وقال إن سياسة النأي بالنفس التي ننتهجها هي السياسة الحكيمة التي يجب ان نسلكها في هذه المرحلة، فلبنان ينفعل ولا يفعل، وما دمنا لسنا قادرين على التأثير في مجرى الأحداث، فعلى الأقل علينا أولاً النأي بأنفسنا وتفادي أي تداعيات لما يحصل حولنا، وسأل «لماذا لا نأخذ موقف الحياد الايجابي المفيد لنا جميعاً، بعدما كنا في الماضي مختلفين أصلاً على الحياد بين فريق مؤيد وفريق معارض»؟
ورداً على سؤال قال بري: نحن في لبنان العرب الحقيقيون، فقد استطعنا ان نستعيد الشرف العربي في ما يتعلق بالصراع مع اسرائيل والقضية الفلسطينية، بينما غيرنا عرب رحل بأفكارهم، مضيفاً «إن العروبة لم تستطع أن تقدم الدليل على أنها فوق الحساسية والمذهبيات والعرقيات، بينما هناك قوميات أخرى استطاعت أن تمارس وتثبت ذلك، فمثلاً القومية الكردية استطاعت أن تصون المنتمي إليها، ولا نجد خلافاً أو صداماً أو فتنة بين كردي شيعي وكردي سني أو مسيحي، بينما عروبتنا جعلتنا ننسى أن الغساسنة كانوا في أصل العروبة ومنهم من هو أكثر عروبة من السنة أو من الشيعة».
وتناول ما يُسمّى مشروع الشرق الاوسط الكبير، فسأل: «هل المطلوب تحت عناوين صالحة كالحرية والديموقراطية، أن ننتقل من سجن الى سجن؟ أو هل المطلوب إعطاء هذه الامور التي هي حق لنا وكانت الأنظمة مقصرة في اعطائها للشعوب العربية حتى أصبحت مطلبها، هل المطلوب مقابل وعود ألا نعيد النظر في أي اتفاق أو تفاهم مع اسرائيل؟ إذا كان هذا هو المطلوب، فأقول إن هناك مؤامرة اليوم على العروبة، وسنكتشف بعد ذلك أن المؤامرة أيضا على الاسلام والمسيحية في المنطقة، وهذا الامر مطلوب من قبل اميركا ولننتظر اربع سنوات بعد ونرى ماذا سيحصل اذا استمرت الأمور على ما هي عليه ووصل البعض الى السلطة».
وسئل عن الوضع في المنطقة العربية وما تتعرّض له، فأشار الى أن الخطر الطائفي والمذهبي يحيق بالعرب جميعاً وليس بدولة واحدة، «ويا للاسف، فإن اسرائيل والغرب استطاعوا أن يروجوا لشعار «ايران در» ليحولوا حالة العداء والصراع الحقيقي بين العرب واسرائيل الى صراع عربي إيراني».
وفي الشأن الداخلي، قال بري إن المرحلة الآن هي مرحلة التعيينات، وسنضغط بكل قوانا لإجرائها واستكمال الادارة، بدءاً بالأهم بالنسبة اليّ، وهو الهيئة الناظمة للنفط، لأنها تنهي موضوع المراسيم، فالنفط في لبنان يوفر البحبوحة، ومعنى ذلك أيضاً تحقيق حلم الطائف، أي الإنماء المتوازن، وثانياً التشكيلات الديبلوماسية لكي تستعيد بعثاتنا الديبلوماسية في الخارج عافيتها».
وشدد على ضرورة اعتماد النظام النسبي وفق دوائر وسطى في قانون الانتخابات، معتبراً انه القانون النموذجي وينسجم مع الدستور والطائف ويحفظ حقوق المسيحيين والمسلمين ويؤمن الوحدة الوطنية.
وعن قضية الإمام موسى الصدر قال بري: إنه اطلع أمس الاول، من لجنة المتابعة برئاسة وزير الخارجية عدنان منصور على أجواء زيارتها أخيراً للبيبا واللقاءات التي أجرتها مع المسؤولين الليبيين والمعنيين، ولا سيما في جهاز القضاء وأن المسؤولين الليبيين أكدوا أن الجميع في ليبيا يشعرون بالعار، لأن شخصية عملاقة على مستوى الإمام الصدر قد خطفت على أرضهم. وبناء على النتائج التي عادت بها لجنة المتابعة، فإن التحقيقات قطعت شوطاً، ولكن ليس الشوط النهائي، خصوصاً أن التحقيق وعمليات التقصي جارية، والسلطات الليبية الجديدة تعمل للوصول الى كل الاماكن التي يعتقد أن نظام القذافي كان يستخدمها للسجن والاعتقال في الجرائم التي ارتكبها.
من جهة أخرى، طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح «اللجنة المختصة بحرية النواب المنتخبين في الإتحاد البرلماني الدولي بالتحرك الفوري وممارسة الضغوط لتحرير الزميل عزيز دويك وغيره من أعضاء المجلسين التشريعي والوطني الفلسطيني المعتقلين لدى السلطات الاسرائيلية».
وكان بري قد استقبل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.