أكد العلامة السيد علي فضل الله، "وجود تقصير في إبراز مساحات اللقاء التي تجمع المسيحية والإسلامي ورموزهما المشتركة"، مشيراً إلى أن "علينا العمل للّقاء وليس للحوار فحسب، لأن ما يجمعنا على مستوى القيم هو كبير جداً".
وشدّد من جهة ثانية على "العمل لوأد الفتنة المذهبية في العالم العربي تحديداً، وخصوصاً أنها تتغذى من العناصر السياسية والأمنية الراهنة التي تحاول أن تلبس لبوساً دينياً...".
من جهة أخرى، التقى السيد فضل الله وفداً إيرانياً برئاسة الشيخ عبد الحسين بابائي، حيث كانت جولة أفق في أوضاع العالم الإسلامي، والتحديات التي تواجهها مسيرة الوحدة الإسلامية، ومسؤولية العلماء في تعزيز اللقاءات الإسلامية الحوارية، والعمل على منع الفتنة المذهبية التي تطل برأسها في أكثر من مكان وخصوصاً في العالم العربي".
وأشار إلى أن "الإسلام كان هو الهاجس الذي شغله، وأنه كان يُدرك أن أكبر خطر يمكن أن يتهدد الأمة يتمثل في الفتن من داخلها، سواء أكانت طائفية أم مذهبية، ولذلك تحرّك على خطين: خط مواجهة الخرافة والغلوّ، وخط العمل للوحدة الإسلامية ليل نهار، لأنه اعتبر أنهما يمثلان خطاً واحداً وحركة واحدة".
ورأى أن "المسؤولية تقع على عاتق الجميع، وخصوصاً العلماء، في العمل على وأد الفتنة والتأسيس للقاءات إسلامية جامعة تحاصر عناصر الفتنة التي تتغذى من أحداث سياسية وأمنية في العالم العربي يُراد لها أن تتحول إلى عناصر مذهبية قاتلة".
والتقى السيد فضل الله وفداً من "جمعية أبناء مريم ملكة السلام"، برئاسة الأب بيار عبدو أنطون، وأعضاء الجمعية، مؤكدا له "أهمية العمل في نطاق كل العناوين المشتركة التي تجمع المسلمين والمسيحيين، وخصوصاً عنوان السيدة مريم التي تمثل نموذج العفة والقيمة الرسالية الكبرى إسلامياً ومسيحياً"، مشيراً إلى "التقصير الحاصل في تقديم شخصياتنا الرسالية للعالم، وفي الإضاءة على المساحات المشتركة بين الأديان، وخصوصاً المسيحية والإسلام".
وأكد السيد فضل الله "وجوب العمل للّقاء الإسلامي ـ المسيحي، وليس للحوار الإسلامي المسيحي فحسب، لأن اللقاء يعني التعاون والعمل المشترك والتفاهم والتنسيق، والسعي لترجمة قيم المسيحية والإسلام على المستوى الميداني اليومي"، مشيراً إلى "أخطار تتهدد ذلك وخصوصاً ما يتصل منها بالخطابات المثيرة للنزعة الطائفية، إضافة إلى الأحداث الأمنية الخطيرة التي شاهدنا نماذج منها في العراق وسوريا ومصر ونيجيريا"، مؤكداً "إتساع الساحة للجميع وأن على الذين يعملون للمحبة ولمّ الشمل أن ترتفع أصواتهم في مواجهة دعاة الفتنة والاحتراب".