أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

القلمون: الطريق البحرية منسيّة.. والحفر تحصد الضحايا

الثلاثاء 10 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,051 زائر

القلمون: الطريق البحرية منسيّة.. والحفر تحصد الضحايا

فقد ضاعت صرخات أهالي بلدة القلمون المتضررين المباشرين من ذلك المشروع، الذي كان بدأ العمل به في العام 2007، وذهبت آمالهم في مشروع أريد له أن يطفئ ظمأهم ويضع حدا لمعاناتهم في توفير مياه الشفة، فتحول نتيجة انتشار الحفر إلى وبال عليهم يهدد سلامتهم ويحصد الأرواح البريئة التي تسقط تباعا على مرأى ومسمع المعنيين الذين يتقاذفون المسؤولية والتهم دون العمل على إيجاد حل يمنع الضرر بالمال العام والأذى بالمواطنين. وكانت إحدى الشركات قد التزمت من "مجلس الإنماء والاعمار" مشروع مدّ خط أنابيب لجر مياه الشفة من "محطة أبو حلقة" في البحصاص إلى خزانات المياه في بلدة القلمون. وبدأت العمل عليه في العام 2007 بعقد زمني لسنتين، لكن العمل شهد في بدايته بعض العراقيل، واستكمل بشكل متقطع قبل أن توقف الشركة العمل بشكل مباشر قبل نحو عامين، من دون معرفة الأسباب الحقيقية، تاركة وراءها كميات كبيرة من الحفر وسط الطريق العام، الأمر الذي خلق حالة من الاستياء في صفوف الأهالي وتحديدا في فصل الصيف حيث تزايدت المشاكل بين المواطنين على خلفيات أفضلية المرور. 

وبعد سلسلة مطالبات ومناشدات قامت بها بلدية القلمون، تم التوصل إلى اتفاق مع "مجلس الإنماء والاعمار" لردم ما أمكن من الحفر، على أن يصار إلى معالجة المشاكل التي أدت الى توقف المشروع، لكن طمر الحفر جاء بطريقة غير مدروسة وعشوائية، ما كان يتسبب بين وقت وآخر في وقوع حوادث سير، وكان آخرها قبل نحو أسبوع حيث اصطدمت سيارة بإحدى الحفر وانحرفت إلى مياه البحر ما أدى إلى وفاة شخصين كانا بداخلها، كما وقع حادث سير في اليوم التالي أدى إلى سقوط جرحى. ودفع ذلك رئيس بلدية القلمون طلال دنكر إلى رفع الصوت مطالبا المسؤولين بالإسراع في إعادة إطلاق ورش العمل على الطريق، والعمل على تأهيلها لمنع تكرار الحوادث التي تحصل. وقال دنكر: "إن ما نفذ من المشروع لا يتجاوز الـ 30 في المئة، وكان الهدف تأمين مياه الشفة لهذه البلدة بسبب الحاجة التي فرضها التوسع العمراني، لكن المشروع لم يستكمل، وبعد مراجعات عديدة قمنا بها، تبين لنا وجود خلافات داخل الشركة الملتزمة مع المتعهدين". وتابع: "لقد حملنا الموضوع إلى مجلس الانماء والاعمار، الذي اكتفى بطمر بعض الحفر وتزفيت بعضها، من دون أن يلزم الشركة استكمال المشروع، ونحن من موقع المسؤولية والحرص على سلامة الأهالي ومصلحة البلدة، نحذر من التمادي في هذه السياسة، ونطالب كل من يعنيه الأمر بالتدخل السريع للضغط على الشركة ومن يقف خلفها لتنفيذ المشروع، بشقه المتعلق بتزفيت الطريق، لأننا نتحمل أزمة المياه لكن لا نتحمل ان تبقى أرواحنا عرضة للخطر". 

ولم يفلح الاتصال الذي أجرته "السفير"مع المهندسين والمتعهدين الذين كلفتهم الشركة الملتزمة، الذين تناوبوا على العمل في المشروع، لكون الرد كان يأتي دائماً "لقد انتهت خدماتي ولم تعد لي علاقة بالمشروع".


Script executed in 0.20884990692139