فرضت العاصفة التي ضربت لبنان نفسها على عطلة نهاية الأسبوع، فغطّت الثلوج المرتفعات، ابتداء من ستمئة متر في بعض المناطق، فيما أحدثت الرياح العاتية أضراراً في المزروعات والبيوت البلاستيكية واللوحات الإعلانية، مقتلعةً عدداً من الأشجار، ووصلت أمواج البحر إلى الطرق المحاذية للشواطئ. وتوقعت «مصلحة الأرصاد الجوية» في «إدارة الطيران المدني»، أن يكون الطقس مشمساً مع انخفاض درجات الحرارة فجراً، وارتفاع تدريجي في درجات الحرارة نهاراً، يستمر في الأيام اللاحقة، محذرة من خطر تكوّن الجليد على الطرق الجبلية والداخلية، بدءاً من ارتفاع أربعمئة متر. وخلال النهار، تكون بداية ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة يستمر في الأيام اللاحقة. وتتراوح الحرارة على الساحل من 6 إلى 15 درجة، وفوق الجبال من درجة واحدة إلى 6 درجات، وفي البقاع من درجة واحدة إلى خمس درجات.
أما في اليومين الماضيين، فقد أدت الأمطار الغزيرة، في طرابلس (غسان ريفي)، إلى تحويل عدد من الشوارع بحيرات، حيث سارعت الورش البلدية إلى تعزيل المسبعات لتتمكن من استيعاب كميات المياه، كما سجل سقوط عدد من الأشجار واللوحات. وضربت إحدى الصواعق منزلاً في شارع جبران خليل جبران، في وسط طرابلس، يملكه المواطن إبراهيم علو، أدت إلى انهيار جدار غرفة الجلوس الواقع في زاوية المنزل، في الطابق الثالث، ونتج عنها ظهور فجوة كبيرة بارتفاع ثلاثة امتار وعرض أربعة امتار، وألحق أضراراً بالسيارات وبشبكة الكهرباء.
وفي الضنية (عمر إبراهيم)، عزلت الثلوج التي تساقطت بكثافة في قضاء الضنية العديد من القرى والبلدات الواقعة على ارتفاع ألف متر وما فوق، بعدما تعذّر عبور الطرقات المؤدية إليها لساعات عدة، بسبب تراكم الثلوج والتي بلغت سماكتها قرابة 10 سنتيمترات.
وأدى تساقط الثلوج في جرد منطقة الضنية إلى قطع الطرقات المؤدية إلى بلدات بقرصونا، والسفيرة، ونمرين، وبقاعصفرين، لساعات عدة. كما تسبب تشكل طبقة من الجليد على بعض الطرقات في المنطقة، بتعذر العبور عليها ساعات عدة صباح أمس، ومنها الطريق المؤدية إلى مستشفى الضنية الحكومي في بلدة عاصون، حسب ما أفادت مراكز الدفاع المدني في المنطقة، التي عمل عناصرها على إعادة فتحها فوراً.
وفي إهدن وبشري (حسناء سعادة)، أقفلت الثلوج طرقات وحجزت السيارات، وللمرة الاولى بلغت سماكة الثلوج أكثر من نصف المتر، ما جعل الوصول إلى البلدة متعذراً إلا للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، أو سيارات الدفع الرباعية.
وقد وصلت الثلوج إلى بلدة سبعل على ارتفاع ستمئة متر، وسط ضباب لف المناطق والقرى الجبلية، في قضاء زغرتا الجردي والوسطي.
وفي بشري، أقفلت الثلوج طريق بقاعكفرا، حيث عملت جرافات اتحاد بلديات المنطقة على فتحها. كما أقفلت الثلوج طريق بشري الأرز لبعض الوقت، فيما ساعدت عناصر الدفاع المدني على إخراج السيارات التي احتجزتها الثلوج، إما على الطريق العام أو أمام المنازل.
وفي البترون (لمياء شديد)، كانت آليات وزارة الأشغال العامة والنقل وبلدية تنورين والدفاع المدني، في سباق مع الثلوج خلال عطلة الأسبوع، وما ان يتم فتح طريق حتى تقفله الثلوج من جديد، خصوصاً الطرقات الداخلية في تنورين الفوقا حيث تراوحت سماكة الثلوج بين 60 و70 سنتيمتراً. أما طريقا تنورين ـ اللقلوق وتنورين ـ حدث الجبه، فبقيا مقفلين بسبب كثافة الثلوج وتراكمها بسماكة تجاوزت المترين.
وكانت الثلوج قد لامست الوسط البتروني بعد ظهر السبت، حيث تساقطت الثلوج في بلدات شبطين والعلالي ومحمرش ولم تشكل أي تراكمات على الطرق بل شكلت طبقات على السيارات. كما استيقظ البترونيون أمس في الوسط البتروني على طبقة من الجليد غطت الطرق. وفي الكورة (فاديا دعبول)، خلّفت العاصفة تكسيراً في اللوحات الاعلانية، وازالة الاسفلت عن غالبية الطرقات، وأضراراً في بيوت بلاستيكية في كثير من البلدات مزروعة بالندورة والخس. وقد نتج عنها التواء في الحديد ورفع النيلون واتلاف الخضار.
وفي عكار (نجلة حمود)، غطت الثلوج التي تساقطت بكثافة للمرة الأولى هذه السنة مختلف القرى والبلدات العكارية الجردية، ووصلت سماكة الثلوج في قرى مشمش، فنيدق، القموعة، إلى ما يزيد عن المتر، فأغلقت الطرقات الرئيسة والفرعية كافة، وعملت الفرق الفنية التابعة للبلديات المذكورة إلى إعادة فتح الطرق الرئيسة وتسهيل حركة مرور المواطنين لتأمين حاجياتهم. وخلّفت العاصفة التي بسطت سطوتها على القرى والبلدات العكارية لمدة ثلاثة أيام متتالية، والتي ترافقت مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة واشتداد كبير في سرعة الرياح العديد من الأضرار في المزروعات ساحلاً وجرداً، حيث أدت الرياح القوية إلى أضرار جسيمة في مرفأ العبدة جراء غرق خمسة مراكب وتضرر ستة، وتمزق شباك الصيادين التي فقدت في مياه البحر في بلدة ببنين العبدة.
وفي جبيل (إيلي القصيفي) تساقطت الثلوج على ارتفاع خمسمئة متر للمرّة الاولى في السنة الحالية، في وقت زادت سماكة الثلوج ليل السبت - الأحد في أعالي جبيل عن 40 سنتيمتراً. وساهمت الرياح القوية التي صاحبت العاصفة في تكديس أكثر من ثلاثة أمتار من الثلج في بعض مرتفعات اللقلوق. وكانت الرياح العاتية التي صاحبت بدايات العاصفة تسبّبت بأضرار طفيفة في البيوت الزراعية البلاستيكية على طول الخط الساحلي، كما أدّت الى سقوط لوحة إعلانية كبيرة على الأتوستراد الساحلي في بلدة حالات.
وفي البقاع (سامر الحسيني)، حملت العاصفة الثلجية وما رافقها من تدني في درجات الحرارة مآسي عدة للعابرين، خصوصا على الطريق الدولية التي تربط لبنان وسوريا الممتدة من منطقة المصنع، وصولاً إلى جديدة يابوس عند الحدود اللبنانية السورية الشرقية، حيث تسببت الثلوج وطبقات الجليد في شلّ حركة العبور للسيارات وللشاحنات والبرادات، التي انزلق منها اثنان على هذه الطريق الدولية. وأجبرت العشرات من اللبنانيين والسوريين على قطع مسافة تتجاوز 5 كليومترات سيراً على الأقدام، بسبب الثلوج والجليد اللذين أعاقا سير الآليات كافة، حتى للسيارت المجهزة بالدفع الرباعي والسلاسل المعدنية. وتسببت الرياح القوية التي رافقت العاصفة في إحداث أضرار عدة طالت البيوت البلاستيكية واللوحات الإعلانية، مع اقتلاع عشرات الأشجار المثمرة والحرجية. وأدت غزارة الأمطار والثلوج إلى التسبب برفع مستوى الأنهر والمجاري المائية التي فاض بعضها في منطقة المرج وبرالياس. وأنتجت العاصفة في بعلبك (عبد الرحيم شلحة)، أكثر من خمسين سنتيمتراً من الثلوج، فأقفلت الطرق الرئيسية داخل المدينة حتى ظهر أمس، حيث تولّت جرافات البلدية العمل على فتحها، كما أقفلت المدارس والمحال التجارية وشلت الحركة، إلا من بعض الفتية وأهاليهم الذين سارعوا أثناء بعض الانفراجات إلى اللهو بالثلج في محيط قلعة بعلبك ومرجة رأس العين.
وفي راشيا والبقاع الغربي (شوقي الحاج)، عزلت العاصفة عشرات القرى، وأدت إلى شلل الحركة كلياً على الطرق، بإستثناء الطريق التي تربط الجنوب بالبقاع عبر مثلث كفرمشكي ضهر الأحمر المصنع، حيث استعانت بها الحافلات والشاحنات، بعدما تعذر عليها سلوك طريق ضهر البيدر. وعملت الجرافات التابعة لوزارة الأشغال، على فتح الطرق المؤدية إلى القرى، باستثناء بعض القرى التي يزيد إرتفاعها على 1400 متر، في حين استنفرت البلديات عناصرها وآلياتها من أجل مساعدة المواطنين، في الوقت الذي دفع فيه الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وحداته السيارة لانتشال عشرات السيارات وإنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج، لا سيما على طرقات ينطا وعين عطا وبكا. وقد حوّلت الثلوج والمياه المندفعة من عشرات الينابيع المتفجرة سهل البقاع الغربي وسهل عيحا، مستنقعات تفيض بالمياه، متسببة بأضرار مادية جسيمة للمزروعات الشتوية. وقد تسببت العاصفة بتهشيم الخيم البلاستيكية، وتكسير غصون الأشجار المثمرة، لا سيما أشجار الزيتون، واقتلاع النصوب الصغيرة.
وفي عاليه (أنور عقل ضو)، أقفلت الطرق الجبلية في المتن الأعلى التي يزيد ارتفاعها على التسعمئة متر، ووصلت الثلوج الى تخوم عاليه من دون أن تتسبب بقطع الطرقات في المدينة، وما تزال طريق المديرج ضهر البيدر مقفلة منذ ليل أمس، كإجراء احترازي اتخذته القوى الأمنية، حال دون محاصرة الثلوج للسيارات. وسُمح مساء لنحو خمس عشرة سيارات بسلوك الطريق من المديرج باتجاه ضهر البيدر البقاع لحالات طارئة، وتمّت مؤازرتها من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي. كما تسببت الرياح العاتية باقتلاع بعض اشجار الصنوبر، فضلاً عن تشلع اغصان مئات الأشجار. أما في منطقة جرد عاليه من محطة بحمدون حتى شانيه، شارون، بحمدون الضيعة، المنصورية وبتاتر فتقوم جرافات وزارة الأشغال وجرافتان تابعتان لاتحاد بلديات الجرد الأعلى - بحمدون بفتح الطرق الرئيسية في هذه القرى.
وفي حاصبيا (طارق أبو حمدان)، تجاوزت الثلوج التوقعات لتصل إلى ارتفاع 550 متراً، ولتتساقط خلال ساعات فجر وصباح أمس في حوض الحاصباني و كوكبا وميمس، في حين كانت الثلوج قد غطت وبكثافة مرتفعات جبل الشيخ، والوسطاني، فوصلت سماكتها في شبعا إلى 65 سنتيمتراً، وفي مرتفعات جبل الشيخ الى حوالى المترين والنصف.
وفي صيدا (محمد صالح)، تسببت السيول بانهيار جزء من جدار دعم يشكل تصوينة تقع خلف بناية سكنية في منطقة الفوار، لجهة تلة مار الياس التابعة عقارياً لبلدة حارة صيدا، إضافة إلى سقوط أحجار وأتربة على عدد من السيارات التي كانت متوقفة في باحة المبنى، والتي أصيبت بأضرار، ما أدى إلى تضرر أربع سيارات بأضرار جسيمة. وطالب سكان المبنى المسؤولين المعنيين في الدوائر الرسمية والبلدية بالتحرك من أجل رفع الخطر وإزالة الأتربة والأحجار الناجمة عن الانهيار.
وحضرت ورش فنية تابعة لبلدية حارة صيدا للمشاركة في إزالة ورفع آثار الانهيار، وبوشر بإزالة الجزء المنهار من التصوينة. توجّهت إلى المكان رئيسة دائرة التنظيم المدني في صيدا المهندسة آية الزين وقامت بالكشف الحسي على موقع الجدار المتهدم تمهيداً لرفع تقرير بشأنه الى الجهات المختصة.
وفي صور (حسين سعد)، خلّفت العاصفة، التي ضربت المناطق الساحلية، أضراراً فادحة في المزروعات وأرزاق المواطنين والبنية التحتية. كما أدّت الرياح إلى أضرار كبيرة في بساتين الحمضيات والموز والخيم البلاستيكية والمزروعات، مكبّدة المزارعين خسائر إضافية. وأدت الأمواج العاتية، التي تسببت بتوقف عمل مرفأ صور التجاري وميناء صيادي الأسماك، إلى تحطيم قسم من السنسول الرئيس في مرفأ الناقورة، بمسافة تتعدى العشرين متراً، واجتياح الأمواج حرم المرفأ، حيث أصيبت مراكب الصيادين بأضرار.