"شركة ومحبة" شعار اتخذه البطريرك لمسيرته، وهو يؤكد عليه في كل مواقفه الداخلية منها والخارجية، البطريرك "لا لون له إلا لون لبنان" من مع البطريرك؟ البطريرك لكل لبنان وقلبه مفتوح للجميع افرام: الراعي ضمير مشرقي ولملاقاته بحراك مدني سياسي ثقافي فكري أنطوان نصرالله: الراعي يعبّر عن هواجس كل المسيحيين بالشرق الهبر: لا نختلف مع بكركي على الثوابت والملاحظات لا تكون من خلال الاعلام "القوات اللبنانية" تتجنب التعليق على مواقف البطريرك
"البطريرك لا لون له الا لون لبنان ومن يريد الحقيقة والحرية ولبنان الكبير والعيش المشترك فليمشي مع البطريرك، ولا تصدقوا كل ما يقال ويُكتب لان هناك الكثير من الكذب من العالم"، هكذا حسم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في زيارته الرعوية الى الولايات المتحدة الاميركية كل الجدل السياسي الذي تسبب به "سوء فهم" البعض لمواقفه التي أعلن عنها في باريس، وفي هذا الإطار يؤكد المطران كميل زيدان في تصريح لـ"النشرة" أن زيارة البطريرك الى الولايات المتحدة كانت ناجحة جداً، ويأمل أن تكون مواقفه الأخيرة أزالت الإلتباس الذي كان عند البعض.ومن جهته، يلفت مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، الى أن زيارة الراعي كانت رعوية لها أبعاد وطنية تختص بالمسيحيين وبجميع اللبنانيين، ويشير الى الاستقبالات الحاشدة التي حظي بها سيد بكركي في كل الولايات الاميركية من قبل جميع اللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم.
ويشدد الأب أبو كسم في حديث لـ"النشرة"، على أن "البطريرك أكد ثوابت الكنيسة في جميع مواقفه، وهو طالب في الأمم المتحدة بحيادية لبنان وبحقوق المسيحيين في الشرق ودعا المجتمع الدولي الى الإنتباه لهذا الأمر لأن وجودهم ضرورة كبيرة"، ويؤكد أن "مواقف البطريرك لاقت استحساناً عند كل مستقبليه، وهو ما يؤكد على أحقية وصوابية ما يعبّر عنه".
ويشير أبو كسم الى أن "الزيارة حققت أهدافها وأوصلت الرسالة التي كانت من ورائها"، ويلفت الى أن "هذه الزيارة سيتبعها العديد من الزيارات الى كل بلدان الإنتشار، حيث سيحمل البطريرك هموم اللبنانيين الى كل المجتمع الدولي".
مدير المركز الكاثوليكي للأعلام وإذ يشدد على أن الراعي مع لبنان ومع الحقيقة ومع الشركة والمحبة، يدعو الجميع الى الإلتفاف حوله لتمتين الوحدة الوطنية، ويؤكد أنه "ليس طرفاً وهو يفتح قلبه ويديه للجميع".من جهته يعتبر رئيس "الرابطة السريانية" حبيب افرام أن "البطريرك ضمير مشرقي بامتياز، صوت صارخ في برية منطقة ضائعة بين عسكرها واصوليتها، بين حكامها وفتاويها، صوت مطالب بالعدالة بقيم الانسان وحقوقه"، ويشدد على انه "لا عداء له لأحد ولا حقد على أحد، وهو ليس مع أي نظام بالمطلق بل مع كل اصلاح وتقدم وديمقراطية"، ويشير الى أنه "مع الثورات الحقيقية التي لا تعتاش من الدم ولا من الدبابة الغربية".
ويلفت افرام في حديث لـ"النشرة"، الى أن "البطريرك يطرح قضايانا، هلْ سيكون هناك حلّ للقضية الفلسطينية؟ هل من دولة موعودة لهذا الشتات والتهجير؟ هلْ يعود فلسطينيو لبنان اليها؟ أم ان توطينهم حتمي؟، هلْ ستكون حقوق كل مواطن وكل مجموعة محفوظة ومصانة في الدساتير؟ هل المسيحي متساو مع المسلم في هذه المنطقة؟، هلْ الغرب مهتم حقيقة بالمبادئ أم انه لاهث وراء مصالح ونفوذ فقط وآخر همومه مسيحيي الشرق؟، هلْ نحن كمسيحيين نعرف قيمتنا وقيمنا؟ هلْ نحن لدينا قضية؟ هلْ مسموح تشرذمنا؟، هل نحن كموارنة مسؤولون عن زواريب ومخاتير أقضية أم ان لنا رسالة مشرقية ايمانية رجائية شهادتية. ليست أول أزمة أمامنا ولا آخرها".
وشدد على أنه "الراعي بامتياز، من كل قرى لبنان والمناطق، الى حيث رعاياه من فرنسا الى اميركا، الى العراق حيث سيكون الاسبوع المقبل مقدساً في كنيسة سريانية فجرت منذ عام في إشارة رائعة الى مسيحيي العراق نحن معكم"، ويؤكد: "لست مؤيداً فقط ولا داعماً فقط، أنا أدعو الى ملاقاته في حراك مدني سياسي ثقافي فكري تنظيمي يصب كله في نهج الانفتاح والدور والتشبث بالأرض وبالحقوق دون خوف دون منة دون ذميّة دون خجل".
ويتابع افرام أن "الإجتزاء" و"سوء الفهم عند البعض" و"التسرع عند البعض الاخر"، أدّوا الى تحميل موقف البطريرك الراعي "الباريسية" أكثر مما تحتمل، ما تسبب بـ"عاصفة" سياسية كبيرة على الصعيد اللبناني والمسيحي خصوصاً، فهل تنهي مواقفه "الأميركية" هذه "العاصفة"؟يؤكد القيادي في "التيار الوطني الحر" أنطوان نصرالله أن البطريرك الراعي يعبّر بمواقفه عن هواجس كل المسيحيين في الشرق، ويلفت الى أن هذه المواقف ليست نابعة من تجربة شخصية بل من تجربة الجماعة المسيحية، ويرى أن الاحداث التي وقعت في مصر جاءت لتؤكد صوابية مواقفه.
نصرالله وفي حديث لـ"النشرة"، يشدد على أن الواقع الذي يتحدث عنه البطريرك موجود، ويلفت الى ما حصل ويحصل في العراق وفلسطين ومصر، ويؤكد على أن الخوف ليس من الحرية وتغيير النظام في سوريا، بل من نظام حافظ على الوجود المسيحي الى نظام متشدد يقضي على هذا الوجود، ويعتبر أن "الإنتقادات التي وجهت الى مواقف البطريرك سخيفة".من جهته يؤكد حزب "الكتائب اللبنانية" أن لا خلاف مع بكركي، وهو منذ اللحظة الأولى دعا من لديه ملاحظات الى تقديمها الى البطريرك الراعي مباشرة، ويشدد النائب عن الحزب فادي الهبر على هذا الموقف، ويشير الى أن لا خلاف مع بكركي على الثوابت، ويلفت الى أن الحوار مع البطريرك لا يكون عبر الخطابات وعبر وسائل الإعلام.
ويعتبر الهبر أن للبطريرك هواجس تتعلق بمستقبل المسيحيين في الشرق، ويشير الى أنه "رأينا ما حصل في العراق ومصر وفلسطين"، ويؤكد على أن "الضرر كان على كل الطوائف ولكن الضرر على المسيحيين كان أكبر لأنهم أقلية ضمن أكثرية اسلامية".
ويؤكد على أنه "لا نختلف مع البطريرك على الثوابت وهو مع حق العودة، ومع قيام الدولة بحيث لا يكون هناك دويلة داخل الدولة وسلاح غير شرعي، ولا يكون هناك الا جيشاً وحيداً في البلاد".
حاولت "النشرة" الإتصال بأكثر من نائب وقيادي في حزب "القوات اللبنانية" للوقوف على موقفه من جولة البطريرك الراعي في الولايات المتحدة الأميركية ومن الهواجس التي يعبّر عنها، لكنها لم تتلق جواباً، إلا أن مصادر قيادية في الحزب أكدت أن "القوات اللبنانية" تتجنب التعليق على مواقف البطريرك بشكل مباشر، وأشارت الى أن الراعي لديه هواجس يعبّر عنها.