رأى راعي أبرشيّة بيروت للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة خلال قداس عيد الميلاد، الى أنّ "يسوع المسيح هو النموذج الذي يجب على خطاه أن نسير، والمسيحية هي سلوك حياة"، متساءلاً "ما المنفعة إن قال احداً انّ له ايمان وليس له أعمال؟"
ودعا "لأن تكون هناك محبّة شديدة لأنّها تستر كثيرا من الخطايا، والمحبة المقصود بها ليس الاهل والأصدقاء والأقارب بل الشاملة المطلقة كالشمس التي لا تحجب عن أحد"، معتبراً أنّه "على كل واحد منا ان يكون نوراً يعكس نور الرب يسوع، فالمسيح الحقيقي انسان وديعي يرفض الظلم، لطيف، متواضع، متفان للجميع ولا يعرف الانعزال والقوقعة ولا يحتمل أن يعزل أو يظلم، ووُلد لينهض الصورة التي سقطت منذ القديم، وكان ارادته أن يصعد الانسان الى مملكته السماوية، وقد نزل من السماء ليوحد البشر ويجمعهم اليه"، متساءلاً "ألسنا نؤمن بإله واحد ونسكن بأرض واحدة؟ لماذا التفكك والإنعزال؟"
واعتبر عودة أنّه "واجب احترام بعضنا للاخر، ولا يجب أن يتحول الإختلاف الى خلاف، فكلنا لبنانيون يجمعنا حب الوطن والانتماء اليه، وان لم نشهد صدق اللبنانيين وحسن نواياهم تجاه بعضعهم البعض لن نشهد ولادة لبنان الجديدة"، داعياً اللبنانيين في يوم الميلاد المجيد الى "النظر مليّاً في معنى رسالة يسوع المسيح، والكفّ عن اطلاق النظريات والشعارات دون العمل بها، ولتكن كلها منارة لحياتنا ولتكن ثمارة الروح المحبة والفرح والسلام واللطف والايمان والعفة ظاهرة في سلوكنا وليعمل كل واحد منا ما يمليه الضمير الحي اذا كان حياً"، متوجهاً الى المسيحيين: أما انتم ايها المسيحيين لا تتلهوا بتعداد المخاطر وتهددوا وجودكم بل اعملوا بما علمكم إياه ربكم، ولا تنسوا بما قاله ربكم: "لا تخف أيها القطيع الصغير".
وأكّد أنّ "المؤمن الحقيقي لا يخاف لأنه يحب الله وهذا المؤمن يلتقي مع أي مؤمن حقيقي على عبادة الله واحترام الآخر مهما كان مختلفاً، فالإيمان عنصر توحيد بين البشر لا عنصر تفرقة، ولا يخيف لأنه مصدر حياة ومحبة"، مشيراً الى أنّ "التعصب هو المشكلة".