أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إجراءات الجيش في عكار: وضع العصي في دواليب قطار التفجير

الثلاثاء 07 شباط , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,724 زائر

إجراءات الجيش في عكار: وضع العصي في دواليب قطار التفجير

مهما كانت طبيعة المهمة التي نفذها الجيش اللبناني نهاية الأسبوع الفائت عند الحدود الشمالية اللبنانية ـ السورية، ومهما بلغت ردات الفعل حولها، فإن المسلم به أن ما قام به الجيش اللبناني كان أكثر من ضروري، لإدخال الطمأنينة الى أهالي البلدات والقرى الحدودية الذين يرتفع منسوب الخوف لديهم يوماً بعد يوم، مما يجري من تحركات مشبوهة في قراهم وعلى أعتاب منازلهم، وانعكاسات ذلك على الأحداث في سوريا، وردات الفعل التي يمكن أن تصدر عن الجيش السوري حيال ذلك.

وتشير مصادر عسكرية لـ"السفير" الى أن العملية التي قام بها الجيش اللبناني لم تكن بهدف التواجد الدائم في القرى الحدودية شمالاً، لأن الجيش موجود عملياً هناك ويقوم بواجباته كاملة في حماية الحدود، لكنها كانت عملية خاطفة نفذها الفوج المجوقل لساعات محددة عمل خلالها على تمشيط المنطقة، قبل أن ينسحب وتعود الأمور الى طبيعتها، وذلك على غرار الأيام الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني في مختلف المناطق اللبنانية.

وتؤكد المصادر أن قيادة الجيش تضع عكار برمتها تحت المجهر، وأنها سوف تستمر بتنفيذ العمليات الأمنية والمداهمات "في أي وقت وفي أي منطقة عكارية".

ويشير مطلعون على الإجراءات الى أن دور الجيش هو حماية الحدود، وهذا الدور لا يحتاج الى قرار سياسي بل هو قرار عسكري تفرضه المعطيات القائمة على الأرض، وبالتالي فإن العملية التي نفذها الفوج المجوقل لا تعدو كونها عملية روتينية طبيعية هدفها حماية حدود لبنان خروجاً ودخولاً وتوجيه رسالة شديدة اللهجة الى كل من تسوّل لهم أنفسهم اللعب على خط توتير الوضع الحدودي بين لبنان وسوريا.

وتؤكد هذه المعطيات أن الوضع الأمني في عكار اليوم "لا يبشر بالخير، وبالتالي فإنه يؤرق كل الأجهزة الأمنية، خصوصاً أن عكار في واقعها الديموغرافي وتنوعها السياسي والطائفي تشبه الى حد بعيد مدينة حمص وبعض المناطق السورية التي تشهد مواجهات دامية، وأن التخوف من انفجار الوضع الأمني في عكار بات حديث الساعة بين مختلف القيادات اللبنانية السياسية منها والأمنية، خصوصاً بعد أن وصل التأزم الناتج عن التحريض المستمر من بعض الجهات الى أعلى مستوياته، حيث بات الجميع يخاف اليوم من "الشعرة التي قد تقصم ظهر البعير" بعد الحوادث المتتالية التي شهدتها المنطقة على خلفية الأحداث في سوريا وتم احتوائها على الأرض، لكنها بقيت تتأجج في النفوس وفي أكثرية القرى الحدودية.

ويمكن القول إن العملية الأمنية التي نفذها الجيش اللبناني والتي جاءت مباشرة بعد سلسلة تقارير عن تنامي وجود المسلحين من المعارضين السوريين ومن جنسيات أخرى عند الحدود، وفي بعض القرى المتاخمة لها، وتزايد عمليات تهريب السلاح تهدف الى إصابة أكثر من عصفور بحجر واحد لجهة:

أولا: تأكيد الجيش للقرار السياسي بالنأي بلبنان عن الأحداث الجارية في سوريا.

ثانيا: التخفيف من حدة التوتر المتصاعد في عدد كبير من القرى، ووضع العصي أمام قطار التفجير المحمّل بشتى أنواع التحريض والنفخ في بوق الفتنة والمنتقل من بلدة الى بلدة.

ثالثا: التأكيد على أن المنطقة الحدودية ما تزال تحت سيطرة الشرعية اللبنانية، وبالتالي توجيه إنذار لكل من تسوّل لهم أنفسهم العبث بالأمن، وللمسلحين ومهربي السلاح في حال وجودهم بأن زج لبنان في أتون الأزمة السورية أو استدراج تلك الأزمة الى لبنان لن يكون مسموحاً به تحت أي ظرف من الظروف ومهما كانت المعطيات. 

رابعاً: الحؤول دون فرض إقامة منطقة عازلة بين لبنان وسوريا كأمر واقع يستطيع المعارضون للنظام السوري التحرك فيها بحرية. 

خامسا: قطع الطريق على أي محاولة للجيش السوري لتجاوز الحدود اللبنانية بذريعة وجود مجموعات تهدّد أمنه وتدعم الثوار السوريين بالعتاد والمال والسلاح.

سادسا: الرد المباشر على منتقدي الجيش اللبناني الذين يتهمونه بالتخلي عن القيام بالمهمات الحدودية المطلوبة منه، وبالتالي تبيان الأمر للرأي العام بأن هذه الانتقادات ستستمر في كل الأحوال وتحت عناوين مختلفة، لكونها تقع في خانة الاستهداف السياسي للجيش.


Script executed in 0.18420696258545