وأوضح النحالون أنهم وبالرغم من إقدامهم على نقل القفران الى منطقة السهل هرباً من الصقيع في منطقة الجرد وبهدف تأمين المرعى المناسب، الا أن المناحل أصيبت بخسائر جسيمة. رفعوا كتاباً الى مصلحة الزراعة في عكار بهدف إطلاعها على الخسائر تمهيداً لرفعه الى وزير الزراعة حسين الحاج حسن، للمطالبة بإرسال فريق متخصص للكشف على المناحل المنتشرة في مختلف البلدات العكارية، وتحديداً في منطقة الجومة والدريب الأوسط. وطالب رؤساء التعاونيات المنضوية ضمن «اتحاد مربي النحل في عكار والشمال» وزارة الزراعة القيام بخطوات جدية من شأنها إنقاذ ما تبقى من القطاع، وتقديم الدعم المباشر للنحالين لتمكينهم من الصمود.
ويشير رئيس «التعاونية المتحدة لمربي النحل» في عكار محمد الخطيب إلى «أن غالبية المناحل قد أصيبت جراء موجة الصقيع والثلوج التي تساقطت على ارتفاع 400 متر في منطقة السهل، ما تسبب بنفوق أعداد كبيرة من المناحل»، لافتاً إلى «أن التقدير الأولي للخسائر يتراوح بين 50 الى 60 في المئة وهي طالت أكثر من 500 مربي نحل ومنهم من فقد مناحله بالكامل». وطالب الخطيب «أن يصار الى معاملتنا أسوة بباقي المناطق اللبنانية وضرورة إرسال فريق فني للكشف على الخسائر»، مؤكداً «أننا رفعنا تقريراً مفصلا يتضمن نماذج عن واقع النحالين في عكار، على أمل أن يصار الى التعاطي مع هذا الملف بجدية وأن لا تلقى المطالبة بالتعويضات مصير السنوات الماضية حيث قام الجيش عام 2010 و2011 بالكشف على الأضرار الا أننا لم نتلق أي دعم». ويشير النحال يوسف نادر من بلدة القبيات إلى أن «الخسائر قضت على ما تبقى من مناحل السنة الماضية حين أصبنا بكارثة جراء نفوق أكثر من 70 في المئة من المناحل، ولم يتم التعويض علينا»، لافتا إلى «أن العواصف الأخيرة التي ضربت المنطقة وعدم القدرة على السيطرة على حشرة «الفيرواز»، بسبب استخدام الأدوية التي غالبا ما تكون مغشوشة، وانعدام الرعاية الرسمية جعلا الوضع مأساويا للغاية». ويضيف أن «جل ما نتمناه هو مساعدة التعاونيات في تأمين الأدوية اللازمة للعلاج للتمكن من النهوض بهذا القطاع الذي يعد مصدرا أساسيا للعيش بالنسبة للعديد من العائلات».
ودعا «رئيس التجمع الشعبي العكاري» وجيه البعريني رئيسي الجمهورية والحكومة «لإعطاء توجيهاتهم للمعنيين للتحرك بسرعة باتجاه محافظة عكار والعمل على تفقد الأضرار الجسيمة التي خلفتها العاصفة، والتي لم تقتصر على المزروعات بل طاولت المنازل والمؤسسات التجارية»، منتقدا بشدة «التقصير الفاضح للدولة وأجهزتها لعدم تقديم المساعدة بالسرعة المطلوبة للمحاصرين بالثلوج من أبناء قرى وبلدات جرود عكار»، متسائلا «هل عكار فعلا موجودة على الخارطة اللبنانية؟». كلام البعريني جاء خلال جولته على منطقة جرد القيطع حيث تفقد الأهالي، واطلع على مطالبهم أمس.
وفي الضنية، ارتفعت الصرخات مطالبة «الهيئة العليا للإغاثة» بالتعويض عن الأضرار المادية التي خلفتها العاصفة، مصحوبة بدعوات أخرى أطلقت بخجل خلال الأيام الماضية تطالب الجهات المختصة بالتحرك السريع لمواجهة الهجمة التي تتعرض لها الثروة الحرجية في المنطقة، والتي لم تتوقف برغم انقطاع معظم الطرق المؤدية إلى الغابات والأحراج. ففي موازاة دعوة بعض المتضررين «هيئة الإغاثة» بإرسال فريق للكشف على الأضرار، التي يؤكد الأهالي أنها طالت مطاعم الضنية ومصانعها، كانت مصادر متابعة للملف البيئي في الضنية تتحدث عن «جريمة» ترتكب في الغابات، وتحديدا تلك الواقعة في قرى وبلدات وسط الضنية، حيث أشارت إلى حصول العديد من التعديات التي طالت أشجاراً نادرة ومعمرة. وأشار ناشطون بيئيون إلى ان أعداداً كبيرة من الأشجار المعمرة جرى قطعها في الأيام الماضية، ومنها أشجار نادرة، مؤكدين ان عمليات القطع تمت في مناطق قريبة من قرى وسط الضنية، وأبدوا تخوفهم من ان تتكشف العاصفة على كوارث اخرى في مناطق نائية.
ودعا المواطن محمود سعيد لاغا من بلدة كفربنين في أعالي جرود الضنية، الجهات المعنية، للتعويض عليه جراء الخسائر التي تعرض لها، بعد سقوط سقيفة على معمل حجر يملكه نتيجة تراكم الثلوج عليها. وأشار لاغا إلى أن السقيفة المصنوعة من الحديد والإترنيت تبلغ مساحتها نحو 150 متراً مربعاً، وأنها انهارت بعدما بلغت سماكة الثلوج فوقها أكثر من متر ونصف المتر، ما تسبب بوقوع أضرار أصيبت بها التمديدات الكهربائية في المعمل ومعدات أخرى داخله، مقدراً الخسائر التي تكبدها بأكثر من 25 ألف دولار أميركي. كما أصيب عدد من مطاعم ومقاهي المنطقة بأضرار مماثلة، بعدما انهارت سقوف ساحاتها الصيفية نتيجة تراكم الثلوج عليها، ما دفعها لمناشدة الجهات المختصة المساعدة والتعويض عليها.
في زغرتا، ألحقت العاصفة الاضرار بالبساتين في عدد من قرى وبلدات القضاء، حيث غمرت المياه عددا كبيرا من بساتين الليمون والزيتون، الذي يستمر موسم قطافه في زغرتا، كما أدت العاصفة إلى انهيارات في عدد من جدران الدعم داخل البلدات، بالإضافة إلى انهيارات للحجارة والأتربة على طريق زغرتا اهدن الرئيسية. ولم تسمح سماكة الثلوج بمعرفة الأضرار التي لحقت ببساتين التفاح والإجاص في بلدة اهدن حيث لم يتمكن المزارعون من الوصول إليها.
أما في بلدة بحيرة تولا فقد ادى تراكم الثلوج الى انهيار السقف الحديدي الجديد لـ«نادي شبيبة البحيرة»، مخلفا أضرارا مادية جسيمة. وأفاد رئيس النادي سركيس فرح أن الشبيبة كانت عمدت الصيف الماضي إلى إقامة سقف حديدي لقاعة النادي وملاعبها من أجل النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية في كل الظروف المناخية، وناشد المعنيين المساعدة من أجل إعادة بنائه.