أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بان لـ«السفير»: سأثير مع إسرائيل إمكان وساطتنا في الحدود البحرية

الإثنين 16 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,722 زائر

بان لـ«السفير»: سأثير مع إسرائيل إمكان وساطتنا في الحدود البحرية

يعبّر المشهد المحيط ببان في مقر إقامته في فندق «فينيسيا» قبل مغادرته، أكثر من المواقف التي يطلقها على أهميتها: فالرجل برغم تواضعه وشخصيته المحببة، هو ذو سلطة وسطوة. الجميع بانتظار لقائه ولو لربع ساعة لا تسعفه أجندته المكتظة على تمديدها إلا للضيوف الكبار: فؤاد السنيورة انتظره، وليد جنبلاط أيضاً برفقة تيري رود لارسن، قائد «اليونيفيل» ألبرتو أسـارتا، ومـسـتشارون وديبلوماسيون أمميون وسـواهم ينتـظرون عند باب الجناح الخاص بالأمين العام.

في خضم اللقاءات أصرّ الأمين العام على تخصيص وقت للإعلام الذي يرحّب به بحرارة ولا يتردد في الاستجابة الى طلب مصوّر ما في تبديل مقعده، فينتقل بكل طيبة خاطر الى جلسة أخرى «من أجل إضاءة أفضل»، ولا يفكر مرتين قبل الاستجابة لطلبات التصوير الفوتوغرافي التذكاري معه ترافقه ابتسامة دائمة.

عصر السبت الفائت، كان بان عائداً من الناقورة حيث تفقد مقر قوات «اليونيفيل» وقد انتقل الى الجنوب بطوافة متعرضاً «لخضات» المطبات الهوائية في يوم عاصف تصعب فيه الرؤية، إلا أنه عاد الى جناحه مرتاحاً وكأنه يبدأ نهاره للتوّ.

مواقف عدّة أوضحها بان في حواره مع «السفير» في ختام لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين بحضور الناطق الرسمي باسمه مارتن نيزركي الذي ضبط وقت المقابلة بمؤازرة مدير الإعلام في الأمم المتحدة بهاء القوسي.

وعلمت «السفير» أن بان حمل في لقاءاته السياسية كلها قضية تمكين المرأة اللبنانية وضرورة تفعيل مشاركتها في الحياة السياسية وفي المؤسسات العامة، وقال معاونوه إن بان انشرح من استجابة المسؤولين اللبنانيين لهذه الفكرة العزيزة على قلبه والتي يعتبرها من أبرز أهداف ولايته الثانية، وقد فرح خصوصاً من موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وعده بإمكان اعتماد الـ«كوتا» النسائية في لبنان.

وفي ما يـأتي نـص حوار «الســفير» مـع بـان كي مون:

 

÷ توجّه إليك أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله اليوم (السبت) بقوله: «قلقك يسعدنا وما يهمنا طمأنينة شعبنا ونحن جاهزون للحوار على أي مستوى، ونزع السلاح سراب لن تحققوه»، ما هو ردك؟

 

ـ الواقع أنه من المهم جداً أن يتم تطبيق القرار 1559 بشكل ناجز وأنا شددت مجدداً وعبرت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته عن قلقي من القدرات العسكرية لـ«حزب الله». من الضروري أن تستجيب كل الأطراف المعنية بشكل كامل لما ينص عليه القرار 1559 حتى يتم تطبيقه كله.

 

÷ دعوت الى حوار بين اللبنانيين من أجل تطبيق هذا القرار، لكن ماذا إذا لم يوصل الحوار الى أي تفاهم، ماذا سيكون موقف الأمم المتحدة عندها؟

 

ـ ينبغي بذل جهود مستمرة من أجل التوصل الى نزع كل السلاح غير الشرعي الذي يقع خارج سلطة الدولة اللبنانية، لأن هذا السلاح خطر ومؤذ بالنسبة للسلام وللاستقرار في لبنان، ولكن أيضاً بالنسبة الى المنطقة. توجد ادعاءات كثيرة عن تهريب غير شرعي للأسلحة، وهذا فعلاً يؤثر سلباً على السلام والاستقرار في لبنان كما في هذه المنطقة، ولهذا عبرت عن قلقي.

 

÷ هل تعتبر مشاوراتك بشأن التمديد لبروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملزمة؟

 

ـ وفقاً للإتفاقية المعقودة بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، ينبغي أن يتم تمديد التفويض المعطى للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. إذا لم يتم استكمال عمل المحكمة قبل تاريخ 29 شباط المقبل، فإن هذا التفويض يمدّد أوتوماتيكياً. أما كم هي الفترة التي سيمدد فيها الاتفاق فهذا أمر أقرره أنا شخصياً بالتشاور مع مجلس الأمن والسلطات اللبنانية وأنا في طور إجراء هذه المشاورات.

 

÷ من المحتمل أن تطلب الحكومة اللبنانية التعديل في الاتفاقية المعقودة مع الأمم المتحدة، ما سيكون موقفكم حينها؟

 

ـ وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، فإن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ثبتت وأنشئت كلياً، ولا أعتقد أن ثمة حاجة لتغيير الاتفاقية. يتعلق الأمر فقط بتمديد التفويض المعطى للمحكمة. والمهم هو جلب من قاموا بالإغتيالات الى العدالة وهذا ما سيوجه رسالة قوية للمرتكبين ويمنع أي جرائم محتملة. وألفت الانتباه الى أنه منذ إنشاء هذه المحكمة لم نعد نرى في لبنان أي اغتيالات سياسية، وبالتالي تشكل المحكمة أداة مهمة جداً وآلية ناجعة لوقف حالة الإفلات من العقاب.

 

÷ هل انتهت المراجعة الاستراتيجية المتعلقة بـ«اليونيفيل»؟ وما الذي سيتغير في عمل القوات الدولية؟

 

ـ إن المراجعة الاستراتيجة المتعلقة بـ«اليونيفيل» مستمرة في الوقت الراهن، من أجل دراسة إن كان تكوين هذه القوات مناسباً، وليس من أجل تبرير أي خفض في عديد هذه القوات. أما إذا حصل أي تخفيض في العدد بشكل فردي من قبل إحدى الدول المشاركة في «اليونيفيل» فهذا يكون مدعاة أكبر لهذه المراجعة الاستراتيجية القائمة حالياً. هذه المراجعة هي للتأكد من قدرة «اليونيفيل» على الاضطلاع بشكل فعال بالتفويض المعطى لها بأكثر الطرق فاعلية وسيكون لنا بكل الأحوال تعاون وثيق مع الجيش اللبناني.

 

÷ هل ستلعب الأمم المتّحدة دوراً في تحديد النقاط الخلافية في شأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل؟

 

ـ لقد ناقشت هذا الموضوع مع الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي، حتى أن بعض السياسيين من المعارضة في لبنان قدموا إليّ وجهة نظرهم بهذا الشأن. إن للبنان الحق في التنقيب والإفادة من موارده المائية وفقا لقانون البحار، ويمكن للبنان ولإسرائيل أن ينقبا عن مواردهما البحرية في المناطق غير المتنازع عليها. لكن هذا الأمر ينبغي أن يتم النقاش فيه بشكل ثنائي، وبالتالي فإن الأمم المتحدة غير قادرة على التدخل في هذا الموضوع إلا إذا فوضت من قبل الجمعية العمومية أو من قبل مجلس الأمن، فإذا وافق الطرفان اللبناني والإسرائيلي على ذلك فعندها يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دور الوسيط لتسهيل ما يمكن تسهيله.

 

÷ هل ستثيرون موضوع الحدود البحرية أثناء زيارتكم الى إسرائيل؟ ومتى ستقوم بهذه الزيارة؟

 

ـ نعم سأثير هذا الموضوع مع الإسرائيليين، لكن زيارتي الى إسرائيل لم تعلن رسمياً بعد وستعلن عندما يحين الوقت، وهو قريب.

÷ قلت إنك ستثير موضوع الخروقات الإسرائيلية ضدّ لبنان، كيف سيكون ذلك؟ وهل من الممكن بدء البحث الجدي بالانتقال من وقف الأعمال العدائية الى وقف نهائي لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل؟

ـ من المهم جداً التوصل الى وقف دائم لإطلاق النّار بين إسرائيل ولبنان. لقد وقعت حرب تراجيدية فعلاً عام 2006 أوقعت الكثير من الضحايا ودماراً وأضراراً جسيمة في الممتلكات. لذا من المهم أن يحصل سلام بين لبنان وإسرائيل وهذا ما نعمل عليه بجهد. في الوقت الراهن من المهم جداً تطبيق قراري مجلس الأمن 1559 و1701 بشكل كامل. بالنسبة الى الخروقات الإسرائيلية فقد أثرت هذا الموضوع مع الإسرائيليين في السابق، وكان قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب يطرح هذا الموضوع دوماً وسوف نستمر في نقاشه.

 

÷ هل من جديد على صعيد قضية الانسحاب الاسرائيلي من الجزء الشمالي من بلدة الغجر؟

 

ـ هذا الموضوع لم يحلّ بعد، الواقع أنه حصلت محادثات فعالة حوله منذ أكثر من سنة. وقدمت قوات «اليونيفيل» في هذا الشأن خطة عمل توفر الأمن في تلك المنطقة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها، ولكننا لم نتلق أي جواب من الحكومة الإسرائيلية، علماً بأن الجيش اللبناني وافق على مقترح «اليونيفيل».

 

÷ هل اتفقت مع المسؤولين اللبنانيين على تدابير محددة في شأن أمن مقرات الأمم المتحدة في بيروت؟

 

ـ إن موقع «الإسكوا» في بيروت معرض لتهديدات أمنية ونحن قلقون حيال هذا الأمر، لهذا السبب ناقشت هذا الموضوع مع كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية وهم عبروا عن فهمهم العميق لقلقنا، ونحن ندرس حاليا إعادة تموضع مركزنا الرئيسي في مكان أكثر أماناً، إما في مدينة بيروت أو في خارج العاصمة. وأتمنى تعاون الحكومة اللبنانية في هذا المضمار بأسرع وقت ممكن.

÷ ما هو تقييمك لعمل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟

ـ أنا سعيد جدّاً بالتعاون مع الرئيس ميقاتي في مختلف القضايا، وأنا معجب بقيادته للأمور.

÷ ما هو تقييمك لجهود الحكومة في شأن جلب الأشخاص الأربعة الذين ذكرهم القرار الاتهامي؟

ـ في الوقت الراهن من المهم للحكومة اللبنانية أن تتعاون بشكل كامل مع المحكمة الدولية لجلب هؤلاء الأشخاص الى العدالة بأسرع وقت ممكن، وأنا ممتنّ للحكومة اللبنانية من أجل التزامها القوي بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان عبر تمويلها 49 في المئة من مستحقاتها المالية. وأنا أعتمد على الدعم المستمر والتعاون الكامل لهذه الحكومة مع المحكمة.

÷ هل طرحت مع المسؤولين اللبنانيين إمكان إقامة ممرات إنسانية من لبنان الى سوريا؟

ـ يقرّر هذا الأمر بالتشاور مع الحكومة السورية. في هذا الوقت فإن بعثة المراقبين العرب موجودة هناك، ونحن بانتظار تقريرها التقييمي للأوضاع.

÷ هل ستحصل تدابير عسكرية في سوريا شبيهة بتلك التي تقررت في ليبيا؟

ـ لم يثر أحد إمكان اللجوء الى عمليات عسكرية في سوريا في هذا الوقت، ومنذ أن دخلت بعثة الجامعة العربية الى سوريا وهي تراقب الوضع. إن جامعة الدول العربية والاجتماع الوزاري أوصيا بمتابعة هذه المهمة، لذا فلننتـظر تقيـيمها. وأشير الى أنني أتشاور بشكل وثيق جداً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ونحن نقدر ونثمن جهود الجامعة.


Script executed in 0.21829390525818