أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الشيخ نعيـم قاسـم: أميركـا تخـوض حربـاً ناعمـة علـى «حـزب اللـه»

الأربعاء 11 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,951 زائر

الشيخ نعيـم قاسـم: أميركـا تخـوض حربـاً ناعمـة علـى «حـزب اللـه»

«كيف نواجه الحرب الناعمة؟» مضى الحزب في مواجهة الحرب الاميركية الناعمة الضروس التي تشنها الولايات المتحدة ومن ورائها إسرائيل عليه بعد فشلها في عدوان تموز 2006 على المقاومة. 

بداية، قدم الزميل محمد شرّي لمحة موجزة عن هذه الحرب معتبراً انها «احد نتائج الحروب الأميركية واخفاقاتها وكلفتها الدموية والمادية الكبيرة» واشار الى ان «الهزيمة الاميركية في العراق والإسرائيلية في لبنان وغزّة دفعت للتنظير الى الحرب الناعمة كبديل للحروب الصلبة.

بعدها عرّف قاسم هذه الحرب معتبرا «أنها القدرة للحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية، كما انها تعني التلاعب وكسب النقط على حساب جدول اعمال الآخرين بدون أن تظهر بصمات هذا التلاعب، وفي الوقت نفسه منع الآخرين من التعبير عن جدول اعمالهم وتفضيلاتهم وتصوراتهم الخاصة، وهي علاقات جذب وكراهية وحسد وإعجاب». 

وأشار قاسم الى ان «كل ما نراه من تحركات أميركية في مواجهة شعوبنا والعالم، انما هي خاضعة لحرب ناعمة من القوة الناعمة التي تستخدمها أميركا».

وشرح قاسم الفرق بين الحربين الناعمة والنفسية موضحاً انه «في الأساليب ترتكز الأولى على الاستمالة والجذب، من دون ان تظهر للعيان او تترك أي بصمات، في حين ان الثانية: تقوم على إرغام العدو وتدمير ارادته ومعنوياته بصورة شبه مباشرة وعلنية».

وشدد على أن «الوسائط والأدوات المستخدمة في هذه الحرب أصبحت في متناول الجميع بلا استثناء ودخلت الى كل البيوت، بالمقابل كانت الحرب النفسية والدعاية توجه بشكل اساس نحو كتل منظمة متراصة ومتماسكة وصلبة مثل الجيوش والحكومات والمنظمات التي كانت تسيطر وتهيمن بصورة كلية على وعي وميول الرأي العام». واكد ان «الحرب الناعمة مشروع أميركي معاصر لجأ الى القوة الناعمة لتخرب ولتسقطنا من داخلنا بأيدينا وادواتنا ونحن نعيش في حالة من الغبطة لان القيم التي يريدوننا ان نأخذها منهم هي قيم شعوبهم ومجتمعاتهم. 

وعدد قاسم الوسائل التي تستخدم في هذه الحرب بالاتي: أولا: الإعلام والاتصالات التي لها وظيفة في التكرار وضخ المعلومات الكثيفة للتأثير على الشخصيات والناس، لتصبح الحقيقة التي يجب الالتزام بها. ثانيا: تلفيق الحقائق مثل لصق صفة الإرهاب بالمقاومة. ثالثا: التبعية الفكرية والمنظومة الثقافية الغربية. رابعاً: الربط السياسي بمصالح الاستكبار من خلال الدعم المالي والاقتصادي والعسكري.

واستعرض قاسم كيفية خوض الحرب الناعمة ضد «حزب الله»، لافتا الانتباه الى ان «هناك عنوانين رئيسيين هما حجة المواجهة مع الحزب هي ان فكره ومقاومته لا ينسجمان مع التفكير الحديث والمعاصر وبالتالي يصفونه بأنه إرهابي، بالمقابل يتجاوزون تمثيله الشعبي وحضوره وتأثيره السياسي وقدرته على التحالف والامتداد، بذريعة انه مرفوض. والثاني: حجة حصرية السلاح بيد الدولة، ورفض معادلة لبنان القوي الذي يعيق الوصايا الأميركية والاستثمار الإسرائيلي، ويثبت تفوق الكيان الغاصب». 

ولخّص قاسم الوسائل التي يتم اللجوء إليها بالاتي: الفتنة المذهبية، الإعلان عن معارضة الحزب لوجود الدولة، وإقامة دولة داخل دولة. الاعتراض على التحالف مع إيران وسوريا. ابراز أضرار مادية للعمل المقاوم. الحرص على موقع لبنان في المجتمع الدولي. واستخدام المحكمة الخاصة بلبنان التي يمكن أن تخدم لعشرات السنين، لإثارة البلبلة والتحريض الذي يؤثر على علاقات اللبنانيين ببعضهم البعض.


Script executed in 0.19675397872925