أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ثلث الأطفال العاملين لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة

الخميس 16 شباط , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,542 زائر

ثلث الأطفال العاملين لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشرة


في الجوانب القانونية لعمل الأطفال، ينتهك بعض القانون اللبناني حقوق هؤلاء. ووفقاً للفصل الأول من الدراسة، التي أجريت بتفويض من منظمة العمل الدولية، وبتنفيذ من قسم العلوم الاجتماعية والأنتروبولوجيا، في جامعة القديس يوسف ببيروت، هذا القانون لا يحميهم من الخطر.


وأمس، خلال عرض تفاصيل «التقييم السريع»، كما يسميه المشرفون على البحث (ستة شهور من آذار إلى آب المنصرمين)، في قصر الأونيسكو، أوضحت الدراسة التي استندت إلى مقابلات أجريت مع 1007 أطفال يعملون على الأراضي اللبنانية، وتتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة عشرة، إضافة إلى 174 زيارة منزلية، أن الأطفال «يعملون في كل شيء»: المتاجر الصغيرة، محال بيع اللحوم، المطاعم وأكشاك الطعام، الزراعة، البناء، جمع النفايات، النجارة والطلاء والحدادة، ورش تصليح السيارات، تنظيف الأسواق والأكشاك، حمل الأغراض، تصليح الأحذية وتلميعها، وطبعاً، في التسوّل.

وبعد فحص النتائج المتعلقة باستمارات 823 طفلاً توزّعوا كالآتي: في الشمال: (طرابلس 482 طفلاً)، (المينا 106 أطفال)، (البداوي 55 طفلاً)، و(عكار 180 طفلاً)، تبيّن أن 29% من هؤلاء الأطفال عمرهم أقل من 13 عاماً فقط. وبدا لافتاً، أن 97.3% من المشمولين بالدراسة في الشمال هم من الفتيان مقابل 2.7% من الفتيات. في الشمال، 702 طفل من أصل 823 هم لبنانيون، أما في البقاع فأجريت مقابلات مع 192 طفلاً، 140 منهم سوريون، يعملون في الزراعة غالباً، و54 منهم يعملون في قطاعات مختلفة في مناطق زحلة، حيث يوجد ما يعرف بـ«المنطقة الصناعيّة»، وبر الياس، وعلى أطراف منطقتي الدلهمية وبعلبك. في البقاع أيضاً، 36.5% من الأطفال العاملين دون الثالثة عشرة. وفي الدراسة، التي عرضت في سياق «المشاورات الوطنية لأصحاب المصلحة نحو القضاء على عمل الأطفال»، ترد إحصاءات مخيفة. ففي موضوع نسبة ارتياد المدرسة والتسرّب المدرسي، يتضح أن 33.1% من الأطفال المشمولين في المقابلات شمالاً لا يجيدون القراءة والكتابة. 6% منهم فقط أكدوا أنهم يذهبون إلى المدرسة حالياً، فيما لا يعرف 89.5% منهم أي شيء عن المدرسة لمدة تزيد على الثلاث سنوات. ومن أصل 798 طفلاً في الشمال، يتضح أيضاً، أن 77.2% لا يرتادون المدرسة في الوقت الحالي. أما الأطفال الذين يرتادون المدرسة، وقد بلغت نسبتهم 22.8%، فقد بدأوا بمتابعة الدراسة في سن الرابعة، وتبلغ نسبة هؤلاء 56.7%. افترض واضعو الدراسة، أن «معظم الأطفال الذين يتسرّبون من المدرسة في الشمال يتخلون عن الدراسة بين سني العاشرة والسادسة عشرة، مع تسجيل أعلى نسبة منهم في سن الثالثة عشرة». وفي البقاع يعجز 35.8% من الأطفال عن القراءة والكتابة، ويقول 75% من الأطفال الأميين إنهم ارتادوا المدرسة في السابق لمدة سنتين على الأقل. لكن، في وضع كهذا، تبدو المدرسة بلا فائدة. في المحصلة، 67.9% من الأطفال «المتسربين»، لا يرتادون المدرسة حالياً.

وفي موضوع بيئة عمل الأطفال والأخطار التي يتعرضون إليها، تحديداً، ثمة أمر لافت آخر. معظم الأطفال تجاهل الأسئلة المتعلقة بخصائص مكان عملهم بوصفها «خارجة عن الموضوع». طبعاً، يعود ذلك إلى عدم وعيهم للأخطار المحدقة بهم. يتلقى الأطفال المشمولون بالتقييم أجرهم أسبوعياً، علماً أن معدل الأجر الأسبوعي يناهز 51 ألف ليرة لبنانية في الشمال و50 ألف ليرة لبنانية في البقاع. وفي نهاية الدراسة، عرض المشرفون بعض الاقتراحات الممكنة، وأهمها «العمل على توفير خطة طويلة الأمد لتخفيف عمل الأطفال»، أو على الأقل، تحسين شروط عمل الأطفال وظروفه. تحدثت الدراسة عن أشياء بديهية، مثل ـ«رفع الوعي، وتنسيق الجهود بين السلطات العامة اللبنانية ذات الصلة، وإصلاح التعليم»، ولم تفتها الإضاءة على أهم النقاط: «يجب رفع السن القانونية الأدنى للدخول إلى السوق من 13 سنة الى 15 سنة». حتى هذا الرقم، يبقى مخيفاً، وخصوصاً أن المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي، فادي يرق، ذكر أثناء إدارته جلسة نقاش، عن «مكافحة عمل الأطفال من خلال التدريب المهني والتعليم التعويضي»، أن «الدولة اللبنانيّة ملزمة بتأمين التعليم الأساسي للجميع»، وخصوصاً بعد إقرار القانون 1050. في الواقع، وكما تبيّن العينات في دراسة منظمة العمل الدوليّة، وجامعة القديس يوسف، الدولة حتى الآن، ملتزمة تماماً، بالتسرّب المدرسي!

(الأخبار)


Script executed in 0.18131709098816