ذكرت "السفير" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ركّز في زيارته التركية على ضرورة صون حقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة"، داعياً القبارصة إلى "إعادة النظر في بعض نقاط الاتفاق الموقع مع الإسرائيليين والذي جاء في جانب منه على حساب مساحات بحرية يُفترض أن تكون ضمن السيادة اللبنانية "850 كلم2"، كما شدّد بري على "ضرورة تعزيز التنسيق بين الوزارات المختصة في البلدين لتسريع الخطى نحو التفاهم على كل النقاط العالقة".
وقد أبدى الرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس تفهماً لوجهة نظر بري، مؤكداً "الاستعداد لمراعاة المصالح اللبنانية، والتعاون التام من أجل إنجاز الاتفاق الثنائي بصيغته النهائية"، وأكد لبري انه "اعطى تعليماته وتوجيهاته من اجل تسهيل انجاز الاتفاقية بين البلدين"، منوها بـ"العلاقة والصداقة التي تربط بين لبنان وقبرص".
وطرح بري خلال لقاءاته مسألة المياه العذبة التي يملكها لبنان في بحره، مشيراً إلى "إمكان بيع كميات كبرى منها لقبرص عن طريق أنابيب تمتد تحت المياه، ما أثار اهتمام الرئيس القبرصي الذي أعرب عن الاستعداد لدرس هذا العرض والتعامل معه إيجاباً".
وقد فاجأ عرض بري وزيرة التجارة والاقتصاد التي لم تكن على علم بهذا المعطى المائي اللبناني، مشيرة إلى أنه "يستحق الدرس". وخلال هذا الاجتماع شرح بري والوفد المرافق بالخرائط والمستندات حدود لبنان البحرية وحقوقه النفطية، ما ساهم في إزالة بعض الالتباسات لدى القبارصة.
وبحث بري في الوضع العام السائد في المنطقة مع الرئيس القبرصي الذي اعتبر ان الديموقراطية "يجب ان تكون صناعة محلية"، وهذا ما وافقه عليه بري الذي شدد على رفض إعطاء وَصَفات جاهزة للشعوب.
وكان لافتاً للانتباه أن الرئيس خريستوفياس استهل اللقاء مع بري بسرد حادثة ظريفة حصلت معه خلال إحدى سفراته، وبطلها فنجان من القهوة التركية، كان كفيلاً بتحريك العصبية القبرصية لديه.