قد يختلف اللبنانيون حول ما يجري في سوريا ( وهذا أمر طبيعي جدا بحكم الاصطفافات السياسية ) لكن ما هو غير مألوف أن تحاول فئة من السياسيين استجرار الخطر الأمني الى الداخل اللبناني من خلال محاولة دعم المعارضة السورية انطلاقا من الأراضي اللبنانية ومن ثم الانقضاض على الجيش اللبناني عندما يحاول القيام بواجبه الوطني .
في الربيع الماضي اتهم بعض النواب الجيش اللبناني بالتخلي عن أهلهم في المناطق الحدودية الشمالية وراحوا يهولون بالمطالبة بقوات دولية لحماية الحدود الشمالية بحجة أن الجيش هجر تلك المناطق. لم تكن تلك الاتهامات التي أرفقت بسيناريو خيالي جدا وهو أن حزب الله نشر مدافعه في عيون أرغش ، لم تكن سوى بداية الحملة على الجيش الذي لم ينسحب يوما من الحدود الشمالية ولم يتخل عن مهامه في حماية الحدود . لكن هؤلاء كانوا يريدون من الجيش ربما مشاركتهم التدخل في الأحداث السورية وغض النظر عن دعم بعض المجموعات وهو ما لم يقم به الجيش اللبناني.
ظهر التصويب على الجيش اللبناني في شكل أوضح عندما حصلت حملة توقيف لمئات الاجانب في جبل لبنان من الذين دخلوا خلسة الى لبنان ولا يملكون أوراق ثبوتية وكان العدد الضئيل من بين الموقوفين سوريا .فقامت قيامة البعض وبدأت الاتهامات توجه الى الجيش بأنه يشن حملة على السوريين المعارضين في لبنان. سهام أثبتت الأرقام والهويات أنها انطلقت من عقول مريضة وحاقدة على المؤسسة العسكرية .
خلفيات بعض النواب بدت جلية اثر التدابير الاستثنائية التي قام بها الجيش اللبناني منذ أيام في المناطق الحدودية والتي أدت الى توقيف عدد كبير من المهربين وحملة السلاح من اللبنانيين والسوريين حيث تم ضبط كميات من السلاح والمواد المهربة. هذه التدابير رفضها النواب أنفسهم ما يطرح السؤال التالي. قي الربيع طالبتم بانتشار الجيش لحماية الحدود واليوم يقوم الجيش الذي كان منتشرا أصلا بتوقيف المهربين وحاملي السلاح على الحدود ومعرضي السلم اللبناني للخطر . فما قصد هؤلاء بانتشار الجيش وهل المقصود حماية الجيش للمهربين وناقلي السلاح؟
ثمة حادثتان تفضحان بقوة سوابق خطيرة في المجتمع اللبناني وهي أن البعض يفضل ربما الجيش السوري الحر على الجيش اللبناني كما ان آخرين يعكسون الحقد الدفين على المؤسسة الوحيدة القادرة على حماية الاستقرار اللبناني.
فمنذ أسابيع قليلة أصدر أحدهم فتاوى تحرم مجموعة من اللبنانيين( لطالما شكلت هذه المجموعة وما زالت نواة رئيسة في الجيش كباقي المجموعات الأخرى) الدخول والانخراط في الجيش اللبناني . فما هدف هذه الفتوى سوى التقسيم والحض على الاضطرابات الداخلية.
الحادثة الاخرى تعود الى بلدة عرسال حينما اعتدى بعض من أهلها على دورية من الجيش اللبناني وأنقذوا مطلوبا ارهابيا خطيرا هو حمزة قرقوز . أفلا تعكس هذه الحادثة سابقة خطيرة في وقوف لبنانيين الى جانب ارهابيين غير لبنانيين ضد الجيش اللبناني.
مع الاشارة والملاحظة أن هؤلاء يتغنون بشعار لبنان أولا.