استفاق اللبنانيون على ثلوج غطت القمم الجبلية بدءاً من ارتفاع 800 متر، مع تأكيد "مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية" على لسان المدير العام الدكتور ميشال افرام صحة التوقعات التي أعلنتها، مشيراً إلى اشتداد العاصفة صباح اليوم "مع تواصل تساقط الثلوج بدءاً من ارتفاع 800 متر، ثم تخف حدتها تدريجياً يومي غد وبعد غد الأحد، على أن يستقبل لبنان منخفضاً جوياً جديداً ذا منشأ قطبي، يحمل ثلوجاً وأمطاراً، يصل الثلاثاء المقبل ويستمر حتى 26 الجاري". وتوقعت "مصلحة الارصاد الجوية" في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس اليوم غائماً وماطراً، مع عواصف رعدية متفرقة واشتداد في سرعة الرياح، من دون تعديل يذكر في درجات الحرارة، وتناهز الثلوج 800 متر صباحاً، وما دون ذلك في البقاع والشمال، على أن يتحسن الطقس مساء. وتتراوح درجات الحرارة على الساحل من 6 إلى 13 درجة، وفوق الجبال من صفر إلى 6 درجات، وفي الارز من أربع درجات تحت الصفر إلى درجة تحت الصفر، وفي البقاع من درجة تحت الصفر إلى 5 درجات.
إلى ذلك هطل خلال اليوم الماضي 11 ميلليمترا، وبذلك أصبح مجموع الأمطار في البقاع الأوسط (سامر الحسيني) لغاية اليوم 280 ميلليمترا، يقابله في العام المنصرم 245 ميلليمترا، أما المعدل العام السنوي فهو 340 ميلليمترا.
البساط الابيض فرض نفسه على البقاعيين، الذين استقبلوا ضيفهم الشتوي للمرة الأولى في السنة الحالية، في قرى السهل، الذي لبس ثوبه الأبيض بكثافة تراوحت ما بين سنتمتر واحد إلى 15 سنتمترا، قياسا إلى ارتفاعات القرى والبلدات البقاعية. وتسببت العاصفة الثلجية بانقطاع التدريس في بعض المدارس البقاعية التي فضلت إقفال أبوابها خوفاً من اشتداد العاصفة، في حين ارتأت مدارس أخرى فتح أبوابها والتدريس بشكل عادي. وعلى صعيد الطرق بقيت الطرق الجبيلة لا سيما طريقي زحلة – ترشيش، وشتورة – ضهر البيدر مفتوحتان أمام جميع السيارات حتى مساء أمس. وواصلت جرافات وزارة الأشغال العامة والنقل العمل طوال ساعات النهار على الطرق الجبلية منعاً لتراكم الثلوج. كما أشرفت قيادة منطقة البقاع الاقليمية في قوى الأمن الداخلي على إجراءات السير على الطرق الجبلية، ومنع مرور الشاحنات على الطرق الجبلية منعاً للانزلاق على الطرق.
كما لامست الثلوج قضاء عاليه والمتن الأعلى (أنور عقل ضو) للمرة الأولى في العام الحالي أمس، من دون أن تتسبب بإعاقة حركة السير، إذ ما لبثت أن تبددت نهارا، لكنها كانت كفيلة بإقفال المدارس. وكانت الثلوج قد بدأت بالتساقط ليل أول أمس وفجر أمس، واستمر تساقطها متفرقا، ما أتاح للمواطنين إمكانية التحرك لتأمين حاجياتهم الاساسية من محروقات ومواد غذائية. وقرابة الرابعة فجراً كانت الجرافات التابعة لـ"مركز جارفات الثلوج في المديرج" قد فتحت كافة الطرق الجبلية، وتركز عملها بدايةً على الطريق الدولية، من رويسات صوفر مرورا بجسر المديرج والمديرج وصولا الى ضهر البيدر فالبقاع، وكتدبير احترازي منعت القوى الامنية السيارات غير المجهزة بسلاسل معدنية من سلوك الطريق.
وفي البترون (لميا شديد) فاقت الاستعدادات لدى المواطنين قوة العاصفة التي تم الاعلان عنها والتنبيه لمخاطرها وضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، حيث اقتصر تساقط الثلوج على ارتفاع 1300 متر عن سطح البحر وما فوق، أما في تنورين الفوقا فبلغت سماكة الثلوج حوالى 15 سنتمترا على ارتفاع 1450 و1500، وعملت جرافات وزارة الاشغال العامة والبلدية وآليات الدفاع المدني على جرف الثلوج وفتح الطرق أمام المواطنين. وأقفلت الثلوج طرق تنورين باتجاه حدث الجبه واللقلوق حيث بلغت سماكة الثلوج نصف المتر. كما أحدثت العاصفة أعطالا في الشبكة الكهربائية تسببت بانقطاع التيار الكهربائي، وحالت رداءة الطقس دون تصليح الاعطال.
العاصفة المستمرّة حتى الغد... تخيّب التوقعات
تستمر العاصفة التي هبّت على لبنان أول من أمس حتى مساء الغد. فيبقى الطقس، اليوم، غائماً وماطراً، بحسب توقعات مصلحة الأرصاد الجويّة في إدارة الطيران المدني، مع عواصف رعديّة متفرّقة واشتداد في سرعة الرياح من دون تعديل يذكر في درجات الحرارة، وتناهز الثلوج 800 م صباحاً وما دون ذلك في البقاع والشمال، على أن يتحسّن الطقس مساءً، ليصبح غائماً جزئياً صباح غد، مع ارتفاع في درجات الحرارة. لكن العاصفة المستمرّة لم تأت على قدر التوقعات، وخيّبت أمل التلامذة والأساتذة بعطلة استثنائيّة انتظروها ولم تأت. فالثلوج التي تساقطت صباح أمس، في البقاع (نقولا أبو رجيلي) راوحت بين 2 و4 سنتم في المناطق المنخفضة. سماكة لم تعق حركة باصات المدارس التي صدحت أبواقها في الشوارع وبين الأزقة لنقل الطلاب إلى مدارسهم. أهالي المناطق الجبلية وجدوا في هذه العاصفة أيضاً، مجرد «مزحة» مقارنة بما كانوا يلمسونه في السنوات الماضية؛ إذ تساقطت الثلوج بدءاً من مساء أول من أمس على ارتفاع 900 م وما فوق، فيما لم يغطّ الأبيض سهل البقاع (عفيف دياب) الذي شهد أمطاراً غزيرة ممزوجة أحياناً بالثلوج. وقد أدت الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية إلى إصابة شبكة الكهرباء بأعطال متفرقة، فيما تراجعت حركة العبور على طريق ضهر البيدر الدولية. أما عن كمية الأمطار المتساقطة، فقد أعلنت مصلحة الأبحاث الزراعية في رياق أنه خلال الـ24 ساعة المنصرمة هطل 11 ملم، وبذلك أصبح مجموع الأمطار في البقاع الأوسط لغاية أمس 280 ملم يقابله في العام المنصرم 245 ملم، أما المعدل العام السنوي فهو 340 ملم.
لكن «ما هو مصير مياه الأنهر ومتساقطات المطر في لبنان؟»، سؤال طرحته أمس مواطنة فرنسية هي جوسي دوليمار، أمام «شلال جزين» (خالد الغربي) المتدفقة مياهه غزيرة، نتيجة تساقط الأمطار، خلال رحلة سياحية إلى جزين. أهالي المنطقة الذين شهدوا تساقطاً للثلوج، «موعودون» اليوم بكثافة ثلج أكبر. أما الرياح فألحقت أضراراً مادية في مزروعات عدّة، وأدّت العاصفة أيضاً إلى حدوث حفر على طرقات صيداوية نتيجة «انجراف» الزفت.