توقعت «مصلحة الأرصاد الجوية» في «إدارة الطيران المدني» أن تنحسر العاصفة اليوم، ويكون الطقس قليل الغيوم إلى غائم جزئيا، مع رياح شمالية ودرجات حرارة متدنية صباحا، محذرة من تكون الجليد على الطرق الجبلية ليلاً، وخلال ساعات الصباح الأولى.
وواصل الطقس العاصف والمثلج أمس، بدفق المزيد من خيراته المائية والثلجية التي لامست مرتفعات لا تزيد عن 900 متر. كما تراكمت الثلوج على طريقي شتورة - ضهر البيدر (سامر الحسيني)، وزحلة ضهور الشوير، اللتين أقفلتا لعدة ساعات أمام السيارات غير المجهزة بالسلاسل المعدنية والدفع الرباعي، مع منع المرور بالكامل للشاحنات خوفا من الانزلاقات. ووصل مخزون المياه في بحيرة القرعون إلى حدود 80 مليون متر مكعب من أصل سعة قصوى تبلغ 220 مليون متر مكعب، ويدخل يوميا إلى البحيرة ما يقدر بـثلاثة ملايين متر مكعب من المياه، يستعمل منها نحو 350 ألف متر مكعب في عملية توليد الكهرباء، كما أعلن المديرالعام لـ«المصلحة الوطنية لنهر الليطاني» المهندس علي عبود، الذي أشار إلى كمية المخزون المائي الحالي في البحيرة هي كمية تتجاوز أرقام السنة الماضية. وفي حوش الأمراء، بلغت المتساقطات المطرية أمس 470 ميلليمترا، يقابلها للفترة نفسها من العام الماضي 324 ميلليمترا، أما المعدل العام التصاعدي للفترة فيبلغ 355 ميلليمترا.
وفي راشيا (شوقي الحاج)، انهمرت أمطار غزيرة في قرى راشيا، شكلت مستنقعات متفرقة على بعض الطرق وفي الحقول الزراعية، فيما فاضت أقنية تصريف المياه على بعض المحال التجارية والمنازل على الطرق الرئيسة بين خربة روحا - الرفيد - ضهر الاحمر جب فرح، نتيجة تراكم النفايات، إضافة الى ما خلفته السيول من جر للحصى والاتربة على الطرق وفي المجاري. وفي محور حلوى ينطا - دير العشاير وصلت سماكة الثلوج إلى أكثر من 20 سنتيمترا، ما أدى إلى انزلاق بعض السيارات على جانبي الطرق واعتبرت تلك الطرق مغلقة امام السيارات الصغيرة. ونتيجة السيول انهارت بعض الأتربة والصخور الصغيرة على عدد من الطرق الفرعية، لا سيما على طريق عين عرب بكا - ينطا. وأدت الرياح الشديدة إلى اقتلاع عدد من الخيم البلاستيكية في ضهر الأحمر، والمرج، وسهل كامد اللوز، وجب جنين وغزة. كما تسبب تساقط الثلوج بتوقف الدراسة في المدارس الرسمية والخاصة، وإقفال المؤسسات والإدارات الرسمية أبوابها في سراي راشيا الحكومي.
في حاصبيا (طارق أبو حمدان)، أدت الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى كميات الثلوج الكبيرة التي غطت المناطق الجبلية إلى تفجر باكر لكل الينابيع، وأهمها نبع سريد عند الطرف الشرقي لبلدة الماري. السيول الجارفة كانت فرصة نادرة، لا بد منها في تنظيف الحاصباني من زيبار الزيتون ابتداء من النبع وحتى المصب في شمالي فلسطين، فعادت إلى النهر نقاوته وغابت عن حوضه الروائح الكريهة، التي كانت تنكد عيش المواطنين. في المقابل، أغرقت الأمطار الحقول الزراعية في مناطق الماري، والوزاني، والعباسية، والمجيدية ملحقة بها أضرارا فادحة. كما مزقت الرياح الأغطية البلاستيكية للمشاتل.
وفي البترون (لميا شديد)، نجت بلدة الهري أمس، من كارثة كادت تودي بحياة عدد من المواطنين الذين يعبرون الطريق البحرية القديمة حيث تسببت الأمطار الغزيرة والسيول التي جرفت الاتربة والوحول، بانهيار صخور ترابية من جبل الشقعة في حامات والمطل على بلدة الهري. وأدت الى تراكمات في مواقع عدة أقفلت الطريق البحرية قرب النفق القديم. وعلى الفور عملت آليات تابعة لبلدية شكا بمؤازرة ورشة تابعة لبلدية الهري على إزالة الصخور والأتربة المتراكمة، وأعادت فتح الطريق التي حذرت الأجهزة المعنية من خطورتها بسبب نوعية الصخور الترابية التي تشكل جبل حامات والتي تنهار شيئا فشيئا بسبب السيول والأمطار الغزيرة.
وفي الشوف (خلدون زين الدين)، نفذ أهالي بلدة دير بابا اعتصاماً قبل ظهر أمس على الطريق الرئيس لبلدتهم، مناشدين أجهزة الدولة، ولا سيما وزارة الاشغال العامة العمل سريعاً على الحد من الانهيارت الناتجة من تساقط الامطار الغزيرة. وتحدث مختار البلدة أكرم طربيه باسم المعتصمين، مؤكداً أن «حدّة الانهيارات تزداد بسبب جرف الاتربة والصخور من بلدة كفرحيم (المجاورة)»، وأن «البلدة مشلولة تماما بانتظار لفتة المعنيين في الدولة، ولا سيما وزارة الاشغال العامة»، مشيراً إلى «إقفال معظم مسارب تصريف المياه والعبّارات، في ظل عدم وجود بلدية في القرية». ورأى «وجود خطر كبير يهدد حياة السكان»، لافتاً إلى «إخلاء منازل من سكانها منعا لحصول كوارث طبيعية».