أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الزلزال القادم... قادم

الخميس 05 كانون الثاني , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,246 زائر

الزلزال القادم... قادم

تناقلت وسائل الإعلام، أخيراً خبراً نُسب إلى الأمم المتحدة يحذّر من زلزال مدمّر. معظم الخبراء نفوا إمكانية صدور خبر مماثل عن المنظمة الدولية، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ لبنان بعيد عن الخطر. فما هي استعدادات الحكومة لمواجهة الكارثة؟


زينب مرعي

منذ عقود والعلماء يستشعرون زلزالاً مدمّراً سيهزّ صفائح لبنان. وقد ازداد الكلام في السنوات الأخيرة، عن الموضوع، حتى وضع المنجّمون الكارثة الطبيعيّة على جدول تنبّؤاتهم. في آخر أيام العام 2011، تداولت وسائل الإعلام خبراً منسوباً إلى «مكتب استراتيجية الأمم المتحدة للحدّ من الكوارث» يفيد بأنّ المكتب يحذّر من احتمال تحرّك «صدع البحر الميت» الذي يعدّ «الأعمق والأشدّ فتكاً في الشرق الأوسط، والذي يفصل بين الصفيحتين الجيولوجيتين الأفريقية والآسيوية ويشقّ طريقه من إثيوبيا وصولاً إلى جنوب وشرقي لبنان، مروراً بوادي البقاع». يصعب إيجاد هذا الخبر على الموقع الإلكتروني لـ«مكتب استراتيجيّة الأمم المتحدة للحدّ من الكوارث»، كما يشكّك معظم الخبراء في أن يكون هذا الخبر صادراً عن الأمم المتحدة، بما أنّ دور المنظّمة هو العمل على مساعدة الحكومات على الإعداد لمواجهة أخطار الكوارث الطبيعيّة وليس توقّعها.


مدير المركز الوطني للجيوفيزياء (مرصد بحنّس) ألكسندر سرسق، يقول: «لا أعتقد أنّ هذا الخبر صادر عن مؤسسة دوليّة. كما أنني لا أعتقد أنّ مؤسسة كالأمم المتحدة تصدر خبراً تتوقّع فيه زلزالاً في لبنان!».

لكن هل يكفي نفي الخبر للقول إن لبنان لم يعد في دائرة الخطر «الزلزاليّة»؟ وهل الحكومة اللبنانيّة مستعدّة لحماية اللبنانيين ونجدتهم في لحظة وقوع الكارثة؟ الجواب عن السؤال الأخير هو «بالتأكيد لا» بحسب الباحث وأستاذ الجيوفيزياء في الجامعة الأميركيّة في بيروت عطا الياس، وهو عضو في اللجنة المنبثقة عن لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه. وقد اجتمعت اللجنة الفرعيّة مع خبراء في مجال الكوارث والتنظيم المدني، مجلس الإنماء والإعمار، كما الدفاع المدني وغيرهم من الأطراف المعنيين، بهدف وضع اقتراحات تقدّم لمجلس النواب لتحسين القوانين اللبنانية وتفعيل المؤسسات لمواجهة الكوارث. يقول الياس: «تمّت صياغة المقترحات نهائياً في أيلول الماضي، ونحن ننتظر الآن أن تتبناها لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه». وفيما يلفت إلى أن «نتائج عمل المشرّع تحصد في المدى البعيد»، يطلب «الإسراع بإقرار القوانين الخاصة بالموضوع لنبدأ بتطبيقها على المباني التي ستنشأ حديثاً في لبنان».

الخطر الذي ازداد الحديث عنه في السنوات الأخيرة، ليس حديثاً بل هو موجود منذ نحو خمسين سنة. الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلميّة معين حمزة يشرح حقيقة الوضع علمياً ويرى أنّ «لبنان موجود على شبكة فوالق زلزاليّة في البحر والبرّ، وهي ناشطة أحياناً». ويكشف أن «المناطق الأكثر نشاطاً في السنوات الخمس الأخيرة هي في المنطقة البحريّة المقابلة لساحل جبيل والبترون وعلى السفح الغربي لجبل لبنان وتحديداً في مناطق المتن والشوف، وتمتد حتى مدينة بيروت وفي جنوب لبنان. كذلك يسجّل المركز نشاطاً زلزالياً في الدول المجاورة القريبة من فالق الشرق ومتفرعاته التي تمتد في الأراضي السوريّة أو غرباً في البحر حتى طرابلس. هذا النشاط الزلزالي يسجّل بوتيرة معتدلة ولم يتجاوز الأربعة درجات على مقياس ريختر إلاّ نادراً جداً. الأمر يدلّ من جهة على وجود طاقة تتحرّك من هذه الفوالق، لكن يدلّ أيضاً على أنّ سقف هذا التحرّك لا يزال دون الهزّات الكبرى أو المدمّرة. والحديث عن قرب حدوث أي نشاط زلزالي له ما يبرّره ولكن لا يمكن تأكيده أو تحديده بأيّ تواريخ ممكنة».


Script executed in 0.2186541557312