أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جرعة الدعم الفاتيكانية للراعي تقترب.. ماذا سيقول جعجع؟

الأربعاء 14 آذار , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,679 زائر

جرعة الدعم الفاتيكانية للراعي تقترب.. ماذا سيقول جعجع؟

وما يتعرض له الراعي من انتقادات في هذه الأيام «ليس منفصلا عن الحملة الأولى التي أعقبت زيارته الباريسية الشهيرة في أيلول 2011». هذا ما تقرأه بعض الأوساط المتابعة متحدثة عن «جهات غير راضية على كل تركيبة الراعي منذ انتخابه». وتسلسل «عناصر» انزعاج هذه الجهات من «سيد بكركي الجديد»:

- الراعي ليس نسخة طبق الأصل عن سلفه البطريرك نصر الله صفير.

- هناك من لا يريد له أن يمضي في «مأسسة» البطريركية المارونية.

- لم يكن للبعض أي دور وربما نية في انتخابه بطريركا وهو لا يفوت مناسبة للتعبير عن ذلك.

- تجواله في المناطق من الشمال الى الجنوب ونبرته العالية ومواقفه الواضحة وإعرابه عن هواجس المسيحيين في كل جولاته الخارجية.

- موقف الفاتيكان المتبني كاملاً للمواقف البطريركية.

- الجو السائد في الشارع المسيحي والمتفاعل الى حد كبير مع طروحات سيد بكركي.

ولعل العنصر الأهم يتمثل في «الطقس العربي». فما تراه هذه «الجهات» ربيعا يتخوف الراعي من أن يكون «خريفا وشتاء» ولطالما كرّر رفضه للأصوليات المسيحية منها والمسلمة، فكيف بالحري إذا وصلت هذه القوى الى حكم ما بعد «الثورة».

تنطلق مواقف البطريرك من شعوره بـ«الخطر على الوجود المسيحي في الشرق». وتؤكد أوساط كنسية أنه «مخطئ من يظن أن الراعي «وان مان شو» أو «عازف سولو» في أوركسترا الكنيسة «إنما هو يتكلم ليس فقط باسم الفاتيكان بل باسم «السينودس» الذي عقد منذ سنة في روما وكان أهم سينودس تاريخي يتناول مسألة الوجود المسيحي في الشرق كونه انطلق خصوصا من مآل المسيحيين في العراق بعد الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين».

كما ان الراعي «يزعج» البعض في الداخل والخارج، فإن ذاك السينودس «أرعب» قوى إقليمية ودولية وخصوصا إسرائيل. «فالهجرات المسيحية تخدم بالدرجة الأولى الكيان الصهيوني كونها تعبّد له الطريق أمام استيلاد الدولة اليهودية التي لا مكان فيها لا للمسيحيين ولا للمسلمين». والصورة تبدو واضحة: «المسيحيون يذوبون في القدس، والمدينة المقدسة سائرة نحو التهويد الكامل وبعض العالم العربي يتفرج... متواطئا».

الأردن هو البلد العربي الأول الذي يزوره الراعي منذ انتخابه. وتلفت شخصية من الوفد المرافق الانتباه الى «الحفاوة الكبيرة التي أعدت للبطريرك، سواء على مستوى الملك والمسؤولين وأيضا الجالية التي تبيّض الوجه». يعود الراعي «مرتاحا» الى تدشينه كاتدرائية مار مارون التي ستتحول مزارا لكل موارنة العالم بعدما أصبحت جارة الكاتدرائيات الثلاث في عمّان في محلة المغطس وهي الروسية والأرمنية والقبطية. يفرح بـ«إنجازاته» فيعود الى الرعية الأم.

«الحكيم» أعدّ له استقبالا على طريقته. فبينما كان الراعي لا يفوت فرصة إلا ويرفع لواء الهواجس المسيحية، يأتيه رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع باتهام مباشر: «موقف البطريرك غير مشرف ويخالف الإرشاد الرسولي». يصف مصدر كنسي هذا الكلام بـ«غير المقبول على الإطلاق، وكأن جعجع ينصّب نفسه المرجعية وهو يصدر حكمه المبرم بأن البطريرك أصبح خائنا». يضع المصدر هذه التصريحات في خانة «التأويلات السياسية. فالبطريرك يتخذ موقف الكنيسة في نبذها العنف ومناصرتها حقوق الإنسان وكرامته لكن أهل السياسة دائما يأخذون من مواقفه ما يناسبهم ويرمون ما لا يناسبهم». وعندما يوجه السؤال الى أحد المطارنة، يبادر الى التقليل من أهمية كلام جعجع، بالقول: «في الإنجيل نجد المبررات لكل الهرطقات». 

يتهم جعجع الراعي بأنه يدعم النظام السوري، في وقت وصل فيه النزوح السوري الى «جوار» بكركي. بعض الأهالي يتحدثون عن عشرات العائلات السورية التي أتت تسأل عن «المعونات»، «فمن يؤمن لهؤلاء المأكل والملبس والمأوى... إنه توطين من نوع آخر» يسأل المصدر الكنسي.

الحملات ضد الراعي لن تتوقف على ما يبدو. لكن «الجرعة الفاتيكانية» الكبيرة لمصلحة الراعي على الطريق. تتمثل في زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان في أيلول المقبل وتوقيعه «الإرشاد الرسولي» الذي ائتمن الراعي على تطبيقه في لبنان بمباركة فاتيكانية... وفي الانتظار، لن يكون الراعي وحده. معه رئيس الجمهورية، قائد الجيش، مؤسسات الكنيسة المارونية، وفائض سياسي لم يكن موقفه من بكركي ثابتا إلا بمقدار ما تقترب منه سياسيا.


Script executed in 0.21283602714539