أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سليمان يدعو إلى تعديل الدستور: ليتم التصويت على التعيينات بالأكثرية

الأربعاء 18 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,286 زائر

سليمان يدعو إلى تعديل الدستور: ليتم التصويت على التعيينات بالأكثرية

أبلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان "السفير" أن تصحيح الأجور سيتم قريباً وفق صيغة مؤاتية لكل الاطراف، خصوصاً ان طرفي الإنتاج متفقان على الحل ويمكن الانطلاق منه في اتخاذ القرار.
وبالنسبة الى التعيينات الإدارية، بدا أن رئيس الجمهورية يصوّب على المادة 65 من الدستور التي تلحظ ان المواضيع الأساسية تحتاج إلى موافقة ثلثي عدد أعضاء الحكومة ومن بينها تعيين موظفي الفئة الأولى وما يعادلها، داعياً الى أن يتم التصويت على التعيينات بالأكثرية. وقال سليمان: أكثر من مرة قلت إن الحكومة قليلة الانتاجية، وقد تبين ذلك مثلاً في موضوع التعيينات الادارية، ونحن وضعنا آلية للتعيينات لم يجرِ الالتزام بها بسبب بعض المصالح الضيقة للسياسيين، وبسبب النص الدستوري الذي يلزم التصويت بالثلثين على التعيينات، وهذا أمر صعب تحقيقه في ظل الخلافات السياسية والمصالح الخاصة، لذلك نرى وجوب تعديل الدستور بما يعيد لرئيس الجمهورية صلاحية البت بالتعيينات، لكن بالتنسيق طبعاً مع الوزير المختص وعبر هيئات الرقابة، على ان ُيعطى رئيس الجمهورية صلاحية طرح التعيينات امام مجلس الوزراء بالاستناد الى الآلية المتفق عليها، وان يتم التصويت بالأكثرية وليس بالثلثين.
ورداً على سؤال حول الخلاف مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون بشأن موضوع رئيس مجلس القضاء الاعلى، قال: "لقد صارحته بأن القاضية أليس شبطيني هي الأقدم في الملاك وهي الاصلح، ولا يمكن ان نتجاوزها لسبب ما مع تقديري للمرشحين الآخرين، إذ انه يمكن ان يتم تعيينهم بعد احالة القاضية شبطيني الى التقاعد لكنه أصرّ على موقفه. واقترحت ان يتم البدء بالتعيين في المواقع غير المختلف عليها لتسيير عجلة الدولة ووافق على ذلك، لكن حتى الآن لم يطرح شيء عملي على طاولة مجلس الوزراء".
وشدد سليمان على تمسكه بالعودة الى طاولة الحوار، لأنها اولاً السبيل الوحيد للوصول الى التوافق، ولأنه لا بديل عنها سوى الصدام.
كما ابدى سليمان تفاؤله بتجاوز لبنان للمرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة نتيجة التوافق الداخلي اولا على ذلك، وقال: "كما قطعنا المراحل الصعبة السابقة سياسيا وامنيا وماليا سنقطع هذه المرحلة، لكن المهم بقاء التماسك الداخلي وتغليب مصلحة البلاد على سواها".
ورأى سليمان ان "مرحلة التغييرات في المنطقة العربية ستمر بصعوبات ومتغيرات وربما تجارب عدة، حتى تفرز الشعوب العربية خياراتها النهائية وتعمل على تكريس الديموقراطية، وقال إن ابرز ابواب الولوج الى الديموقراطية هو ترك الشعوب تحدد خياراتها، لأن الشعوب العربية تمر بتجربة جديدة لم تشهدها طيلة اربعين عاما من انظمة الشخص الواحد، وهي بطريقها لاختبار ديموقراطية الانتخاب، والمهم هو ان يتحقق التوافق لتنجح الديموقراطية في الدول العربية".
وتابع: "نحن في لبنان مررنا بحرب اهلية مدمّرة غابت فيها الدولة ومؤسساتها، وجاء اتفاق الطائف لينهي الحرب، ولكن كان يتم تطبيقه برعاية سورية مباشرة، فإذا حصل خلاف او اختلاف كان السوري يرعى الحل والان نحن نخوض تجربة حل مشكلاتنا بأنفسنا بعد الخروج السوري من لبنان عام 2005، وقد مررنا خلال السنوات الست الماضية رحل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بظروف صعبة امنيا وسياسيا، وشهدنا خلافات كبيرة من المحكمة الدولية وصولا الى احداث ايار 2008، مرورا بعدوان تموز 2006 والانقسام الذي حصل، لكن جرى انتخاب رئيس جديد للبلاد عام 2008 وخضنا تجربة جديدة لتحقيق التوافق وبناء الدولة، ولكننا اصطدمنا بخلافاتنا الداخلية مجددا، وسعينا من وقتها لتحقيق التوافق في كل الامور، وكنا نوفق في مرحلة ونخفق في مرحلة".
واردف سليمان: "الشيء الوحيد الذي بقي موضع إجماع وتوافق هو الجيش اللبناني، وهذا ليس جديدا، وظاهرة الالتفاف حول الجيش التي نشهدها في العالم العربي الان سبّاقة في لبنان، وتجلى ذلك في اكثر من مفصل وتجربة، لا سيما خلال السنوات الست الماضية".
وعن المشكلات الاخرى التي تعرقل عمل الحكومة، قال سليمان: "انا مع وضع اولويات بسيطة يمكننا الانطلاق بها وتنفيذها من دون خلافات وتعقيدات، إذ ان طرح المشاريع الكبرى الان يستغرق تنفيذه وقتا عدا عن صعوبة تحقيقه بسبب الظروف المعروفة للدولة، وسبق ان اقترحت الكثير من الامور، لكني لم الق التجاوب اللازم من مكونات الحكومة، حتى موضوع دعم المازوت للتخفيف عن المواطنين لم توضع له الية ناجعة وكذلك الحال بالنسبة لمكافحة الغلاء في الاسعار.المهم ان نبدأ بما يمكن تحقيقه مهما كان بسيطاً".

Script executed in 0.19553589820862