ورأى الشيخ قاسم في خطبة الجمعة أن "العالم العربي يعيش الحاجة إلى الإصلاح والتغيير وكله غارق في الظلم والخطأ والتخلف والإستبداد واضطهاد الشعوب وسأل ما تفسير أن الصوت المطالب من داخل النظام الرسمي العربي بالإصلاح والتغيير والمحشد لهما والمستنصر بالغرب أحيانا لتنفيذهما هو نفسه المدافع عن ظلم حكومات من داخل هذا النظام ويثبت أركانها ويدين ويخون أي تحرك داخلي ضد تلك الحكومات وأي حركة إصلاحية تريد أن تغير من الواقع المأساوي، ولا يكفيه إلا أن يحشد الجيوش لإجهاض أي لون من الحراك يقاوم تلك الأوضاع، من جهة هناك دفاع عن شعوب ومن جهة أخرى هناك دفاع عن حكومات وحماية حكومات بينما الحكومات على حد واحد والشعوب على حد واحد".
وسأل ما "تفسير الموقف الأمريكي المتباين من حكومات تتساوى ظلما وتسلطا ودكتاتورية واستبدادا ونهبا وسرقة وعبثا بمصير الشعوب، ومن شعوب تشترك في المعاناة والمأساة من هذه الحكومات وتصادر حريتها وتؤد إرادتها وتحارب وتجهل وتمزق بثرواتها على يد الساسة المتسلطين عليها"، وقال إن "حكومة من هذه الحكومات تدان علنا وتناصر خفاء "موقف أمريكي" حتى يتم اليأس منها ويعثر على بديل مناسب لها، وحكومة أخرى يتدخل ضدها بالسلاح وبالصورة المكشوفة، وثالثة تغازل وتدلل وتكرم لقمع شعبها، وشعب تؤجج مشاعره ويلهب حماسه ضد حكومته وربما مد بالمال والسلاح، وآخر يغازل بكلمة، ويلام بكلمة، وثالث يغرى بالوعود الزائفة، ورابع ييأس من أجل أن يركع".
وأكد اية الله عيسى قاسم أن "أميركا لها ميزان واحد ومقدس واحد ليس هو إلا مصلحتها المادية وقبل ذلك المصلحة المادية لكبار ساستها والطامعين في رئاستها والمراكز السياسية العليا فيها".
واضاف "لقد فرغت السجون الإسرائيلية من عدد من أحرار فلسطين وبقي منهم الكثير في ظلماتها وفرغت أو كادت تفرغ من الحرائر الفلسطينيات المجاهدات ، وهذا خير والحمدلله ، ونسأل الله عز وجل أن تفرغ سجون الظالمين من كل المظلومين ، في كل مكان وما حصل للأخوة الفلسطينيين والفلسطينيات من استعادة للحرية إنما كان على رغم أنف إسرائيل ، وتحت ضغط الجهاد والمقاومة التي تتحمل أتعابها الساحة الفلسطينية مجاهدوها وأهلها الأحرار".
واضاف آية الله قاسم "إذا جئت لسجوننا في البحرين فإن نزالها يزيدون يوما بعد يوم والتدفق عليها من أبناء الشعب في استمرار وهي لا تشبع منهم ولا تكتفي والجديد في سجوننا التي لم تر المرأة المؤمنة لها ظلا من قبل أنها صارت تغيب الحرائر المسلمات ويحكم عليهن في الخلود فيها وكل الذنب إبداء الرأي السياسي والمطالبة بالحق والإعتزاز بالحرية والكرامة".
وأكد ان "هذا التغييب وهذه الأحكام يحدث في تجاوز واضح للحق والعدل وقيم الدين وأحكامه وماعليه حرمة الإنسان وخصوصية المرأة والأعراف الحميدة للمجتمع المسلم، وماتعلنه المنظمات النسوية شبه الرسمية من الإعتزاز بالمرأة ووجوب رعايتها هذه المراعات أوهذه الرعاية، التي تجلت بكل وضوح على يد قوات الأمن في حادثة المركز التجاري للعاصمة التي أبكت العيون، وفي الهجوم المباغت بقوة أمنية مكثفة على بيت الأستاذة السلمان قبل الفجر أو مع الفجر وبصورة مفزعة وكأنه هجوم على قلعة محصنة وجيش مدجج بالسلاح وعلى أكبر قائد عسكري يهدد أمن الدولة وليس لطلب حضور إمراة عزلاء لمركز رسمي لتنفيذ حكم المدعى والذي لم يفرغ من الإستئناف منه".
واشار الشيخ عيسى قاسم الى ان "في مقتل الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي درسا واعضا يضاف إلى دروس كلها عظة، غنيت بها الساحة العربية في زمن قصير"، مضيفاً إنه "عظة للطغاة بأن لا تطغوا فلستم آلهة إنما أنتم عبيد ولكم يوم محتوم، ودرس وعظة للحكومات البديلة بأن كونوا أذكياء فلا تخرجوا من هذه الدنيا ملعونين كما ودعت من قبلكم لعنات الملايين، وعظة لعبدة السلطان بأن هذا هو مصير آلهتكم المكذوبة فلا تأووا إلى ركن ضعيف، وعظة للمستضعفين بأن لا تنسوا أن الإله الحق هو الله ، وأنه الرب الذي لا رب غيره ، وأنه مهلك الظالمين.