أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الرحـلـة المسـيحية الانتخـابـيـة: العـودة إلى نقـطـة الصفـر

الخميس 12 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,282 زائر

الرحـلـة المسـيحية الانتخـابـيـة: العـودة إلى نقـطـة الصفـر

 يومها ذكر البيان الصادر عن «اللقاء» تكليف لجنة متابعة «لبدء التشاور مع المكونات الوطنية كافة انطلاقا من مشروع اللقاء الارثوذكسي»، باعتباره صيغة صالحة لتحقيق التمثيل العادل ولترسيخ المناصفة. 

بعدها حضرت «الكليشيهات» المروّجة لتبني البطريرك بشاره الراعي والقادة الموارنة للطرح الارثوذكسي حول قانون الانتخابات والقائم على انتخاب كل طائفة لنوابها على اساس النسبية. عمليا لا البطريرك الراعي تبنّى الطرح رسميا وأخذه بصدره، ولا بعض اقطاب الطائفة ومنهم ميشال عون وسليمان فرنجية، اضافة الى الوزير زياد بارود، هلّلوا لـ«مشروع التقوقع المسيحي الجديد». 

في لجنة المتابعة اسماء مثل جورج عدوان وسامي الجميل ترى في مشروع «اللقاء الارثوذكسي» سفينة الخلاص من سياسة «قضم» النواب المسيحيين، لكن ايضا داخل اللجنة من يروّج لطروحات تستعيد السيادة المسيحية على نواب الطائفة لكن بقانون لا يعيد لبنان مئات السنين الى الوراء. 

في ظل هذا المشهد، انعقدت «لجنة المتابعة» في مجلس النواب امس، والمؤلفة من النواب بطرس حرب، جورج عدوان، الان عون، سامي الجميل، والوزراء السابقين يوسف سعادة وزياد بارود، اولى اجتماعاتها لوضع جدول عمل اللجنة التزاما بالمهمة الموكلة اليها. البيان الذي اصدره المجتمعون امس لم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى مشروع «اللقاء الارثوذكسي» كنقطة انطلاق لرحلة تفتيش المسيحيين عن القانون الانتخابي الامثل. اتفق المجتمعون، وفق البيان، على «البدء بالاتصالات والتشاور في قانون الانتخاب انطلاقا من الاسبوع المقبل، بدءا برئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء، ثم رؤساء الكتل النيابية، من أجل التوصل الى توافق وطني حول الصيغة الفضلى لقانون انتخاب يضمن صحة التمثيل وفاعليته في إطار المناصفة التي كرّسها الدستور». 

ووفق المعلومات، لن يشهد الاسبوع المقبل الاجتماع الاول المقرّر مع رئيس الجمهورية، والارجح ان ذلك لن يتمّ قبل منتصف الاسبوع الذي يليه. والواضح ان مهمة اللجنة لن تنحصر في عرض «حسنات» مشروع «اللقاء الارثوذكسي» على طاولة الرؤساء الثلاثة والكتل النيابية، وبالتالي فهي لن تقيّد حركتها باي افكار او مشاريع مسبقة. 

سيستمع اعضاء اللجنة الى الطروحات التي تروّج لها القوى السياسية، وستحمل في جعبتها الصيغ الانتخابية الاكثر تداولا وعلى رأسها قانون النسبية. «هي رحلة الدوران في الحلقة المفرغة» يقول أحد أعضاء اللجنة.

ساعة ونصف ساعة من التشاور داخل احدى غرف مجلس النواب تعيد عمليا كل النقاش الانتخابي الى نقطة الصفر. صحيح ان اللقاء الماروني الموسّع الاخير قد انعش حظوظ مشروع «اللقاء الارثوذكسي» بفرضه ورقة جدية على طاولة البحث، الا ان براغماتية العارفين بخفايا اللعبة الانتخابية تقودهم الى القول أن «مشروع اللقاء الارثوذكسي، انسجاما مع ما اجمع عليه القادة الموارنة، قد يشكّل منطلقا للحوار حول الصيغة الانتخابية الفضلى، الا ان هذا المنطلق قد يقودنا الى مكان مختلف تماما كما جرت العادة في كل المرات السابقة».


Script executed in 0.18582797050476