ويتحدث شقيق الأسير جمال سكاف عن «ورود معلومات بشأن موافقة بلدية المنية على وضع نصب للرئيس رفيق الحريري في المكان ذاته، وسينفذ ذلك في غضون أيام قليلة، ما دفعنا إلى استباق الحدث كي لا يجري ذلك في غفلة منا، وعلى حساب نصب الأسير سكاف». ويجدد سكاف التأكيد أنّنا «لا نرفض وضع نصب للرئيس الحريري أو غيره في المكان، بل نعترض على إزالة نصب أسيرنا، الذي كان موجوداً هنا، وقد عرضنا أن يوضع النصبان معاً، لكن بلدية المنية لم توافق، بل تقدمت بعرض آخر رفضناه ويقضي بوضع نصب الأسير سكاف في الطرف الشمالي للمنية، عند مدخل بلدة بحنين المجاورة، مسقط رأسه». ويستدرك: «هذا العرض ليس مقبولاً لأنه يُقلل من أهمية الأسير، ولا يليق بتاريخه في مقاومة العدو الإسرائيلي».
لكن لا شيء يشير إلى استعدادات تجري عند المدخل الجنوبي لمنطقة المنية، في المستديرة التي تتوسط أوتوستراد المنية الدولي، فوضع الساحة لا يزال على حاله، منذ أواخر أيلول الماضي، عندما تدخّل محافظ الشمال ناصيف قالوش، طالباً من رئيس بلدية المنية مصطفى عقل «تطبيق القانون في هذا المجال على الجميع».
وكانت لجنة الأسير قد طالبت في كتابها إلى وزير الداخلية بإعادة النصب التذكاري لعميد الأسرى اللبنانيين في سجون العدو الإسرائيلي يحيى سكاف إلى مكانه، عند المدخل الجنوبي في المنية، الذي أزالته بلدية المنية في 10 /8 / 2011 عن طريق القص والجرف، من دون العودة إلى لجنة الأسير بهذا الخصوص.
وأشارت اللجنة إلى أننا «تقدمنا بطلب إلى بلدية المنية لإعادة النصب إلى مكانه، فرفضت البلدية تسجيل الطلب، ومن ثم تقدمنا بطلب إلى محافظ لبنان الشمالي ناصيف قالوش في 28 /9 /2011، الذي وعد بتحويل الطلب إلى بلدية المنية كي يُعاد النصب إلى مكانه، إلا أن بلدية المنية ترفض حتى الآن إعطاء الإذن بعودة النصب إلى مكانه، علماً أنه تمّت إعادة معظم اللوحات الإعلانية إلى مكانها على أوتوستراد المنية».
وتمنت على الوزير «التدخل لحلّ هذه المسألة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً مباشراً بالصراع مع العدو الصهيوني، الذي لا يزال يعتقل الأسير سكاف في سجونه، حارماً إيّاه حقوقه الإنسانية التي تكفلها وتقرها القوانين الشرعية والدولية، ونحن من خلال إعادة النصب والنشاطات التي نقوم بها نرمي إلى إبقاء قضية الأسير سكاف حيّة، ونهدف إلى الضغط على المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية والشعب اللبناني عموماً، من أجل تبنّي هذه القضية الإنسانية والوطنية، حتى الإفراج عنه وعودته إلى وطنه لبنان». ومع ذلك، لا تزال المساعي بلا نتيجة إيجابية، في ظل تمسك كل طرف بموقفه.
البلدية وافقت...لم توافق
أشارت مصادر مسؤولة في بلدية المنية لـ «الأخبار» إلى أن «ما قامت به البلدية بشأن نصب الأسير يحيى سكاف هو تطبيق قرار وزارة الداخلية القاضي بعدم السماح برفع صور أو ما شابه بلا ترخيص، وأن البلدية لم توافق بعد على وضع أي نصب في المكان»، متهمة في الوقت ذاته لجنة الأسير «بتسييس الموضوع وتحميله أكثر مما يحتمل». وكانت قد رفعت لافتة تشير إلى أنه سيُقام نصب تذكاري للحريري بعد تسوير المستديرة بسياج من ألواح التنك (التوتياء)، ثم أزيلت من المكان في انتظار حسم الأمور، في موازاة رفع البلدية لافتة أخرى تحظر أيّاً كان من رفع لافتات من دون الحصول على موافقتها.