استغرب وزير الاشغال غازي العريضي "بعض الخطابات التي تصوّر قطر كدولة "متآمرة". واضاف انه "من 2006 الى العام 2011، مرحلة من العلاقات الاستثنائية جمعت الدوحة مع النظام السوري ومع "حزب الله" وفريق من اللبنانيين. لم نقل كلمة واحدة في الدوحة وامير قطر تقاس بما قيل من قبل الاخرين". وسأل "هل القواعد الأميركية العسكرية نشأت البارحة في قطر؟ ألم يكن هناك لقاءات بين قطر ومسؤولين اسرائيليين؟ وهل من المشروع لك ان تبني افضل العلاقات مع قطر وانت تعلم ان لها علاقات مع اسرائيل وانا ممنوع عليّ ان احكي مع القطريين؟". واضاف انه "لا بد من اعتماد معيار واحد. لا يجوز ان اقول انا الصحّ في كل المراحل. وان احدّد من الصحّ ومن الخطأ. هذا منطق غير جائز".
واكد العريضي في حديث لـ"السفير" انه "ليس المهم العلاقة بين دمشق والمختارة. المهم ما يجري في دمشق. حاولنا ان لا تصل الامور الى الحد الذي وصلت اليه، لكن لسنا نحن في موقع القرار في سوريا. هذا الامر تقدّره القيادة في دمشق، تماما مثل ما يقدّر السوريون الذين يتحركون في الشارع طبيعة تحركهم". واوضح ان "التعاطي مع وقائع ما حصل في سوريا ادى الى هذه القطيعة، اذا القصة ليست اللقاء بيننا مجددا، بل بين السوريين انفسهم، واللقاء بين اللبنانيين لتلقف نتائج ما يمكن ان يحدث في سوريا لاحقا. هناك اسباب للقطيعة لم تعالج حتى الان، ولن تعالج في ظل هذه المواقف وما يجري في دمشق".
وبرّر العريضي الجمود في العلاقة بين جنبلاط السعودية "بقرار المملكة الانكفاء منذ فترة عن التعاطي بالشأن اللبناني". لكن وزير الاشغال يتحدث عن "تواصل، لا يرتقي الى مستوى التنسيق، وعن حوار هادئ عبر قنوات متعددة".
وسأل العريضي "ماذا فعلنا في مرسوم الاجور؟ لقد عدنا الى اتفاق بعبدا. نصف عمر الحكومة مرّ وهي تناقش موضوع السلف. سبق واعترضت على هذا الامر. وتبين لاحقا ان الموضوع ليس شخصيا وليست قصة سياسية عند "الحزب الاشتراكي"، بل كل الحكومة تشكو من هذه المسألة. فلماذا استهجنوا ما قاله غــازي العريضي يومها"؟.
واضاف وزير الاشـغال الى انه "يعـترف بوجـود "افكـار اصـلاحية" لدى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشـال عـون، لكن المشـكلة ليـست في الارادة بل في في الادارة الخـاطـئة. لا يمـكن فصل الادارة عن الارادة. لا يستطـيع احد ان يقـول هذا مشـروعي وامشـوا به، ولا احد يجب ان يكون اسير رأيه. الاندفاع غير المحسـوب يؤدي الى مشكلـة. والاخطر ان ينطلق اي فريق من نقطة اللاعودة. في مسـألتي الكهرباء والاجور مثلا تم الاتفاق اخيرا على ما كنا نناقشـــه في البداية. فلماذا تضييع الوقت؟ حـتى في موضوع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شخـصيا. لوّحوا بالاستـقالة، لا هم استقالوا ولا دفعوا ميـقاتي الى الاسـتقالة، بل تمسـكوا به لان لا بديل عنه".
واعلن العريضي انه "من الآخر، لا قانون انتخابات الان. حتى لو مرّ في الحكومة فلن يمرّ في مجلس النواب". واضاف ان "القانون هو نتاج تركيبة سياسية ومن يمسك بالقرار السياسي. لا احد يمسك الان بالقرار السياسي، ولا علاقة للامر بالوضــع في سوريا، لان المسألة بحت داخلية". موضحا انه "لو كان القرار السياسي بيد حزب الله، لما كــان مرّ تمويل المحكمة "الاسرائيلية الامـــيركية" كما يصــفها الحزب، ولأمــكن له فرض شــروطه من قضية العقوبات على ايران والموقف من سوريا وصولا الى التعيينات".