كوريا الجنوبية التي تعتبر "بعبع" آسيا في كرة القدم، وصاحبة الانجازات العريقة والتاريخ الحافل وثالثة دول العالم عام 2002، سقطت في المستنقع اللبناني بنتيجة 2-1 ضمن الدور الثالث من تصفيات آسيا لكرة القدم المؤهلة لمونديال عام 2014.
فاز لبنان على العملاق الكوري الجنوبي، ولكن الانجاز انه لم يكتف بذلك، بل اصبح على قدم المساواة معه من حيث النقاط، فقد اعتلى اللاعبون اللبنانيون ارز لبنان واجبروا لاعبي كوريا الجنوبية على النظر اليهم من اسفل، كانوا في القمة وكان لاعبو كوريا الجنوبية على الارض، وجد هؤلاء انفسهم غارقين في المستنقع الكروي اللبناني، وقعوا في فخ الاستكبار والاستعلاء على منتخب فازوا عليه في مرحلة الذهاب بنتيجة 6-0 وفاتهم ان اللاعبين اللبنانيين اخترعوا منجداً جديداً في اللغة حذفوا فيه كلمة مستحيل او استسلام.
دخل لاعبو كوريا الجنوبية المباراة وهم فائزون، واعتبروا ان عليهم تمضية 90 دقيقة كيفما كان للحصول على النقاط الثلاث، ودخل اللبنانيو نالمباراة وهم متحفزون لـ"اصطياد" الفوز من النمر الكوري وهي مهمة اعتبرها الكثيرون انها مستحيلة. بدا الضياع واضحاً على لاعبي كوريا منذ الدقائق الاولى للمباراة وهو ما ترجم سريعاً بهدف مستحق للاعب علي السعدي الذي خرقت كرته خطوط الدفاع الكوري الجنوبي وسكنت الشباك بعد معمعة دفاعية كورية حجبت الانظار عن الحارس سانغ جونغ.
بعدها، احس الكوريون بالحماوة وبأن الامور لم تعد كما اعتقدوا، فبادروا الى استيعاب ما حصل وهاجموا، وحصلوا في الدقيقة 20 على ضربة جزاء ترجمها اللاعب جا كول بنجاح لتتعادل الارقام مجدداً، ويخف الضغط عن الكوريين.
ولكن اللاعبين اللبنانيين ابوا ان يستسلموا، فصالوا وجالوا مستغلين ضعف خط الوسط الكوري الذي اضاع الكثير من الكرات ولم يتمكن من الربط بنجاح بين خطي الدفاع والهجوم، وحاولوا من كل الجهات الوصول الى المرمى، واثمرت محاولاتهم عن هدف ثان بعد ضربة جزاء اثر خطأ على محمود العلي، اودعها عباس عطوي المرمى الكوري دون تردد.
انتهى الشوط الاول لنانياً بنتيجة 2-1، وفي الشوط الثاني، ظن الكوريون ان اللبنانيين سيتضعضعون وسيرتبكون كونها المرة الاوى التي يواجهون فيها مثل هذا الموقف حيث يتقدمون على مارد الكرة الآسيوية، لكن الكوريين اخطأوا في حساباتهم ووجدوا حائطاً منيعاً في وجههم اعاقهم عن تحقيق تهدافهم، فمضى الوقت وباءت المحاولات الكورية بالفشل وسط تنسيق متقن في الخطوط اللبنانية، حتى ان العارضة حرمت رضا عنتر من هدف محقق في الدقيقة 74 كادت ان ترفع غلة اللبنانيين الى 3-1.
ولم ينجح الكوريون في فك الشيفرة اللبنانية فمضت الدقائق بسرعة واعلن الحكم نهاية المباراة بفوز مدو وتاريخي للبنان بنتيجة 2-1 .
وبذلك، تقاسم لبنان وكوريا الصدارة من حيث النقاط برصيد 10 لكل منهما فيما الافضلية تبقى كورية بطبيعة الحال، في انتظار المرحلة الاخيرة من هذا الدور التي ستجرى في 29 شباط المقبل.
