أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

سمير جعجع زعيم 14 شباط

الأربعاء 15 شباط , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,420 زائر

سمير جعجع زعيم 14 شباط

شباط 2006، سمير جعجع زعيم مسيحي يسعى إلى مصالحة نفسه وجمهوره مع حلفائه المستجدّين. شباط 2012، سمير جعجع زعيم لهؤلاء الحلفاء وقائد لجمهورهم. هذه هي الخلاصة المشهدية للذكرى السابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. بدا الرئيس أمين الجميّل باهتاً في خطابه يكرّر نفسه منذ سنوات. الرئيس سعد الحريري غريق مداعبة مشاعر الناس وزعيم الإعلان عن طموحات لا محدودة وحسم معارك لم تبدأ بعد.


أنهى الأخير خطابه المتلفز، انتظر مرافقَين له ليساعداه على الوقوف (رغم أنه كان قادراً على الوقوف وحده أول من أمس). ظهر في موقع الضعف أمام سمير جعجع. الأخير «انوجد» في البيال بلا ان يشعر به أحد مستخدماً مدخلاً خاصاً. تابع بانتباه صراخ عدد من الحاضرين، وهم قلة قليلة لم تعقد ربطات العنق ولم تلتزم أدبيات المجتمع المدني في قوى 14 آذار. هم غير فارس سعيد ودانا حمدان. هي قلة حضرت لتمثيل الناس العاديين من الأزقة والشوارع.

خاطب جعجع أمس هذه الفئة، فهي قلّة في البيال وأغلبية ساحقة في المجتمع. ألقى كلماته «على القياس»، وهو بات يعلم ما يفرح قلبها وما يدفعها إلى التصفيق وصراخ «الله يحميك». ففي الذكرى السابعة لـ«أبو بهاء»، لم تعد قضية 14 آذار أساسها الفوز في انتخابات نيابية أو بلدية أو العودة إلى السلطة، بل مشروعها بات خارج الحدود، في سوريا. هذا هو العنوان الرئيسي لهذه المرحلة، وهذه هي النقطة الحاسمة. في الذكرى السابعة لاغتيال رفيق الحريري، عاد الملف السوري ليلقي بثقله على مشروع 14 آذار، وكأنها عودة ست سنوات إلى الوراء. لكن أمس تطوّر الوضع، وبدل الدعوة إلى خروج الجيش السوري من لبنان، دعا خطباء 14 آذار إلى خروج النظام السوري من بلده. وبدل أن تصدر عن جمهور 14 آذار عبارات نابية بحق الشعب السوري، بات هذا الجمهور يطرح نفسه حاضنة للسوريين وداعماً لهم.

وفي تجمّع ثورة الأرز، أكثر من يتقن التعامل مع هذا العنوان هو سمير جعجع. فهو ليس ابن سبع سنوات في السياسة لوّعه اغتيال والده فباتت له قضية. ولا هو ابن ثلاثين سنة في العمل السياسي رضي بالانكفاء آملاً العودة بعد حين بحصة أكبر في الدولة. جعجع واجه النظام في سوريا ميدانياً، ثم سياسياً وبعدها قضائياً، ويرى الكثيرون أن له ثأراً مع هذا النظام. استعاد جعجع أمس صورته الثمانينية، إلا أنّ مضمونها تغيّر: وبدل مخاطبة المسيحييين، توجّه إلى المسلمين، الطائفة السنية تحديداً.

بدا من القاعة وكأن جعجع يتحدث باسمها. يضبطها حين تشذّ، «إرهابي إرهابي حزب الله إرهابي». يسكتها حين تخطئ «لعيونك أبو بهاء، بدنا نعمل كربلاء». يطلق لها العنان حين تصيب: «الله محيّي الجيش الحرّ». يضاف إلى ذلك كونه الوحيد الذي تحدث عن إسقاط الحكومة وإسقاط النظام في سوريا وعن ثورة الأرز بالنبرة نفسها.

التفاعل مع الخطباء الآخرين لم يكن على هذا الشكل، فحين أشار الرئيس أمين الجميّل إلى أنه «معاً ثرنا وتظاهرنا وقاومنا واضطهِدنا»، صرخ أحد الحاضرين عفوياً: «بس نحن وحدنا (اي تيار المستقبل) اللي أكلناها بـ7 أيار ». ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد، اكتفى بتلاوة رسالة من المجلس الوطني السوري، هي نفسها الرسالة التي وجّهها المجلس إلى الأمانة العامة في 25 كانون الثاني الماضي، في شكلها ومضمونها . أما الحريري، فكانت له رهجته، كيف لا، فهو في النهاية ابن الشهيد وحامل الإرث؟ لكن اللافت أنّ خطابه عبر الشاشة لم يلق الاستجابة المطلوبة، إذ همّ عدد لا بأس به من الحضور بالخروج من القاعة بعد إطلالته بوقت قصير. فمن جهة هم تابعوا كلامه خلال المقابلة المتلفزة قبل ساعات وبالتالي «شبعوا» من شوفته وعرفوا ما سيقول. ومن جهة أخرى ليس في الشاشة أي صيغة تفاعل مع «الشيخ»، وبالتالي يمكن استباق ختام الاحتفال والمغادرة قبل أن يزدحم الوضع و تخرج «أمّة الله».

بداية الاحتفال كانت باهتة. صور شهداء «ثورة الأرز » لم تحفّز الحاضرين على الهتاف أو التفاعل. الأمر الذي دفع أحد الحاضرين، الذي واظب على إطلاق الشعارات في الدقائق العشر الأولى، إلى القول: «5000 لمن يصفّق». لم يستجب أحد، فسأل صديقاً له في فرقة «الهتّيفة»: «لَنكون جايين بالغلط على ذكرى عماد مغنية يا ابن الله». وربطاً بخلق الله، يمكن التوقّف عند ظاهرة دانا حمدان.

سقطت السيدة حمدان على منصة البيال أمس. تهامس الجميع: «مين هيدي»؟ وكأن دانا سمعتهم، فعرّفت الناس بنفسها. عمرها 21 عاماً وهي طالبة وملمّة بمسيرة الرئيس الشهيد. تحدثت عن إعادة إعمار لبنان مؤكدةً من موقعها الشبابي أنّ «رفيق الحريري كان علامة امل فارقة في يومياتنا، وصار الامل بالربيع لجيلنا ولكل الاجيال». وحدّدت متهّماً باغتياله: «من أراد قتل الرئيس رفيق الحريري أراد قتل لبنان، لكن حلم الرئيس الشهيد لن يموت» باعتبار أنّ 14 آذار موجودة وفريق ثورة الأرز سيتابع هذه المسيرة.

كيف يمكن لدانا، المفترض انها مولودة في العام 1991، الحديث عن إطلاق مسيرة إعادة إعمار بيروت؟ إذ كان عمرها «عاماً إلّا» وقتها. وكيف لها أن تتحدث باسم تيار المستقبل عن متابعة مسيرة الرئيس رفيق الحريري؟ ففي عزّ انتفاضة الاستقلال، عام 2005، كان عمرها لا يتجاوز 14 عاماً!

أراد تيار المستقبل عكس صورته عبر دانا حمدان. تيار متعلّمين ومتحدثين و«حلوين» يضع طاقاته لتنفيذ مشروع رفيق الحريري. لكن ذلك لم ينجح. فأبعد من هذه الصورة، وأعلى من المنصة، تجمّع سبعة شبان. حملوا الراية السوداء لحزب التحرير: «لا إله إلا الله محمد رسول الله». رفعوها وهلّلوا بها طوال المهرجان. هتفوا كل الوقت: «الله أكبر». لم يسمعوا الخطباء و«تثاقلوا» عليهم، لحين بدء الهجوم على النظام في سوريا.

خارج القاعة، وضع المنظمون شاشة إضافية علّها تشفي غليل المستقبليين غير المدعوين إلى المهرجان. تجمّع أمامها قليل من الحاضرين. معظمهم حجزوا مقاعدهم في الصفوف الداخلية، إلا أنّ سيجارتهم جرّتهم إلى الخارج. هنا يمكن ملاحظة عدم مبالاة العناصر الأمنية الرسمية والخاصة بسير أعمال الاحتفال. عناصر تأكل وأخرى ترخي أرجلها على المكعبات الإسمنتية. ومن وضع سماعة في أذنه وهو يدخل نزعها وهو يخرج، وكأنّ العملية تمّت بنجاح، «وعقبال 14 آذار يا شباب».


رئيس القوات: بئس المقاومة



شن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع هجومًا عنيفًا على النظام السوري، وقال: «إن الجرائم والمجازر والفظائع التي ترتكب بحق الأبرياء المناضلين في سوريا، توضع تحت شعار خدمة المقاومة والممانعة كما جرى ويجري في لبنان أيضاً عند الحاجة. فبئس هكذا مقاومة. وتباً لهكذا ممانعة»، ووصف جعجع المقاومة بأنّها «الاحتلال بحد ذاته لإرادتنا، وأمانينا، وتطلّعاتنا وأحلامنا، من الأشرفية الى حمص، ومن كمال جنبلاط الى محمد البوعزيزي، والطفل حمزة الخطيب. إنسانٌ واحد، قضيّة واحدة، في كل زمان ومكان، وكما انتصرت في نهاية المطاف الأشرفية، وطرابلس، وعاليه، وزحلة، وتونس، والقاهرة، وبنغازي، هكذا ستنتصر حمص، وحماه، وإدلب، ودير الزور ودرعا».

وحمل جعجع على الحكومة ووصفها بأنها «بائسة، معارك بائسة يختلط فيها الحابل بالنابل، فلا تدري من مع من، ومن ضد من»، ورأى أنه «زمن الجياع المزمنين الذين يتسابقون لالتهام كلّ ما تصل اليه أيديهم على موائد الحكومة والوزارات والمؤسسات، وكأّنّهم راحلون غداً، وإنّهم غداً لراحلون، إنّهم راحلون مع من سيرحل أو ربّما سبقوه، لهؤلاء نقول: كفّوا عن إصلاحكم البائس واتركونا وشأننا».

وتوجه جعجع الى حزب الله فقال: «كفانا قمصاناً سوداء. دقّت ساعة الحرية والديمقراطية والدولة السويّة في المنطقة، فلا تخطئوا الحساب». ورأى «ان الحكومة الغريبة الأطوار، تسير عكس المسار الديمقراطي الطبيعي للمنطقة، وعكس المسار التاريخي للبنان، إنّها حكومة الموت السريري، تنضح شللاً وعتمةً وفساداً وهدراً وابتزازاً وتلاعباً بأمنكم ومستقبلكم، وحكومة الفضائح، تفوح منها كلّ يوم روائح المازوت، وصفقات الكهرباء، وملهاة الأجور ومأساة التعيينات».

واعتبر أن «الأدهى من هذا كلّه أنّه، وفي الوقت الذي يرفض ضباط وعناصر من الجيش السوري نفسه تنفيذ أوامر نظامهم، نجد بعض من في هذه الحكومة وبعض إداراتها يتسابقون لتلبية رغبات النظام وطلباته، ولو وصلت الى حد مطاردة الأبرياء واللاجئين والنازحين والمشرّدين الهاربين من جحيم الأحداث في سوريا». ورأى «انّ كلّ ما يجري في المنطقة يؤكّد صوابية مشروع ثورة الأرز وطروحاتها، ويعطي شهداءنا حقّهم ولو متأخّراً يعتبر انتصاراً للبنان».

الحريري يحذّر


أعلن الرئيس سعد الحريري تحمله «مسؤولية التضامن مع الشعب السوري وتأييد حقه في اقامة نظام ديمقراطي»، وحذّر حزب الله من أن الإصرار «على رفض تسليم المتهمين من شأنه تعميم الاتهام في اغتيال الحريري وتحول المحاكمة الى مضبطة اتهام سياسية واخلاقية».


الجميل: زمن التغيير


رأى رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أن الزمن العربيّ هو زمنُ الثورة، والزمن اللبناني هو زمن التغيير، وقال: «إن ثورة 14 آذار» غيرت وجه لبنان فاشتهتْه شعوب المنطقة، وقررت السير على خطاه، فالتهب الشرق العربي بشعلة الحرية».


المجلس السوري



ألقى منسق الأمانة العامة لـ«قوى 14 آذار» فارس سعيد رسالة المجلس الوطني السوري والتي أكدت ان «الثورة السورية ليست بحاجة إلى ساحات لبنان»، ورفضت ربط لبنان بمسار الأزمة في سوريا وأعلنت عزم المجلس إلغاء المجلس الأعلى اللبناني ــ السوري وترسيم الحدود


Script executed in 0.20445919036865