لفت رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الى ان "نظرية الخوف من التيار الإسلامي إخترعها النظام في سوريا من قبل وتلقفها البعض فيما بعد في لبنان وغيرها، ولست أفهم لماذا هذه النظرية غير الصحيحة، فالدروز والمسيحيون هم تاريخيا يعيشون في هذا البحر الإسلامي العربي منذ مئات السنين فلماذا نخاف عليهم الآن من المسلمين؟ ثم جميعنا عرب لكن النظام السوري بما أنه صاحب أقلية خرج بهذه النظرية لاستخدام الدروز والمسيحيين وغيرهما في معركته من أجل البقاء، وللأسف هناك بعض الدروز والمسيحيين اليوم يشاركون نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قمع المواطنين السوريين في حمص وغيرها من المناطق السورية"، مضيفا "وبالنسبة للدروز في فلسطين المحتلة فهناك تيار درزي يتعاون مع إسرائيل منذ نشأتها وهناك تيار درزي تقدمي عربي كنا نعمل معه من أجل رفض الخدمة العسكرية في جيش الإحتلال الإسرائيلي" .
وأكد في حديث لصحيفة "الاهرام" المصرية أن "صعود التيارات الإسلامية إلي الواجهة لا يمثل لنا مشكلة"، مضيفا "هناك خسائر بشرية كبيرة، لأن النظام السوري يتعامل بالتحالف مع الأقليات ضد الأغلبية الكبيرة وهي العربية السنية، ولذلك دعوت الدروز في الجيش السوري إلي الإمتناع عن تنفيذ الأوامر، وأن يرفضوا قمع إخوانهم في حمص وغيرها من المناطق السورية، وكذلك دعوت دروز جبل العرب في سوريا إلى عدم المشاركة بدعم النظام السوري في مواجهة الثوار كما أحيي الناشطات والناشطين من العلويين الذين يرفضون قمع النظام".
وردا على سؤال عن موقف دروز جبل العرب بسوريا من دعوته رأى ان "هناك انتفاضات بطولية وهناك ناشطون وناشطات فاعلون وعلى رأسهم الناشطة منتهي الأطرش إبنة زعيم الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، وهناك آخرون أرفض ذكر اسمائهم خوفا عليهم من القتل أو الإعتقال والتعذيب على أيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وها هي شهبا تنتفض ولاحقا كل جبل العرب".
وشدد على ان " نظام الأسد يهدد الجميع وليس الدروز فقط، وعندما ترى ما يحدث في المدينة الباسلة حمص ستالينغراد الثورة السورية تجد موقفي مبدئيا وليس طائفيا ينطلق من موقف مناصرة الثورة السورية المشروعة التي هي معرضة للقمع من خلال قوى المثلث الإيراني الروسي مع نظام بشار الأسد، بينما يقف العالم متفرجا على مذابح حمص ولا يفعل شيئا"، مضيفا "إذا قضي النظام السوري على حمص، سقطت الثورة وسقطت سوريا في المجهول".
وأكد ان " الفيتو الروسي الصيني صفعة للشعب السوري وإهانة للثورة السورية والثورات العربية"، مضيفا "يبدو أن روسيا خائفة على قواعدها العسكرية في طرطوس واللاذقية وربما لها مشروعات نفطية أما ايران فإذا كانت تريد بقاء منفذها الوحيد على البحر الأبيض المتوسط، فذلك لا يتحقق دون المصالحة مع الشعب السوري"، لافتا الى انه "للثلاثة- روسيا وإيران وربما الصين بالإضافة إلي النظام السوري، مصالح مشتركة نظرا لحجم الثروات المتوقعة من النفط والغاز قبالة الشواطئ السورية علي البحر الأبيض المتوسط"، مشيرا الى ان "الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قال لي ما قاله للآخرين، لا تسوية على حساب الأسد ولا حكومة وفاق وطني على حساب الأسد ثم جاء إلى دمشق ولم يحدث شيئا، أما على أرض الواقع فهناك تدبير للقضاء على مدينة عربية اسمها حمص، وعلى أساسها يتوقف مصير الثورة السورية، لأن مصير الثورة مرهون بمقاومة حمص أو سقوطها، لأنها الممر إلى البحر الأبيض المتوسط، والعالم كله ينظر إلى المذبحة"، مضيفا " دعوت بالحل السياسي وفق المبادرة العربية التي قالت بشكل لائق وإن كان غير مباشر بتنحي الأسد، ولكن المشكلة أن النظم الديكتاتورية لا تستطيع أن تصلح نفسها"، مؤكدا ان " الحل السياسي تم القضاء عليه نهائيا بما يحدث في حمص وغيرها الآن وبعد الفيتو الروسي الصيني، أما عودة المراقبين فسوريا تحتاج علي الأقل 20 ألف مراقب كي يتوقف حمام الدم".
وشدد جنبلاط على ان " سوريا ليست ليبيا، وروسيا والصين وقفتا مع النظام ضد مصلحة الشعب السوري وغريبة تلك الازدواجية في مواقف بعض الدول التي تدين التدخل الأجنبي وتزود النظام السوري بالسلاح والعتاد والخبراء في الوقت ذاته"، مضيفا " لا أعتقد أن المعارضة السورية تريد تدخلا عسكريا في سوريا، ولكن تريد موقفا مؤيدا للشعب السوري"، معربا عن اعتقاده أنه "إذا حدث تدخل أجنبي في سوريا فسوف تدب الفوضي في سوريا ولبنان وقد يؤدي إلى حروب داخلية وإقليمية على حساب طموحات الشعب السوري"، محييا "المقاومة اللبنانية والفلسطينية لتصديها البطولي لإسرائيل، ولكن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بموقفه الداعم للنظام يعارض رغبة الشعب السوري في طموحه المشروع للحرية والكرامة والتغيير".
ورأى أن " وجود النظام السوري يحمي النفوذ الإيراني في البحر الأبيض المتوسط، وسقوط النظام يعني القضاء على هذا النفوذ، أما "حزب الله" فهو موجود ولديه سلاحه الذي يجب أن يبقي، ويدخل ضمن إطار الدولة اللبنانية، ونحن نعلم أن هذا السلاح لصالح الدفاع عن لبنان، وربما ايضا للدفاع عن الثورة الإيرانية ولم يخف السيد نصر الله ذلك، وأنا مع أن يكون سلاح "حزب الله" ضمن إطار الدولة اللبنانية بالتوافق والتراضي للدفاع عن لبنان"، مضيفا "اتفقنا على تنظيم العلاقة مع "حزب الله" من خلال الحكومة، ولكني لا أتفق مع حزب الله حول الموقف من النظام السوري وإيران وأتمني أن يبقي لبنان بعيدا عن الاهتزازات أو اية مغامرات أمنية أو غير أمنية"، مؤكدا ان "سوريا تريد أن تمنع لبنان حتى من المساعدة الإنسانية للجرحي واللاجئين فأهالي حمص يريدون الأدوية والأمصال والسفير السوري يريد وقف المساعدات الإنسانية".
وأكد جنبلاط أن "لبنان غير قابل لاستقبال موجات الربيع العربي لأن لبنان بالأساس قائم على الطائفية، ومفتت مذهبيا وطائفيا، مع الأسف".