ولأن سليم الحص من رجال الدولة القلائل الذين يعبرون عن شفافية مطلقة ونظافة كف وديموقراطية حقيقية في الحكم ووطنية خالصة وعروبة صافية وصدق التعاطي، وعن تعفف وزهد بالمال والسلطة، التصق اسمه باسم لبنان الجميل وصار ضميره «ضمير لبنان».
ولطالما احتفظ سليم الحص بروح الشباب وحس النكتة برغم الوجع الذي رافقه منذ لازمه مرض «الديسك» قبل سنوات، وبالقدر ذاته احتفظ بالعطاء والموقف الجريء والنقد البناء والرؤية الصافية، برغم خروجه من الحكم في العام الفين، وظل ضمير لبنان، إليه يحتكم الجميع ويحج الجميع في المفاصل الوطنية، فلم تحنهِ السنون، ولا منعه المرض عن أداء واجب او قول موقف وطني وقومي، وظلت فلسطين دائماً حاضرة في الموقف والقلب، كما لبنان وكل العروبة وبلاد العرب.
ولعل «منبر الوحدة الوطنية» الذي اسسه سليم الحص، أخذ من رجل الدولة صفة الوفاء، فكرّمه امس في عيد مولده بحفل اقيم في فندق «فينيسيا»، بحضور جمعٍ من الأحبة والأصدقاء الأوفياء، ولا يليق بسليم الحص اكثر من الوفاء والحب والتكريم.
تعب الزمان ولم يتعب سليم الحص من العطاء، وهو ابن الثانية والثمانين، دخل السياسة منذ 34 سنة، ولمّا يزل في قلبها ينبض حيوية، مبروك لسليم الحص و«عقبال المية»، وأبقاه الله ضميراً حياً للبنان.