أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ورقة الشارع فالصو والخلاصة

الأربعاء 22 شباط , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,401 زائر

 ورقة الشارع فالصو والخلاصة

قوى 14 آذار محتارة. ما العمل في «عيد ميلادنا» السابع؟ أين الإبداع الخاص بأبناء انتفاضة الاستقلال؟ يبدو أن «كرياتيفيتي» «ثوار الأرز» قد زالت، وماكينتهم الإعلامية والبشرية تعطّلت. فهذا العام، تصوّر الذكرى السابعة لثورة الأرز غير جاهز وأدواته غير محددة والأجهزة الشعبية بحاجة إلى ورشة إعادة تأهيل. الهمّ كلّه لا يزال متمحوراً حول الذكرى الأخيرة للرئيس رفيق الحريري. فالبيال وضع 14 آذار، بحسب قيادته، في موقع سياسي واضح و«المطلوب اليوم إيجاد الخطوات اللازمة لتحصين هذا الموقع».


 لم تخرج قوى المعارضة بعد من أجواء البيال. يبدو وكأنّ المجمّع «بنّج» جميع من حضر إليه في ذكرى الرئيس الشهيد.


 نقاشات 14 آذار محصورة حتى اليوم في الكلمات التي ألقيت في البيال قبل أسبوع: تفسير للكلمات ومحاولات تطوير لها، وموجات أخذ وردّ «شغّالة» مع الخصوم. لكن ماذا عن «عيدنا السابع»؟

 درجت العادة في السنوات الماضية أن ينزل جمهور 14 آذار، وتحديداً جمهور رفيق الحريري، إلى ساحة الشهداء في ذكرى اغتيال الرئيس. ودرجت العادة أيضاً، في ذكرى 14 آذار، أن تقفل القيادات الأبواب على نفسها في البيال أو البريستول، لتصوغ المواقف والوثائق والمشاريع السياسية. العام الماضي تبدّل الأمر، نظّمت ذكرى الحريري في قاعة مقفلة واحتفل الاستقلاليون شعبياً بعيدهم السادس. تجربة البيال قبل أسبوع، توحي للوهلة الأولى وكأن قوى 14 آذار تسعى إلى تكرار سيناريو العام الماضي.


 سؤال قيادة المعارضة عن تفاصيل هذا الموضوع يحرجها اليوم، إذ لا جواب واضحاً بعد. وخلاصة نقاشات المعارضين تتلخّص بالآتي:

 موقف 14 آذار وموقعه أُعلنا من البيال في 14 شباط الماضي، في إذا كنا بحاجة إلى إضافة سياسية إلى هذا الموقف، «فقد نلجأ إلى مكان مغلق للاتفاق على التعديل أو التطوير». وإذا وجدنا أنّ بالإمكان الاكتفاء بموقف البيال الأخير، «فسنكرر هذا الموقف ونعطيه الشرعية الشعبية اللازمة عبر مهرجان في ساحة الشهداء». منسّق الأمانة العامة في 14 آذار، النائب السابق فارس سعيد، يؤكد أن المعارضة لن تحمل أي مبادرة تجاه حزب الله أو حركة أمل وفريق 8 آذار، وبالتالي ليس من «إضافة» سياسية محتملة إلى خطاب 14 شباط. إلا أنّ الباب لا يزال مفتوحاً على هذا الأمر رهناً بالتطوّرات في المنطقة، وتحديداً في سوريا، خصوصاً أنّ ثمة في المعارضة من يتحدث عن «خطوات ما تجاه المجلس الوطني السوري».


 خلاصة المتابعين: قوى 14 آذار لا تعرف بعد ما إذا كان موقفها في البيال هو موقف نهائي أو بحاجة إلى تعديل أو تطوير.


 يمكن معالجة موضوع المهرجان الشعبي في ذكرى 14 آذار من هذه الزاوية: هل تمتلك هذه القوى الجرأة اللازمة لدعوة جمهورها إلى ساحة الشهداء؟ طبعاً ليس لهذا السؤال دوافع أمنية، إنما إشارة إلى ما إذا حان الوقت لرمي ورقة «الشارع» و«الجمهور» في وجه الفريق الخصم. وماذا لو كانت هذه الورقة «فالصو»؟


 «فالصو» باعتبار أنه منذ انتخابات 2009 وبعدها خروج الرئيس الحريري من السلطة، والمكوّن الشعبي الأساسي في14 آذار، أي تيار المستقبل، يقوم ببروفات شعبية. بروفا أولى في كانون الثاني 2011، في «يوم غضب» لا مركزي لم ينجح في قطع أوصال المناطق. وثانية في 13 آذار علقت في ذهن الناس لكون الرئيس الحريري خلع سترته وليس لكون المشاركة الشعبية كانت استثنائية. وثالثة في تشرين الثاني 2011، في «مهرجان الاستقلال» في طرابلس، أخذت «رهجة» سياسية وليست شعبية بفعل قرب مكان المهرجان من الحدود السورية.


 وبالتالي، المقصود بالسؤال عن جرأة 14 آذار يعني أنه إذا توجّهت هذه القوى إلى الشارع، فماذا ستكون مفاعيل فشلها في المحافظة على كتلها الشعبية؟


 ..خصوصاً أنّ ملء ساحة الشهداء أو قسم منها يتطّلب الكثير من الأمور والإجراءات غير المتوفرة حتى الساعة، والتي لا يمكن «خلقها» بلحظة. مثلاً، العام الماضي، شغل الرئيس الحريري أجندة مواعيد بيت الوسط في الفترة الممتدة بين 16 شباط و12 آذار. زار طرابلس قبل أسبوع من احتفال 13 آذار. شغّل الأمين العام في تيار المستقبل، أحمد الحريري، ماكينته بقاعاً وشمالاً، وتحرّك الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري في مدينة صيدا.


 هذه الحركة، وتحديداً، حركة الرئيس الحريري، «مشلولة» هذا العام. ليس بإمكان الشيخ سعد الظهور بين الناس ولن يكون لكلماته المتلفزة أو لـ«التوترة» الوهج والوقع نفسهما على جمهور التيار. وأبواب منزله في وادي أبو جميل مقفلة أمام المناصرين من مختلف المناطق. فكيف يتمّ الحشد؟


 الجواب: عبر طرق الباب السوري، وهو الأمر الذي بدأته قوى 14 آذار في البيال الأسبوع الماضي. عنوان إسقاط الرئيس بشار الأسد يحيي جمهور المعارضة ويعيد كثيرين ممن غادروا صفوفها إلى مواقعهم. حشد الناس عبر مخاطبتهم من الباب السوري يعني أنّ كل شيء بات مربوطاً بالمواقف الدولية وتبدلّها من النظام في دمشق.


 خلاصة أخيرة. بات حشد عشرات الآلاف في ساحة الشهداء يتطلّب مراجعة في أنقرة ومباحثات في واشنطن وباريس، ولبنان أولاً.


Script executed in 0.19401502609253