ويستنكر هؤلاء «الإهمال الحاصل من قبل الأجهزة الأمنية التي من المفترض أن تضع حداً للممارسات الاستفزازية التي يتعرض لها مواطنون لبنانيون يملكون مؤسسات تجارية في منطقة البقيعة، إضافة إلى منع أكثر من 50 مدرسا من العبور الى مدارسهم».
وما يزيد الوضع سخونة ويرفع من حدة التوتر الأمني المصحوب بحال من الخوف والحذر الشديدين بين الأهالي، هو المعلومات التي تفيد بأن المدعو خ. أ. (وهو المطلوب الأول من قبل أهالي القتلى جراء اتهامه بالتآمر مع قوات الأمن السوري)، قد عاد إلى البلدة بعد شفائه من إصابته خلال الحادثة، وهو يعتزم زيارة أهالي القتلى لتقديم واجب العزاء وتوضيح ما حصل، إلا أنه لغاية يوم أمس لم يقم بتلك الخطوة، ما يزيد من حالة الهلع بين أهالي المشيرفة الذين يلازمون منازلهم ولا يخرجون منها على الاطلاق عند ساعات المساء.
ويؤكد أحد المواطنين (الذي رفض الإفصاح عن اسمه لاعتبارات أمنية) أن «كل تحركاتنا مراقبة، وهناك مجموعة من الشبان تعمل على رصد كل ما نقوم به، خصوصا عندما نقترب من «معبر البقيعة الشرعي» وعندما يشاهدوننا نتحدث مع القوى الأمنية يقومون بالاتصال في ما بينهم»، مؤكداً «أن كل أعمالنا قد تعطلت ونحن نتكبد خسائر مالية كبيرة، إذ ان أكثر من خمس عشرة مؤسسة تجارية في وادي خالد والمشاتي مقفلة منذ وقوع الحادثة». ويمكن القول إن الواقع القائم يتخذ منحى تصاعديا ويشهد انقساما حتى داخل أبناء وادي خالد، الذين رفع قسم كبير منهم الصوت عالياً، مستنكراً الأعمال التي يقوم البعض الآخر لجهة التعرض للمارة ومدراء المدارس والأساتذة، والتدقيق بهويات المواطنين. ويطالب هؤلاء بـ «ضرورة أن تتحمل القوى الأمنية مسؤولياتها، لإعادة العمل في المدارس المعطلة قسرياً منذ وقوع الحادثة».
ويؤكد عضو لجنة الأهل في «مدرسة رجم عيسى الرسمية» عمر الحسن أن «ما يجري غير مقبول ويجب على الدولة ووزارة التربية أن تتحملا مسؤولياتهما»، لافتاً إلى «أننا سنقوم اليوم بزيارة رئيس «المنطقة التربوية» في طرابلس لإطلاعه على ما يجري، ومطالبته بإرسال مدرسين بدلا عن الأساتذة الذين يمنعون من الدخول لمزاولة عملهم، ونحن لن نرضى أن يبقى أطفالنا من دون تعليم»، مشيراً إلى «أننا تناقشنا مع عائلة آل زيد حول المسألة لكنهم يصرون على منع كل سكان المشيرفة من الدخول الى قرانا لاعتبارات عشائرية ثأرية». ويضيف «نحن نتواصل مع الأساتذة ومدراء المدارس، لكن لا يمكننا أن نطلب منهم الدخول إلى المنطقة لأنه ليس بإمكاننا تأمين الحماية لهم».
ويشير مدير مدرسة «رجم عيسى» إبراهيم سلامة إلى أن «ما يجري لا يمكن السكوت عنه، خصوصا لجهة منعنا من مزاولة أعمالنا»، لافتاً إلى «أننا لم نداوم في مدارسنا منذ 15 يوما، وأنه يتلقى العديد من الشكاوى من أولياء الطلاب لإيجاد حلّ لكننا لغاية اليوم لم نتلق أي ضمانات من قبل القوى الأمنية، أو عائلة الضحايا بعدم التعرض لنا بل على العكس نحن نتعرض للتهديد وأمننا في خطر». ويضيف سلامة «ان كل المدارس متضررة من الواقع القائم، لكنها الى حد معين تستطيع تدبر أمورها. أما في مدرسة رجم عيسى، فهناك 9 مدرسين من بلدة المشيرفة، لا يستطيعون الدخول من بينهم المدير والنظار، والمدرسة تسير ضمن الممكن وحتى نصف الدوام فقط».