فؤاد البومة

 

عندما رحل الجنرال الى المنفى، كان فؤاد البومة يسبح فرحا في أثمن النفايات في العالم، وفي فضائح زبالة السوكلين. يسبح كي يرتاح قليلا ويسترجع انفاسه بعد عناء خلع الخرنات وتعب تحميل الذهب والهرب به، واجراء حسابات ال42% فائدة على سندات الخزينة التي تقاسمها مع جماعته (طلوعا ونزولا) ومع امراء الخليج ومع جزّار لبنان عبد الحليم خدّام والزعران الذين يحيطون به

عندما عاد الجنرال من المنفى دفش فؤاد البومة الوارث الجديد المشدوه دائما، فأزاحه وركض وأخذ مكانه واحتل ثالث كرسي الى اليمين عندما تدخل الى الحكم. قبّل حبيبة معمّر وشطف الأرض بدموع التمساح ثمّ هرب وتحصّن في أعلى البناية الكبيرة المطلّة على وسط العاصمة (فشروا نسمّيها سوليدير). وقعد هناك يتأمّل أعداد المعتصمين في أرجائها ويحسب مبالغ ال TVA التي سيحصلها منهم في نهاية كل اسبوع، لو تركوا الخيم وعادوا الى اشغالهم.

عندما مرّغ الجنرال رأس فؤاد البومة وربعه في وحل هزيمة انتخابية قيمتها مليار دولار زفت ورمل وغبار، طرده المتزلّج الفاشل فحرد واعتكف في صيدا وعينه على جبل النفايات من جهة وعلى كومة سياسيين فاسدين انتهت صلاحيّتهم منذ زمن طويل. كومة تركها له أمير التعرّي في الساحات كي يملأ وقته بمحاولة استعادة 10% من المال الذي لهطوه. سبحان الله تفسّد على الTVA.

عندما أيقظ الجنرال الوطن من كابوس الحريرية نعق فؤاد البومة لكنّ سيّده كشّه وصعد بالطائرة وهرب. فبقي وحده هائما على وجهه من ساحات طرابلس الى دار الإفتاء الى البريستول لكنّ مرتعه كان مكبّ صيدا ولا من يعيره اهتماما.

عندما نبش الجنرال وثائق تفضح فشل وخداع وخيبة فؤاد البومة في كل خطوة خطاها وكل قفزة قفزها في رحلة خالها نزهة في جنّة الحكم، أصبح البومة في حالة اكتئاب نفسي عميق. تصوّروا انّه لم يستفد من عرض الOne-way Ticket فلم يبقَ له سوى التفكير في شقق رومية للVIP. ولا من مال يدفع فدية تقيه العقاب المحتوم. 

البوم لا يحبّ الحياة. ولولة نعيقه دليل شؤم يستعوذ الناس منها. لا يستأنس برفقته أحد. لم يبقى له اليوم سوى القاء بيت أو اثنين سرقهم من شاعر توفّاه الله الى رحمته. ينظر اليه الجنرال بقرف ويرميه مع اصدقائه من أنذال العرب ببيت:

إن خوطبوا كذبوا، أو طولبوا غضبوا 

او حوربوا هربوا، أو صوحبوا غدروا