أكد رئيس حزب "الكتائب" اللبنانية أمين الجميل أن " رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري نحتفل هذه السنة بعودته، فهو عاد مع انتشار الثورات العربية و مع تجديد مفهوم لبنان اولا وهو عاد مع القرار الاتهامي، وغدا سيطل الحكم النهائي ويتم احقاق الحق".
واشار الجميل خلال كلمة له في ذكرى احياء اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري انه "حين يعود كل شهيد كل شهداء القضية الواحدة يعودون، ويرجع بيار وانطوان وجبران وسمير وجورج ووليد وباسل وكل الشهداء الابرياء الذين سقطوا الى جانب هؤلاء الأبطال"، لافتا الى أننا "لا نزال نترقب التحقيق باغتيال بيار وانطوان وكل الشهداء واني على يقين ان ما من قوى تستطيع وقف مسار المحكمة، ان الاحكام ستصدر والاقنعة ستسقط والعدالة ستتحقق".
وتوجه الجميل الى صديقة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري بالقول: "يا صديقي سعد يا تيار المستقبل يا رفاقنا وحلفاءنا في ثورة الارز معا ثرنا في السنوات الاخيرة، وانتفضنا وتظاهرنا وقاومنا معا، واضطُهدنا وسقط شهداؤنا، معا حررنا الارض وساهمنا باطلاق المحكمة الدولية وثبتنا اسس الميثاق الجديد ومعا سنبقى".
وتابع: "سنبقى أوفياء لشعب ساحة الحرية، واوفياء للبنان الواحد الموحد لروح الشهداء، للثوابت والمبادئ للبنان الحر السيد المستقل"، واذ لفت الجميل الى ان "فريق 14 آذار ليست الاحزاب والتيارات السياسية المجتمعة هنا فقط".
وشدد الجميل على أن "ثورة الارز هي كل اللبنانيين المؤمنين بالسيادة وبحرية لبنان واستقلاله بالمجتمع التعددي، وهي كل اللبنانيين المؤمنين بمشروع الدولة القوية، والمؤمنين بولاء الشعب للوطن اللبناني فقط، وبدور المرأة ونضال الشباب والمؤمنين بلبنان فوق كل الصراعات، بنهضة الشعوب العربية بحركة السلام".
واشار الجميل الى انه "طوال 30 عاما تواطأ العديد من القوى والدول على لبنان وكيانه ودولته على رئاسته وجيشه على نظامه الديمقراطي وصيغته التعددية، وحاولوا وما اكثرهم ان يخلقوا لبنان يشبههم، اما اليوم صارت اقصى امانيهم ان تشبه دولهم لبنان".
واضاف: "لقد انتصرنا على الجميع وبقينا هنا، انتصرنا بالصمود والمقاومة بالعناد وبالاستشهاد والحياة واخيرا بثورة الارز"، معتبرا ان "ثورة الارز غيرّت وجه لبنان، فاشتهته شعوب المنطقة وقررت السير على خطانا، فالتهب الشرق العربي بشعلة الحرية، وتحررنا من جيوش وهي تحررت من انظمة، لكن الحرية ليست شعارا بل ممارسة، مع هذه الثورات المتنقلة من مجتمع عربي الى آخر بدأنا نعرف لماذا حاولا عبثا اجهاض ثورة الارز ولماذا اغتالوا قادتها"؟.
وتابع: " بدانا نعرف جيدا لماذا عملوا على ضرب الاستقرار عندنا واساقاط الحكومات، كان يخافون ان تصل ثورة االارز الى مجتمعاتهم، ان تصل نسمات الحرية الى الانسان العربي لكنها وصلت رسائل مدوية والبقية آتية".
وأمل الجميل أن " تزهر ثورات العالم العربي وحدة واخوة وحرية وديمقراطية ومساواة واحتراما للتعددية وذلك بالمعنى الحقيقي لكل كلمة من هذه الكلمات لا ان تبقى شعارات"، مشيرا الى انه "نريد ان ينجح اللقاء بين الشعوب العربية والديمقراطية، ونريد اللقاء بين الثورات والحرية بين العرب والعصر".
واضاف: "حرصا منا على مصالحنا الوطنية ومستقبل الثورات الوطنية اعلنت الشرعة الاطار للشعوب العربية والانظمة المقبلة، فالتقت مع وثيقة الازهر، هذه الشرعة مساهمة لبنانية في نهضة الشعوب العربية الثائرة على الظلم، لا سلاح ولا مرتزقة لارسالهم الى هنا وهناك وهذا ليس دور لبنان، دورنا الفكر والقيم المثل والمثال".
وتابع: "الشرعة التي قُدمت تؤكد ضرورة التضامن العربي لتحقيق أماني الشعوب العربية التواقة الى التحرر، وهي اول الطريق من اجل تحقيق طموحات شعوبنا واستعادة كل حقوقنا العربية المسلوبة، واذا كان الحوار بين الانظمة او الثورات بات شبه مستيحلا بسبب القتل ، ندعو النخب العربية المؤمنة بالحرية والديمقراطية الى اطلاق ورشة حوار حول مستقبل منطقتنا، خصوصا ان شيخ الازهر اطلق مقومات هذا الحوار ولبنان يبقى ارضا مفتوحة لاستقبال هذا الحوار".
وأضاف: "لسنا مع الثورات لانها ضد الانظمة فقط بل لانها مع الحرية والديمقراطية ، لسنا ضد الانظمة لانها ضد الشعب وهي ضد لبنان واشتركت بالمؤامرة عليه فقط، بل لانها ضد شعوبها وضد الانسان، لبنان جبهة الدفاع عن الاسنان في الشرق، مصممون على مواصلة المسيرة من اجل الانسان اينما كان".
وجدد الجميل في هذه الذكرى نهضة ثورة الارز لتحقق احلام شعبها وتلتقي مع احلام الشعوب العربية، وعلينا ان نحصن ساحتنا، وعملنا وما زلنا لتعزيز الاستقلال وبناء الدولة، مطالبا بتنفيذ قرارات الحوار الوطني والقرارات الدولية فيتم حصر السلاح بالدولة ويتم تعزيز عمل المؤسسات لتعمل على حل مطالب الناس وهموهم، الشعب يئن تحت وطأة الازمات فيما يرى الفساد يستشري دون اصلاح واللامالاة تسود دون تغيير.
وعن الوضع الحكومي، اكد ان " الحكومة تعطل نفسها وحياة الناس والبلاد، معتبرا ان "النهضة الجديدة تبدأ بعودة الحياة الديمقراطية الى دورتها الطبيعية من خلال تجديد اللقاء الوطني بين من يؤمن بالحرية والديمقراطية، لقاء يعيد تكوين الاكثرية النيابية ويعيد الاكثرية الى الحكم لانها المؤتمنة على مشروع الدولة".
وتساءل: "هل يعقل ان نؤيد الشعوب العربية للخروج من سلطة سلاح الانظمة ويبقى شعب لبنان تحت سلطة السلاح"؟.
واضاف: "في هذه الذكرى نستنهض الهمم لانقاذ لبنان وحماية الثورات، وهذه لحظة تاريخية تتجلى في حياة الشعوب ولا يجوز كشعب كاللبناني الذي قدم هذا العدد الهائل من الشهداء ان لا يدخل اليوم دولة الحرية والوحدة والرفاهية في جو وطني".