ولاحظت مصادر مراقبة دأبت على قراءة كلمات السيد نصرالله والتأسيس عليها أنها المرة الأولى التي يردّ فيها بشكل مباشر على منتقديه، بالاسم والتفنيد، كما على حدث معين ومحدد على غرار مهرجان البيال الذي نظّمته قوى الرابع عشر من آذار في الذكرى السنوية السابعة لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وتوقفت المصادر عند اللهجة الصارمة التي استخدمها السيد نصرالله لتوجيه رسائله في كل الاتجاهات لاسيما باتجاه تيار المستقبل ورئيسه النائب سعد الحريري، في تعبير عن الاستياء الكامل من عودة الرهانات الخاسرة التي تضر بلبنان ولا تفيد هذا الفريق الذي لن ينجح في رهاناته على سقوط الرئيس بشار الاسد كما أشار.
وفي هذا السياق، ترى المصادر أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" انتقى تعابيره بعناية ودقة انسجاما مع حساسية المرحلة. كما قصد الاستشهاد بالمواقف المكتوبة لكل من الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للتأكيد على أنّ مرحلة المزاح أو اللعب على الخطوط الحمراء الداخلية انتهت بعد أن أعلن فريق الرابع عشر من آذار تحالفه الكامل مع المجلس الانتقالي السوري، خلافا لتوجهات الحكومة ومكوناتها.
أما الرسالة الأبرز التي تضمّنها الخطاب، بحسب قراءة المصادر له، فتدور حول نقطتين محوريتين أولهما التحذير من تداعيات سقوط النظام السوري، وهذا ما لا يبدو انه حاصل وفق ما المح نصر الله، الذي نبّه إلى أنّ الارتدادات ستصيب هذا الفريق بالعمق وتهدد مستقبله السياسي والوجودي بشكل عام، لاسيما أنّ اللعبة بحجمها ونتائجها وتداعياتها تبقى أكبر منه ومن النائب الحريري الذي استفاد فريقه السياسي من مبلغ ثلاثة مليارات دولار بحسب ما أكد السيد نصرالله، وهذا يشير أيضا إلى أنّ حزب الله يعتبر نفسه بحجم اللعبة الدولية والاقليمية اذا لم يكن واحدا من الارقام الصعبة في المعادلة الشرق اوسطية.
اما النقطة الثانية فاختصرها السيد نصرالله بأقلّ من جملتين أو ثلاثة وذلك في سياق تحذيره من الكلام بعد الآن عن سلاح المقاومة أو مقاربته لمنظومة السلاح غير الشرعي المتواجد في أيدي سائر الافرقاء، بحيث يعتبر المصدر أنّ الاشارة جاءت باتجاه السلاح السلفي والأصولي نظرا لتسميته لنفس أنواع السلاح المستخدمة في الشارع المقابل الداعم للمعارضة السورية. وبالتالي، تشير المصادر إلى أنّ موضوع الحوار لم يعد من المحرمات بل ان المرفوض قطعا هو املاء الشروط المسبقة. كذلك الامر فان اللافت الذي يبشر بقرب دخول لبنان في مرحلة جديدة هو ما اكده نصر الله حول الموافقة على بحث الاستراتيجية الدفاعية حيث يتبين حينها اي سلاح هو الرادع الفعلي لاسرائيل وليس لاستخدامات الداخل.
وتختم المصادر لتعتبر أنّ خطاب السيد نصرالله بالأمس هو الاهم منذ سنة أو أكثر نظرا للهجة الصارمة أولاً والنقاط التي فندها للمرة الأولى ثانيا، كما تسمية خصومه السياسيين بالاسم بعدما كان يحمل عليهم بالاشارة دون توجيه الاصبع واعتماد اللهجة الهازئة بالتعبير عما يعتبره شواذا عن القاعدة وتجاوزا لحدود السقوف المرسومة ثالثا مرورا بنقاط ورسائل لا بد من التوقف عندها على غرار كمية ونوعية الصواريخ التي تحدّث عنها السيد نصرالله والتي قد تشكل القوة الصاروخية الاقليمية الاكبر.