أكد نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ان مقاتلي الحزب هم أفضل تدريبا وتجهيزا، مؤكدا ان "سياسة حزب الله أن يبقى على أعلى جهوزية ممكنة ولو كان تقديرنا أن لا حرب في هذه المرحلة لكن عمليا نحن حاضرون للدفاع لو وقعت غدا وبأفضل مما كان عليه الوضع في سنة 2006 واسرائيل تعلم ذلك وهذا ما يردعها"، مشددا على أننا "استفدنا من تجربة 2006 وزدنا من تدريباتنا وتجهيزاتنا وامكاناتنا بما يتناسب مع توقعاتنا للحرب القادمة اذا حصلت".
الشيخ قاسم، وفي حديث لوكالة "رويترز"، أكد أن "الزمن الذي تقرر اسرائيل أن تضرب والناس تسكت انتهى، فقد تبدأ اسرائيل وتفعل ما تشاء لكن هي لا تعلم حجم النتائج ولا تستطيع ضبطها وها هي تجربة تموز سنة 2006"، مشددا على أنه "على اسرائيل أن تلزم حدها وتعلم أن زمن الهزائم انتهى وقراراتها التوسعية غير قابلة للصرف وتهديداتها لا تؤثر على أحد".
واعتبر ان أي هجوم اسرائيلي على البرنامج النووي الايراني سيشعل المنطقة بأسرها ومن الممكن ان يجر الولايات المتحدة الى حرب، مشيرا الى أن "أميركا تعلم انه اذا حصلت الحرب على ايران فهذا يعني أن تشتعل المنطقة من دون حدود لنيرانها ولا معرفة بنتائجها".
ورأى أن اسرائيل "ترغب بأن تزج أميركا بحرب مع ايران لانها عاجزة لاعتبارات لوجستية وعملية أن تفعل شيئا وحدها وتعتقد ان الاختباء وراء أميركا لحرب ايران يحدث ارباكا وبلبلة في المنطقة تساهم في ابعاد النظر عن اسرائيل ولو مرحليا".
وردا على سؤال عما اذا كان حزب الله سيهاجم اسرائيل ردا على اي هجوم على ايران، أكد الشيخ قاسم أن "ايران قادرة أن تدافع عن نفسها لكن لا أحد يعلم كيف ستكون حالة الاعتداءات الاسرائيلية وما تشمله ومقدار ما تتوسع معه الحرب وتشمل جهات عدة"، مشددا على أن "المسألة لا ترتبط بقرار الذي يتخذه "حزب الله" وانما هناك ظروف موضوعية أعتقد أنها ستفرض نفسها لتشعل المنطقة بأسرها".
واوضح ان حزب الله "في الموقع الدفاعي بالنسبة لاسرائيل وليس في الموقع الهجومي وهو يجهز نفسه ولن يتوقف عن التجهيز لحظة واحدة لقناعته بأن اسرائيل تخطط دائما للعدوان وتنتهز الفرصة ألتي تراها مناسبة سياسيا للاعتداء والحرب".
ورأى نائب الامين العام لحزب الله أن الولايات المتحدة تعتقد أن اي صراع مع ايران من شأنه أن "يؤدي الى استهداف الجنود الاميركيين في المنطقة وحلفاء أميركا وسيعرض المصالح الاميركية للخطر وسيرفع أسعار النفط ويسبب المزيد من ألازمة الاقتصادية الاميركية والعالمية"، موضحا أن "الامر ليس تعففا وانما تشعر أميركا ان استهداف ايران عسكريا له أضرار كبيرة ولن يوقف الملف النووي الايراني السلمي"، سائلا "من ينجح ضغط اسرائيل وتوريط أميركا أم ممانعة أمريكا ولجم اسرائيل؟".
وأشاد قاسم بـ"الربيع العربي"، وقال: ان الولايات المتحدة "تحاول ليل نهار أن تسرق نتائجها وأن تحورها في الاتجاه الذي تريده"، مشيرا الى ان الانتفاضات في ليبيا واليمن بدأت على شكل حركات شعبية "لكن قبل أن تؤتي ثمارها وتأخذ اتجاهها تدخلت أميركا والدول الاوروبية من أجل توجيه النتائج، فكان التدخل العسكري في ليبيا، والحل السياسي في اليمن الذي لم يعط الشعب اليمني ما أراده عند انطلاقته، فالنتيجة في الواقع هناك هي خليط بين الرغبة الشعبية والتدخل الدولي. ونأمل ان تتمكن القوى الشعبية من وضع حد للاستثمار الاجنبي السياسي لحركتها".
أما في البحرين، فأشار الشيخ قاسم الى أن "الامر بدأ بتحرك شعبي لكن هناك اصرارا دوليا على حماية النظام ومنع الشعب البحريني من أخذ حقوقه ولذا هم يتظاهرون سلميا منذ سنة ولا نسمع لا تعليقات دولية ولا اجتماع لمجلس الامن ولا تحرك أميركي فاعل ولا صيحة أوروبية كل ذلك لان تركيبة النظام في البحرين هي جزء من المشروع الاميركي في المنطقة".
واعتبر أن معايير الولايات المتحدة في ما يتعلق بالثورات العربية "ليست واحدة ولا علاقة لها بالديمقراطية ولا بحقوق الناس وانما تتخذ أميركا الموقف بحسب مصلحتها في السيطرة وخدمة المشروع ألاسرائيلي في المنطقة."
وحول الملف السوري، لفت الى ان "من يرى حجم التدخل الدولي في الشأن السوري يرى انه في ألاولوية الاميركية الدولية وهناك تحريض ودعم مالي وعسكري لاستخدام القتل والعنف في داخل سوريا ولا يسمعون لطروحات النظام في امكانية الحوار والذي يدير المعركة هو أميركا والدول الكبرى أما المعارضة فهي ملحقة يأخذونها حيث يشاؤون في اجتماعات مختلفة"، مؤكدا ان "الحل الحقيقي هو الحوار بين النظام والمعارضة ومكونات الشعب السوري".
وأوضح ان "الرئيس السوري بشار الاسد كان في موقع مواجهة خطر دولي تقسيمي وتشتيتي لسوريا وهو حاول أن يعمل بالحد الادنى من الخسائر لكن عندما يستعمل السلاح في مواجهة النظام فهذا يخرج الامور عن السيطرة بحدود معينة. من هنا اجراءات الرئيس الاسد كانت اجراءات حكيمة خاصة بتحديد موعد ألاستفتاء على الدستور وقد رأينا مستوى اقبال الناس المرتفع والتأييد لهذا النمط من التغيير عله يكون رسالة واضحة لكل العالم أن دعوا سوريا تختار داخليا ما تريد ولا تفرضوا عليها خياراتكم".
واعرب الشيخ قاسم عن اعتقاده ان "الرئيس الاسد سيتخطى هذه المرحلة وسيبقى رئيسا لسوريا خلال المرحلة القادمة وفق الدستور"، معتبرا ان "الامور تتجه الى المزيد من بروز تماسك السلطة في مقابل الخلل الفاضح في المعارضة والانقسامات التي تبدو يوما بعد يوم وتشتت قدراتها ورؤاها أيضا في كيفية التعامل مع المستجدات السورية".