اكد وزير الداخلية مروان شربل الى ان "الأمن ممسوك الى حد كبير من قبل الأجهزة المختصة، ولكنه يفتقر الى ضمانة التماسك السياسي، في ظل الصراعات المحتدمة على خلفية التناقض الحاد بين خيارات الأطراف الداخلية، ما يبقي الاستقرار المرهف مفتقرا الى المناعة المطلوبة".
واشار شربل في حديث لـ"السفير" الى "قلقه من ان تتفاقم العوارض اللبنانية للأزمة السورية، إذا سلكت هذه الأزمة منحى أكثر عنفا وتعقيدا مع الوقت"، لافتا الانتباه الى انه "إذا اتخذ الصراع داخل سوريا الطابع السني - العلوي الصريح، فإن الخشية هي ان يشهد لبنان موجة مذهبية مماثلة قد تستقطب إليها حلفاء كل طرف، وعندها يمكن ان تخرج الامور عن السيطرة، ويقع المحظور الذي طالما حذرنا منه ولا نزال"، معتبرا "ان ما يحول حتى الآن دون الانفجار الكبير هو الجهد الذي تبذله الأجهزة الأمنية لضبط الوضع الميداني، وخوف القيادات السياسية من الانزلاق الى مستنقع الفوضى الذي سيغرق فيه الجميع"، آملا أن "تظل القوى المعنية متقيدة بقواعد اللعبة وان تتجنب أي مغامرة متسرعة".
واكد شربل على "أن هناك أعمال تهريب للسلاح من لبنان الى سوريا"، لافتا الى ان "التجار هم الذي يقفون خلف النسبة الكبيرة من عمليات التهريب، بعدما ازدهرت تجارة السلاح وسط ازدياد الطلب عليه"، مؤكدا ان "الواقعية تقتضي الاعتراف بأنه من الصعب ضبط 160 كلم من الحدود المشتركة مع سوريا"، داعيا الى "عدم تحميل القوى الامنية والعسكرية ما يفوق قدرتها على التحمل".
وكشف شربل أنه "قرر ضبط آلية التعامل مع المعطيات التي تتصل باحتمالات تنفيذ عمليات اغتيال، على قاعدة إخضاعها الى أكبر قدر متاح من السرية، بعدما أدى سوء إدارة هذا الملف مؤخرا الى نتائج عكسية أضرت بالتحقيقاتط، لافتا الانتباه الى انه طالتقى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وأبلغهما بوجوب أن تُحصر به أي معلومات قد تصل الى الأجهزة حول تهديدات أو اغتيالات محتملة، على ان يقرر هو انطلاقا من مسؤوليته السياسية كوزير للداخلية ما إذا كان مفيدا الإفصاح عنها أو إبقاؤها طي الكتمان أو الكشف عن جزء منها أو ربما إسقاطها من الحسبان، تبعا لمضمونها".
وفي حديث آخر لصحيفة "اللواء"، أشار شربل إلى أن "المخاوف الأمنية باتت تحتاج إلى حوار سريع، حول ضرورة نزع السلاح الخفيف والمتوسط، من كافة المدن اللبنانية، مما يحتاج إلى إرادة سياسية".
ولم ينكر شربل أن ينكر أنّ أحد أسباب تأجيل زيارته الى طرابلس، إضافة إلى عامل الطقس في ذلك اليوم، يتصل بالحساسيات الموجودة بين أهالي التبانة وبعل محسن، على خلفية تاريخية، لكنّه يشير إلى إمكانية، أن تحصل الزيارة، نهاية الأسبوع الجاري، أو إلى ما بعد العودة من روما على أبعد تقدير.
ورأى إنّ الأحداث الدائرة في سوريا، والتي خلقت شرخا كبيرا بين اللبنانيين، جعلت لبنان في آخر سلّم الأولويات بالنسبة إلى الغرب، مشيرا الى إنّ الصراع في سوريا بات يشبه الحرب الباردة، بين المعسكر الأميركي من جهة والروسي من جهة أخرى، وبينهما تبقى الدولة اللبنانية الحزب الأضعف في كل هذه المعادلة. وبما أنّ الدولة اللبنانية هي الحزب الأضعف، فإنّ الساحة اللبنانية، تبقى هي أيضا الساحة الأضعف، وتبقى فيها احتمالات عودة الاغتيالات الأمنية واردة في أي لحظة، وعلى هذا الصعيد.
وأشار إلى أن "الطابور الخامس" حاضر وباستطاعته التحرّك ساعة يشاء.
واعتبر شربل إنّ البلاد لا تحتمل سقوط الحكومة، لأنّ بقاءها يمثّل أحد الضمانات لعدم دخول لبنان في المجهول، مشيرا الى انه "نحن بلبنان منزعل بسرعة ومنرضى بسرعة".
وأكد شربل أنه "مع رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس النواب، ورئاسة مجلس الوزراء، كائنا من كان الشخص الذي يتسلّم سدّة هذه الرئاسات"، فالأساس هو بناء الدولة، وليس العيش على أنقاضها، ومن هذا المنطلق لا قيامة حقيقية للدولة من دون محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين.
وأكد شربل أن لا إرهابيين في وادي خالد أو عرسال، جازما بأنّ 75 في المئة من تهريب الحاصل إلى سوريا، عبارة عن تجارة، متابعا إنّ الحدود اللبنانيية - السورية تمتد على مساحة 160 كلم يصعب ضبطها كاملة.