنبلاط مواقف تطرق فيها الى حريات الشعوب وحقوق الإنسان ملقياً الدروس والمواعظ عن الديكتاتورية والفساد والإجرام والسرقة والقتل وغيرها. وهذه المواقف تستدعي القول إن عموم اللبنانيين يعرفون تماماً أن كل تلك الارتكابات والأوصاف إنما تنطبق على النائب جنبلاط قبل أي أحد آخر. ويكفيهم أن يتذكروا ما فعله ويفعله، كديكتاتور طائفي صغير في لبنان، في إرهاب خصومه من الدروز وغير الدروز، وفي الفساد في الدولة وغير الدولة، وما أمر به من مجازر واغتيالات، ليس أقلها تهجير وقتل آلاف المسيحيين في الجبل وقضية اغتيال سماحة العلامة الشيخ صبحي الصالح والمستشار الرئاسي الدكتور محمد شقير وكثيرين غيرهم وصولاً الى دوره المباشر والمعروف في مؤامرة شهود الزور واعتقال الضباط الأربعة وتهديد عائلاتهم وأولادهم بالقتل.
ربما من حسنات القدر ورحمته بلبنان واللبنانيين أن جنبلاط لا يملك الحجم ولا القوة اللذين يسمحان له بالتحكم المطلق بمصير البلاد والعباد، وإلا لكانوا عانوا منه ومن مزاجيته وساديته وإضطراباته النفسية ما لم يشهده الليبيون من معمر القذافي ولا الروس من جوزيف ستالين. اللبنانيون يعرفون أن جنبلاط هو مزيج من هذين الإثنين معاً تحت قناع حضاري مزيف تسكنه ذهنية إقطاعية من القرون الوسطى تجعله يظن نفسه، وعن خطأ، أنه أبداً فوق الحساب والمحاسبة. هو مع الثورات العربية وتحرير الشعوب وتطيير الأنظمة حيث لا مال ولا نفط، وهو ضد الشعوب والثورات ومع الأنظمة حيث المال والنفط. هو تارة مع الأميركيين ويريد منهم أن يقضوا على المقاومة في لبنان وأن يجتاحوا دمشق، وهو تارة أخرى مع سوريا والمقاومة متباهياً بأنه قتل جنود المارينز الأميركيين في خلدة. وهو في كل تلك الحالات مكشوف لدى الجميع ويعتقد أنه يضحك على الجميع، لكنه لا يخدع أحداً إلا نفسه. هو يعتقد بأن الشطارة تكمن في الغدر والتقلبات مرة مع صديق ومرة مع خصم أو عدو، وإلى أن يجتمع قريباً ضده الصديق والخصم أو العدو، فهو يتجبر ويطعن حين يقوى ثم يزحف ويهادن حين يضعف، وربما فات النائب جنبلاط، المتهم زوراً هذه المرة بأنه قارئ جيد للتطورات، أن يدرك أن الزمن الحالي هو زمن الجد وليس زمن الألاعيب والبهلوانيات، وانه زمن الكبار وليس زمن الصغار الذين يكبرون في الفتنة كما تعوّد، وأنه ربما من الأجدى له أن يكتفي بإلقاء الدروس والمواعظ على نفسه وأن يكف عن التمادي واستغباء الناس، وهو يدرك تماما أنه لو كان مقيماً في بلد غير لبنان لكان قابعاً في سجون إحدى المحاكم الدولية لجرائمه المشهودة ضد الإنسانية خلال الحرب اللبنانية، وليس ذلك ببعيد».