في شمال لبنان نرحب بكم، حيث الفكر السلفي وجد له بيئة، حيث الأرضية الفقيرة التي استغلها هؤلاء، فبدأوا بنشر أفكارهم هنا، هنا الدين يسيطر، فكلمة الله هي العليا، الرب الرحيم الذي أراده هؤلاء بعكس ما هو عليه، فاستغلوا دين التسامح، ليحوّلوه لدين قتل وتكفير للآخر.
في شمال لبنان مسلحين، مسلحين تكفيريين، مسلحين سلفيين، مسلحين فقط! ربما هم من القاعدة، أو لا، ولكن من الفكر نفسه، من الفكر المدمّر للمجتمع والأوطان.. باختصار: أهلا” بكم في شمال لبنان بحضرة “الجيش السوري الحر”!!
الجيش السوري الحر، الجيش الحر، عصابات مسلحة، القاعدة، مسلحون تكفيريون، … تعددت الأسماء واللون واحد أو الوجه واحد!، لا فرق إن كانوا عصابات مسلحة او سلفيين مسلحين، فهم يعملون تحت اسم “الجيش السوري الحر”، وهنا بيت القصيد..
تحولت مع مرور الأيام منطقة الشمال في لبنان إلى قاعدة للمسلحين التكفيريين، هذا قبل ظاهرة “الجيش الحر” بمدّة، كان الظهور الأول لهؤلاء في منطقة الضنية- شمال لبنان، يومها قام هؤلاء المسلّحون بالإعتداء على الجيش اللبناني يوم رأس السنة 1999-2000، فتصدّى لهم الجيش وما لبث أن قضى على بعضهم وألقى القبض على آخرين.. بدأت من يومها تلوح بالأفق ظاهرة المسلحين التكفريين في لبنان، لم يتوقف الأمر هنا بل إستمر.. طوال هذه الفترة كانت إستخبارات الجيش اللبناني تعلن عن توقيف مجموعة تكفيرية هنا ومجموعة أخرى هناك، وكانت دوماً ترد معلومات عن نشاطات لهم في شمال لبنان، وصلت الأمور إلى ذروتها عام 2007 مع ظهور ما يسمى “فتح – الاسلام” في نهر البارد شمال لبنان، حصل ما حصل يومها، وسقط من سقط من شهداء الجيش اللبناني، ومن الفلسطينيين في المخيم، وفرّ من فرّ من فتح الإسلام بعد انتهاء المعركة رغم تطويق الجيش للمخيم!! تأكد الجميع يومها بأن هناك موطىء قدم لهولاء في شمال لبنان، بل لديهم مظلّة سياسية.. من أحزاب وتيارات وشخصيات معروفة هنا وهناك.
اليوم لم يتغير شيء، تبدلت الأسماء فقط، فمن “جماعة الضنية” إلى “فتح – الاسلام” وصولاً “للجيش السوري الحر” في شمال لبنان، العملة واحدة، والوجه واحد، الهدف واحد، دائماً. في هذه المدة كانت تطفو على السطح معلومات عن وجود عناصر مسلحة تابعة لهذا “الجيش الحر” في شمال لبنان، قواعد، عناصر، دعم، خرجت الدولة اللبنانية علينا بتسميتهم “عناصر القاعدة” في عرسال حيث تحولوا لاحقاً إلى “الجيش السوري الحر”، السؤال.. ماذا يفعل “الجيش السوري الحر” في شمال لبنان؟؟ تحديداً في عكار وعرسال ووداي خالد مثلاً، من يقوم بحمايته؟؟ ما نوع المهمة الموكلة إليه؟؟ هل يحوي لبنانيين؟؟ ولماذا الشمال تحديداً؟؟ أسئلة وأسئلة تتبادر إلى ذهننا، تتضح يوماً بعد يوم، فما يسمى” جيش حر” في شمال لبنان هو عبارة عن لبنانيين وسوريين معروفي الإنتماء والتوجه، سلفيين أصوليين بأغلبهم تحالفوا تحت إسم الطائفة والدين والفكر، تحالف ركيزته الأهداف السياسية الواحدة، لماذا شمال لبنان ؟!!لأنه المكان ذو البيئة السلفية في هذه البقعة من الارض، القريب من سوريا، المحمي سياسياً من تيارات وأحزاب، الوحيد الذي يستطيع التحرك في سوريا.
إرتقت الأطراف المتحالفة العربية والأجنية من أجل إسقاط النظام في سوريا من أن المظاهرات السلمية وما أدراك ما المظاهرات السلمية لن تأتي بأي فائدة، فاتجهوا لدعم “ثورة مسلحة” على النظام، بعد أن كان قد وقع التحالف بين الإخوان ومن معهم من سلفيين وغيرهم مع والولايات المتحدة وإتفقوا على المنطقة وعلى تغيير وجهها، وقعت العين على تركيا ولبنان لاحتضان وتمرير ودعم هذه “الثورة المسلحة” تركيا آوت الضباط الذين إنشقوا عن الجيش، ودرّبتهم وموّلتهم وساعدتهم وسلحتهم و و و .. وأفلتتهم على الحدود مع سوريا، أمّا لبنان، فطلب من جماعة هذا التحالف المعروفين، بدعم ومساعدة هؤلاء المسلحين الذين تحولوا إلى ما بات يعرف “بالجيش السوري الحر”، تفيد المعلومات بأن مسؤولين كبار بالدولة والحكومة اللبنانية على علم بهذا الموضوع، وما يطرح اليوم في الحكومة اللبنانية عن إفتتاح مطار القليعات الواقع في منطقة قريبة جداً من الحدود السورية وتحت سلطة أحزاب وتيارات معادية لها، يطرح الكثير من التساؤلات عن دور هذا المطار في هذه المرحلة خصوصا” بعد المعلومات التي أوردناها عن هبوط طائرة إيطالية في مطار بيروت تبين فيما بعد أنها تحمل ذخائر متطورة وعالية وانواع مختلفة وهذا ما تحدّث به أيضاً منذ بضعة أيام أحد الخبراء العسكريين الصهاينة في مؤتمر “هرتزيليا” الذي إنعقد بين كانون ثاني وشباط بأن الكيان الصهيوني أوصل عن طريق مطار بيروت أسلحة مختلفة ومتطورة “للجيش السوري الحر”.. إذاً العمل جاري على قدم وساق، لجز لبنان بما يحصل في سوريا، فالمعركة اليوم تظهر يد إسرائيل بالموضوع، ليس بهدف إسقاط النظام السوري لأن نظام “ديكتاتوري وقمعي” مثلاً، بل الهدف إسقاط سوريا بسبب موقعها الداعم للمقاومة، وخلق صراع طائفي يمهّد لهذا الموضوع، خصوصاً بعد تصريحات العديد من قيادات ما يسمى “بالجيش السوري الحر” عن نيتهم الإنتقام من حزب الله بعد الإنتهاء من سوريا، وحديثهم وإتهاماتهم الدائمة عن “أعمال قتل يقوم بها إيرانيّون للسوريين في حمص مثلا” وإتهام عناصر من حزب الله وجيش المهدي بنفس الموضوع، حيث يتبين من خلال هذه الاتهامات أن المطلوب إيجاد بيئة لحرب مذهبية سنية شيعية، تريح بالطبع “إسرائيل” لتقيم دولتها اليهودية.
إذاً يسعى اليوم “الجيش السوري الحر” لإسقاط النظام السوري بدعم عسكري علني من “إسرائيل” وحلفائها في المنطقة، وإذا نجح المخطط ينتقل إلى حزب الله إنطلاقاً من شمال لبنان، الذي تحول اليوم إلى منطقة عسكرية كاملة مسيطر عليها من هؤلاء العناصر الذين يتنظرون لحظة سقوط النظام السوري لينقضّوا على كل من يقف مع المقاومة وخصوصاً حزب الله في الداخل اللبناني..
يتبين لنا بعد كل ما أشرنا إليه، بأن ما يسمى “بالجش السوري الحر” هو أدات عسكرية غربية لتنفيذ أجندات سياسية في المنطقة وهو عبارة عن مجموعة من عناصر عسكرية سلفية متشددة تمتهن القتل والدمار والإرهاب والتخريب، وتريد من خلال فعالها أن تحوّل- ليس فقط سوريا-، بل لبنان إلى دمار ورماد خدمةً لجهات باتت معروفة.
المطلوب اليوم الوعي من هذا الخطر القادم نحونا، وخصوصا” في مناطقنا اللبنانية الشمالية التي بدأت تعي هذا الخطر وتطالب بحسب المعلومات الواردة اليوم الحكومة اللبنانية بترحيل ما يسمى اللاجئين السوريين الذين هم بالحقيقة مسلّحين!! الخطر السلفي لا يهدد فقط فئة من اللبنانيين او السوريين، السنة او الشعية، المسيحيين او غيرهم لا بل هو خطر على الجميع وناره سوف تحرق الجميع، فلنتقطع أذيال الفتنة قبل ان تهب النار وتحرق بلهبها الجميع.